يحتفل أهالي دشنا وأبناء الطرق الصوفية بمولد العارف بالله الشيخ كحول عتمان أحمد بساحته بعزازية دشنا، بإقامة مجالس الصلوات والمدائح النبوية واستقبال الضيوف في خدمات المولد. ويقول محمود عبد العزيز، نقيب الشيخ إن المولد بدأ بإقامة مجلس صلوات صوفي تبعه حلقة إنشاد للمنشد علاء الفرشوطي، والذي يشارك لأول مرة في مولد الشيخ كحول، مشيرًا إلى تكاتف جميع أبناء الطرق الصوفية في إقامة الخدمات للظهور بالشكل المشرف لاستقبال ضيوف المولد من دشنا وخارجها. ويوضح عبد العزيز أن الشيخ انتقل إلى الرفيق الأعلى في 29 جمادى الأولى عام 1414 هجرية الموافق 14 نوفمبر عام 1993، مشيرًا إلى أن الساحة تم بناؤها في عام 1995 بالجهود الذاتية وتم اعتمادها من قبل المشيخة العامة للطرق الصوفية في عام 2003 تحت اسم الساحة العامة لجميع أبناء الطرق الصوفية. وتابع أن مساحة الساحة حوالي 200، ملمحًا إلى أن الشيخ كحول تم دفنه في جبانة العزازية، كما أن مقامه الحالي بالساحة هو مقام رؤيا، لافتًا إلى أن الساحة تحوي ضريحا الشيخ الجنيدي، ومشهد الشيخ أحمد الدشناوي. وعن كراماته يروي عبد العزيز أنه كان إذا صادف شخصًا يعاني من ألم في بطنه يقوم بوضع يده على بطنه ويقوم بضغط بطنه فلا يلبث أن يذهب ما به من ألم. ويشير الشيخ فتحي أبو بكر، نائب الطريقة البرهانية بدشنا إلى أن جميع الطرق الصوفية تقدر العارف بالله الشيخ كحول، لافتًا إلى أن جميع الأولياء هم رجال الله ولا فرق بين ولي وآخر، مؤكدًا مشاركة أبناء الطريقة البرهانية في إحياء ذكرى الشيخ كحول. ويرى أبو بكر أن الدليل على ولاية الشيخ التفاف المئات من الناس حول ضريحه لإحياء مولده، بالإضافة إلى كرامته المشهورة بين الأهالي بأنه كان يرشد عن مكان الغريق إذا تعذر إيجاده بواسطة الغواصين بإلقاء حجر إلى الماء ومناداة الغريق ليطفو الغريق من نفس مكان إلقاء الحجر. ويشير المتصوف إبراهيم الصنجق إلى حرصه على زيارة ضريح الشيخ كحول الذي يعد من الأبطال - على حد قوله، مشيرًا إلى أن موالد الصالحين هي فرصة طيبة للتعارف بين الناس ونشر حالة الحب والود بين الشباب من خلال تنظيم الخدمات والتسابق في حب العارفين، موضحًا أنه لم يعاصر الشيخ كحول لكنه سمع الكثير عنه من جده ووالده وأنه كان يلقب بسلطان دشنا ويعد من رجال الله الصالحين. ويوضح المتصوف محمد رفعت أن الشيخ كحول من كبار أهل الله، وله مقام معلوم وكان له كرامات ظاهرة وأخرى خفية. ويروي رفعت أنه عاصر إحدى كرامات الشيخ، إذ غرق أحد الشباب بالنيل لمدة 3 أيام وفشل الغواصون في العثور عليه، وبالصدفة أثناء مرور الشيخ استوقفه الناس ورجوه أن يساعدهم في العثور على الغريق فقام من فوره بالتقاط حجر، وألقاه في الماء قائلًا: "أهو هنا.. هنا"، ولم يصدق رجال الإنقاذ ذلك فطلب منهم الأهالي النزول إلى مكان سقوط الحجر ففعلوا ليجدوا جثة الغريق في نفس المكان الذي حدده الشيخ. ويشير محمد جمال، طالب إلى أن العارفين بالله من أمثال الشيخ كحول لهم دور كبير في تربية المتصوفين التربية الروحية، مشددًا على ضرورة أن يعرف المريد قدر الولي الذي اختصه الله بالكرامة من خلال الأدب في حضرته والالتزام بشرع الله. ويشير إلى أنه يحرص في كل عام على حضور مولد الشيخ كحول لينال بركته ونفحاته.