تصوير- أحمد دريم في درنكة إحدى قرى مركز أسيوط كانت جولتنا التي جبنا فيها معظم شوارعها وتركنا أعيننا ترصد الأوضاع عن قرب، فالتقطت عدسات أعيننا ترعة كبيرة تشق قلب القرية ويحيطها تجمع سكنى كبير وتحوطها تجمعات وتلال القمامة، وتتصاعد من تلك التجمعات ألسنة الدخان إضافة إلى الروائح التي لم تقوى أنوفنا على استنشاق الهواء بسببها..."ولاد البلد" رصدت الأزمة. وحول المشكلة يروى أحمد عبدالسميع، مدير مالي بمركز شباب درنكة، "يوجد تجمع سكاني كبير حول الترعة شرق البلد بطول 2كيلو متر، وصارت مكانا تتجمع فيه قمامة القرية، وهي غير مستخدمة في الري فالأهالي يلقون فيها مخلفاتهم على مدار شهور متتابعة حتى انسدت مناطق بها، وكلما جاء حفار الري ليطهر الترعة يلقى بمخلفات التطهير على حوافها ويتركها فتصير موطنا للفئران والحشرات والزواحف الضارة". ويكمل عبد السميع صائحا: "كتر خير الناس اللي عايشين في المنطقة دي"، وتقدمنا بطلبات مسبقة لعمل صرف مغطى للترعة وأخذنا موافقة مبدئية قبل ثورة يناير 2011بتغطية حوالي 350 متر كمرحلة أولى في 2012 ولكن بعد الثورة توقف كل شيئ، ونطالب بالبدء في المرحلة الأولى فهناك حوالي عشرة آلاف نسمة يعيشون في مواجهة هذه الترعة، والمشكلة الأكبر أن الترعة تحولت لمكب لمياه الصرف الصحي وهى قريبة من محطة مياه الشرب فتبعد عنها 50 متر ومن الممكن أن تسحب مياها منها وتختلط بمياه الشرب. ناهيك عن المنظر العام فهو سيئ للغاية ومقذذ والمياه تظل راكدة بها لفترة كبيرة، "أنا محتاج أعيش في بيئة نضيفه أنا مش حيوان". على "مصطبة" إسفلتية كان جلال عقل، بالمعاش، يجلس أمام بيته في مواجهة الترعة توجهنا إليه لسؤاله فإذ به يروى بصوت خافت فاقد للأمل: "البلد كلها بتكب عندنا إحنا ولو قلنا لواحد لا يقول لنا هي مش ترعة أبوكم واللي معاه عيل بيحافظ عليه ومش عايزه يتعارك فبيسكت محدش ناقص مشاكل". يتابع عقل: الترعة تسببت في انتشار الناموس الذي صار يفتك بأطفالنا مسببا الأمراض "والريحة وكيلك ربنا ببقي قاعد على المصطبة عايز أتكفى على وشى". ويشاركه الرأي محمد محروس، فلاح، أطفالنا مريضة طوال الوقت "وبيحصلنا كتمة النفس وبيطلع للعيال مسامير وهرش مستمر".
وبجوار شاطئ الترعة شاهدناه يحرق القمامة ليعلق حسن عبد الفتاح، معلم، قائلا: لا يوجد مقلب قمامة بالقرية والوحدة المحلية لا تهتم "وأدينا بنشتغل زبالين"، نضطر لإحراق القمامة تخلصا من رائحتها، فأهالي القرية يلقون القمامة هنا وفى النهاية نحن الذين نأخذ محاضر، فنحن بحاجة لتخصيص مكان لمقلب قمامة. وبينما نتحدث مع الأهالي إذ بنا نرى أطفالا ما بين سن الرابعة والخامسة يلعبون بالكرة وفجأة تسقط الكرة في الترعة ظننا أنهم سيطلبون العون، ولكنى رأيتهم يتسللون رويدا رويدا إلى الترعة لالتقاط الكرة يساعدون بعضهم بعضا حتى كادت دقات قلبي أن تتوقف عن النبض، أما الأطفال فكانوا يتعاملون وكأنهم متمرسين على ذلك. وهنا علق محمد محمود، تاجر، الترعة تؤذينا كثيرا ونحن نتضرر منها منذ 15 عاما مضت والأطفال يلعبون بداخلها لقلة مياهها ورغم قلة المياه إلا أن أكثر من طفل غرق بها. وحول شكاوى الأهالي يرد وليد محمد الوزير، رئيس الوحدة المحلية بدرنكة، بالنسبة لمشكلة الترعة، فالمسؤولين أرسلوا للوحدة المحلية لمعرفة الترع التي بحاجة لتغطية فأرسلنا بيانا بهذه الترعة التي تسمى الترعة السوهاجية بطول كيلو و200 متر وكان ذلك من حوالي شهر ونصف وكان هناك اهتمام بالموضوع ونحن بانتظار الرد.