افتتح الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، أعمال الدورة الثالثة والثلاثون لوزراء الداخلية العرب، اليوم الأربعاء، في تونس، واحتوت كلمته أهمية مجلس وزراء الداخلية العرب، وسبل مواجهة الإرهاب وضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية. وجاءت نص كلمته كالتالي: "فخامة الرئيس محمد الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد - النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب معالي السيد الهادي المجدوب وزير الداخلية في الجمهورية التونسية، معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس، وزراء الداخلية العرب أصحاب السمو والمعالي الوزراء، أصحاب السعادة السفراء ومديري المنظمات العربية السيدات والسادة، اسمحوا لي بدءاً أن أعبر عن سعادتي بالمشاركة في أعمال الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب". وأشاد العربي، بالدور الذي يقوم به المجلس في منظومة العمل العربي المشترك، قائلاً: "يبذل جهود متصلة وأعمال جليلة لحماية واستقرار الدول والمجتمعات العربية، والسهر على سلامة المواطنين، وإنفاذ القانون وتطوير القواعد والإجراءات المساعدة على حفظ النظام العام بما يكفل سلامة المجتمع وأمنه. ولا بد في البداية من توجيه خالص الشكر والتقدير للجمهورية التونسية الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا على ما تقدمه لمجلس وزراء الداخلية العرب، وأود هنا أن أتوجه بالتحية والتقدير إلى أجهزة الأمن في كل أرجاء الوطن العربي، للتضحيات التي يبذلونها، ولشجاعتهم في مواجهة كل أنواع الجريمة وعلى رأسها جرائم الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة. وأسأل الله العلي القدير أن يتغمد شهداء الشرطة بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته". وأضاف: "أصحاب السمو والمعالي، والسيدات والسادة.. يأتي انعقاد الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلسكم الموقر، في وقت عصيب تمر به الأمة العربية، وتشهد فيه تحولات غير مسبوقة تهدد كيان بعض الدول وقد تعصف باستقرار المجتمعات العربية، وتعرّض مواردها والمكتسبات التي حققتها على مدى سنوات طويلة إلى مخاطر حقيقية، وتفرض تحديات جديدة على قيم ومُثل المجتمعات العربية التي قامت طوال قرون على التعايش والتسامح والانفتاح ودرء الفتنة، الأمر الذى ينذر بعواقب وخيمة تكون نتائجها كارثية على استقرار المجتمعات العربية ووحدة نسيجها الاجتماعي وسلامة بعض الدول واستقلالها وسيادتها الوطنية. والجميع يقدر الأعمال الجليلة التي تقومون بها لمنع حدوث مثل هذه التداعيات، ويثمّن ما تبذلونه من جهود لحماية أمن واستقرار المجتمعات العربية". وتابع: "إن مواجهة الإرهاب والنجاح في اجتثاثه وهزيمته، لا يمكن أن تتمّا إلا بسواعد أبناء الأمة العربية، ذلك أنه مهما كانت قوة التدخلات الأجنبية وقدرتها على هزيمة الإرهاب عسكرياً، فإنه لا يمكنها اقتلاع الفكر الإرهابي من جذوره ونهائيا، فمواجهة هذا الخطر تتطلب في المقام الأول مواجهة شاملة فكرية وثقافية وعقائدية، تتمكن من الإجابة بصراحة وأمانة عن الأسئلة الصعبة حول مكامن الخلل الذي تعيشه الأمة، كما أن المتطلبات الأساسية لمواجهة التحديات الراهنة تقتضي، أولاً وأساساً، وإعادة اكتشاف مضامين جديدة للتضامن العربي والعمل العربي المشترك، وتطوير أجندته وآليات عمله.. ومثل هذا الجهد هو مسئولية جماعية تقع على عاتق الجميع وتسهم فيها كل المجالس الوزارية ومؤسسات الدولة والنخب الفكرية والثقافية والرموز الدينية ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها من القوى الفاعلة في المجتمع. وفي هذا الإطار أقترح عقد اجتماع مشترك عاجل للمسؤولين عن مكافحة الاٍرهاب في وزارات الخارجية والدفاع والعدل والداخلية والأجهزة الأمنية المعنية لتطوير موقف جماعي عربي لمواجهة الاٍرهاب وفقا للقرارات الصادرة عن مجلس الجامعة في هذا الشأن". وأكد العربي، أن قضية العرب المركزية المحورية الأولى هي فلسطين، ولابد من مضاعفة كل الجهود لتحقيق حق الشعب الفلسطيني الشرعي في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واسمحوا لي في ختام كلمتي أن أؤكد مجدداً على الدور الهام الذي يضطلع به مجلس وزراء الداخلية العرب في التصدي للمنظمات الإرهابية، ولمجموعات الجريمة المنظمة، وما يقوم به المجلس من دور فاعل في حماية المجتمع والدولة من الأخطار المحدقة بهما وفي إرساء الأمن والاستقرار، وهو دور نحن جميعاً نساندكم فيه ونساعدكم عليه، ونتطلع إلى مواصلة التعاون الوثيق مع مجلسكم الموقّر للدفاع عن المصالح العربية العليا".