أعلنت أعلى هيئة صينية لمكافحة الفساد اليوم السبت استعادة اثنين من المسئولين الصينيين الهاربين المتهمين بالفساد ،وذلك في إطار برنامج "فوكس هانت" أو " صيد الثعالب" ، وهو البرنامج الذي أطلقته الصين العام الماضي لمطاردة وإمساك أى مسئول فاسد فر إلى خارج البلاد بالأموال التي نهبها من الشعب الصيني. وقالت الهيئة - اللجنة المركزية لفحص الانضباط التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم - أن هذين الشخصين وردت أسماؤهما على قائمة تضم أكثر 100 شخص مطلوبين للعدالة ، وكانا فرا من البلاد عام 2014 عقب اتهامهما باختلاس أموالا عامة تقدر بحوالي 29.96 مليون يوان ( 4.56 مليون دولار أمريكي) ، وأنه تم تسليمهما إلى السلطات بعد ترحيلهما من سانت فنسنت والغرينادين من قبل الشرطة هناك. ووفقا للإعلام الصيني الرسمي فإن المتهم الأول كان يعمل كمسئول عن قضايا العمال والضمان الاجتماعي في مدينة بنشي في مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين، بينما يعمل المتهم الثاني مع الأول كمحاسب. يذكر أن وزارة الأمن العام الصينية أعلنت في 27 يناير الماضي أنها أعادت إلى البلاد 857 من الهاربين خارج الأراضي الصينية بعد اتهامهم في قضايا تتعلق بالفساد ، وأشارت الوزارة - في تصريح رسمي - أن هؤلاء الأشخاص تم إعادتهم إلى البلاد من 66 دولة حول العالم في إطار حملة "فوكس هانت" ، وكشفت عن أن 366 من هؤلاء الفارين سلموا أنفسهم طواعية للسلطات الصينية وأن نحو 212 منهم متورطون في قضايا فساد مالي تبلغ قيمتها أكثر من 10 ملايين يوان (1.52 مليون دولار امريكى). كانت اللجنة المركزية الصينية لفحص الانضباط قد تعهدت - في بيان رسمي أصدرته في منتصف يناير - بأن تواصل العمل بكل ما لديها من جهد لتطهير البلاد من الفساد ، وذلك بالاستمرار في حملاتها للضرب على يد الفاسدين في أى مؤسسة من المؤسسات الحكومية الصينية او أى شركة من الشركات المملوكة للدولة ، وقالت - في ختام اجتماعات دورتها السادسة - إنها ستقوم بالتحرى عن أى فساد مالي أو إداري أو أى تراخي في تطبيق قواعد التقشف والانضباط وملاحقة المخالفين والمتجاوزين لمعاقبتهم بكل حزم. وأشارت إلى أن الحزب سيقوم خلال هذا العام الجديد بتعزيز الانضباط و تحسين نظم الرقابة ، بالإضافة إلى تعميق الإصلاحات المؤسسية. من جانبه أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ - في كلمة ألقاها في افتتاح اجتماعات اللجنة - أن بلاده ستقوم بدحر الفساد وأن حملة محاربة الفساد في البلاد - التي بدأها منذ مجيئه للسلطة منذ نحو ثلاثة أعوام - مستمرة بكل قوة ، داعيا الجميع لأن يثقوا في قدرة الصين على اجتثاث الفساد من جذوره ، متعهدا بألا يكون هناك أى تهاون في الإيقاع بالمسئولين الفاسدين في أى موقع أو على أى مستوى سواء كان هؤلاء المسئولين كبار - الذين يطلق عليهم "النمور" - أو صغار ، والذين يطلق عليهم "الذباب"، ودعا إلى تكثيف الجهود تحت برنامج "فوكس هانت" لإعادة المسئولين الفاسدين الهاربين بالخارج إلى البلاد لمواجهة العدالة، والذين تقدر الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية عددهم بما يتراوح بين 16 ألفا و18 ألف مسئول سابق هربوا من البلاد في منتصف التسعينيات وحتى 2008 وحملوا معهم ما كسبوه من ثروات غير مشروعة تقدر قيمتها ب800 مليار يوان (112 مليار دولار أمريكي) ، مؤكدا على أهمية تغليظ العقوبات ضد الفاسدين وعدم إظهار الرحمة تجاههم وذلك لإقامة العدل ولحماية مصالح الشعب.