مجيد الصنقري، رنا صبري: الشنة والصدرية والملف والجرد، كلها مسميات لبعض قطع أزياء البدو في مطروح، التي تميزهم عن غيرهم من البدو في مناطق أخرى. و"الشنة" هي غطاء للرأس لونه أحمر داكن ويوجد منه اللون الأسود، أما "الصدرية" فهي تشبه "الجاكت" ولكنها من دون أكمام ومطرزة، و"الملف" هو السروال ويحمل نفس تطريز الصدرية. أما "الجرد" فهو عبارة عن قطعة قماش بيضاء، تصنع غالبًا من الصوف، وفي أطرافها خيوط يتراوح طولها بين 5 إلى 10 سم، ولها طريقة بطريقة معينة يعرفها كبار السن وقليل من الشباب. سعر الثوب ياسر أبوترحي العزومي، ترزي من مطروح، يقول إن متوسط سعر الثوب "الجلباب" يبلغ 350 جنيهًا، وأكثر الفئات العمرية التي ترتدي طاقم الملف المكون من 3 قطع، يكون من الذين تعدوا سن ال40 عامًا، ويؤتى بالقماش من السعودية وليبيا غالبًا. أما طاقم "الملف" فيشمل السروال وصدرية بدون أكمام، ويصنع من ماركة قماش "امبريال الأصيل"، الذي يجلب من السعودية وليبيا ويبغ سعر المتر 650 جنيهًا، ويصل متوسط تكلفة الزي كاملًا 5 آلاف جنيه. عبدالصادق نوفل، شيخ قبيلة القواسم، يقول إن هناك أسباب أدت إلى العزوف عن لبس الزي البدوي الأصيل، أهمها تغير ثقافة الشباب البدوي، لكن ذلك لم يمنع ارتداء ذلك الزي في المناسبات المهمة والأفراح. عيسى القناشي، أحد أهالي مطروح، يقول إن العمد والمشايخ هم الأكثر تمسكًا بالزي من الشباب، لأن الزي يرتبط بالعادات البدوية المتوارثة، وأصحاب تلك المناصب من البدو لا بد أن يتمسكوا بزي القبيلة التراثي. و يتابع القناشي "لا يوجد فرق في الزي بين أبناء الصحراء الغربية "مطروح"، وأبناء شرق ليبيا وذلك بحكم الجوا، هذا فضلًا عن أنه يجمعنا نحن أهل مطروح بقبائل شرق ليبيا حسب ونسب، فهناك قبائل ليبية استوطنت في مطروح وأخرى من مطروح استوطنت في ليبيا، فالثقافة تتأثر بالمناخ والمعيشة. زي المشايخ والعمد والواضح أن الزي الشعبي لبدو مطروح بدأ ينحسر الفترة الأخير، لكنه ظل حاضرًا في المناسبات كما أصبح شيء أساسي لأصحاب المناصب من العمد والمشايخ، وأكثر الآراء التي رأت ذلك، أرجعت الأمر إلى تغير الثقافة. لكن فتحي فضل، أحد أبناء مطروح، له رأي غير هذا، يقول زي مطروح لم يقتصر على العمد والمشايخ فحسب، لكن هو زي الجميع وما زلنا نرديه، ولكن العمد والمشايخ أكثر تشددًا في المحافظة على لبسه، تطبيقًا للرسميات ولأن أي منهم يعد ممثلًا لبدو مطروح. وهناك فرق طفيف بين زي أهل مطروح وشرق ليبيا، وهو في لبس الثوب، إذ إن أهل الشرق الليبي يميلون إلى لبس الثوب القصير إلا قليل منهم، ولكننا نترتدي الثوب الطويل والصدرية والسروال والزبون "الكم الطويل"، والقليل منا يلبس الشنه إلا كبار السن والعمد والمشايخ، ويرجع هذا التشابه بحكم الموقع الجغرافي، حيث إننا منطقة حدودية تحكمها عادات وتقاليد وصهر يزيد من ترابطها. تراثنا وبه نفتخر وفي مدينة الضبعة الواقعة شرق مطروح التقينا العمدة الشاب، فتاح حامد الشتوري، الذي دشن وسمًا عبر فيس بوك "تراثن وبه نفتخر"، ليحث فيه الشباب على التمسك بالتراث البدوي الأصيل بداية من الزي الرسمي. يقول الشتوري مع الأسف لا توجد أي جهة مختصة تعمل على المحافظة على ذلك التراث، لكني أرى أن الشعوب لاتنسجم إلا مع تراثها وأزيائها، وما ترتديه هو زي عربي أصيل لم يتأثر على مدى العصور بالحروب العالمية والثقافات الغربية. الجلابية والمحزم أما المرأة البدوية، البعيدة عن أحدث صيحات الموضة، فقد عاشت في صحراء قاحلة لا حاجة فيها لكثرة أنواع الملابس، تقول أم محمد، أحد اهالي مطروح، الزي الخاص بالمرأة البدوية بدأ ينقرض فلا توجد امرأة متمسكة بالزي البدوى سِوى كبار السن فقط، اللواتي يسكنّ الصحرا، أما الآن فنجد أكثر ما ترتدية المرأة الآن هو العباية أو الجلباب. لكن زي المرأة البدوية القديم هو "الجلابية"، وهو عبارة عن قطعة قماش رقيقة تشترى من المحلات، وتفصل مثلها مثل فستان عادي، لكن بأكمام، ويضيق في منطقة الوسط، مع وضع "المحزم" وهو حزام عبارة عن قطعة قماش مصنوعة من الصوف بشكل مستطيل ولونه أحمر ويلف حول الوسط.