وجهت الجبهة الشعبية وأحزاب أخرى من المعارضة في البرلمان التونسي انتقادات للتعديل الوزاري الواسع في حكومة الحبيب الصيد وفي مقدمتها منصب وزير الخارجية بدعوى تكريسه للتطبيع مع اسرائيل. وخصص البرلمان التونسي اليوم الاثنين جلسة عامة لمناقشة للتعديلات الوزارية التي أعلن عنها رئيس الحكومة الحبيب الصيد وشملت 12 حقيبة وزارية من بين 29، وهو التعديل الأول من نوعه منذ تشكيل الحكومة الأولى في فبراير الماضي وتوليها السلطة بعد انتخابات 2014. ويتوقع أن تحظى الحكومة الائتلافية بالمصادقة اليوم مع وجود اسناد من قبل أربع أحزاب في الحكم وهي حركة نداء تونس وحركة النهضة الاسلامية وحزب آفاق وحزب الاتحاد الوطني الحر. وتعد الجبهة الشعبية الممثلة ب16 مقعدا أبرز معارض للتعديل الوزاري إلى جانب أحزاب أقل تمثيلا في البرلمان. وقال زهير المغزاوي النائب عن حركة الشعب المعارضة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) "لدينا تحفظات عديدة. الحكومة تعيش حالة عطالة لم تتقدم في أي استحقاق. من حيث الأرقام تراجعت في معدلات النمو ومؤشرات العيش ولم تخفض معدل البطالة". وأضاف المغزاوي "التعديل خضع الى منطق الترضيات السياسية إذ أن أغلب الوزراء المغادرين لا ينتمون إلى أحزاب باستثناء وزير الخارجية الطيب البكوش الذي دفع ثمن الخلافات الداخلية في حزبه نداء تونس". وأبقى التعديل على الائتلاف الرباعي في الحكم من بينهم عشرة وزارات لحزب حركة نداء تونس. كما شمل التعديل ثلاث وزارات سيادية. وقال المغزاوي "التعديل لم يأخذ بعين الاعتبار التقييم الحقيقي لأداء الوزراء. عدد من الوزراء المتحزبين الباقين في الحكومة كان أداؤهم كارثيا مثل وزارة السياحة ووزارة التخطيط والتعاون الدولي". ويمثل وزير الخارجية الجديد خميس الجهيناوي المستشار السابق للرئيس الباجي قايد السبسي موضع خلاف واسع مع المعارضة لتقلده منصب رئيس مكتب العلاقات مع اسرائيل في ظل حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقال المغزاوي "هذا التعيين من قبل رئيس الحكومة يكرس التطبيع مع الكيان الصهيوني ويبعث برسائل سلبية". وقالت مباركة البراهمي عن الجبهة الشعبية في خطابها لرئيس الحكومة في البرلمان "هل ضاقت بك الحال ولم تجد بين رجال تونس ونسائها الا رجلا كان رئيس مكتب نظام بن علي السري مع العصابات الصهيونية". وشغل الجهيناوي بين 1999 و2004 منصب سفير مفوض فوق العادة لدى ايرلندا وفي 2006 مديرا للشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون مع أوروبا والاتحاد الأوروبي بوزارة الخارجية. كما شغل منصب سفير فوق العادة ومفوض تونس لدى روسيا وأوكرانيا ولدى مجموعة الدول المستقلة بين سنتي 2007 و2011.