يشكو مواطنون بمدينة دكرنس من زحف القمامة من مقلب المدينة على مقابر المدينة بحي أبو سلمان، كما ينذر تكدسها بكارثة صحية على المواطنين، خاصة كبار السن والأطفال. يقول محمد أنور (74 عاما - من سكان حي أبو سلمان): "أنا مش عارف أتحرك في البلد من منظر وريحة القمامة، وأنا راجل صاحب مرض وسني كبير وكل ده بيأثر على صحتنا وصحة عيالنا". "لا عارفين نعيش دنيا ولا آخرة" تقول منى السيد، إحدى أهالي المدينة، موضحة أن تلال القمامة تحاصر المقابر بشكل لا يراعي حرمة الموتى، وتطالب بإيجاد حل فوري وسريع لإنقاذ المقابر وجثث الموتى قبل أن تتحول المنطقة إلى مقلب كبير للقمامة، فللموتى حرمة يجب الحفاظ عليها. ويضيف أحمد سمير، أحد مواطني المدينة، إن المقابر حاصرتها القمامة من كل الجهات بمعرفة مجلس المدينة، ومع مرور الوقت هاجمت القمامة المقابر وغطت عددا كبيرا من القبور، وحاول المسؤولون بالمجلس التخلص منها بحرقها وهو ما زاد الأمر سوءً وزاد على القمامة ظهور النيران التي لم تخمد منذ أسابيع، ورغم تدخل المجلس فلا القمامة اختفت ولا النار أطفئت. ويقول محمد محسن (28 عامًا)، إن المقلب موجود منذ عشرات السنين على حاله وأن كل مسؤول يتسلم مهام المجلس لا يستطيع حل المشكلة، ويضيف: "هنفضل كده لحد إمتى؟ جابلنا الحشرات والتعابين والفئران، إحنا بنخاف على ولادنا يخرجوا من البيت أصلا وكل شوية المقلب ده بيزداد أطنان من حجم القمامة". وتشير السيدة إبراهيم (58 عامًا - من سكان أبو سلمان)، إلى أن المقلب تسبب لها في الحساسية، بسبب وجوده منذ 20 عامًا في ظل شكوى الأهالي للمسؤولين دون إجابة، وأنها لم تستطع الانتقال إلى مسكن آخر، أو حتى تحمل مصاريف العلاج، مؤكدة أن النيران مشتعلة بالمقلب ليلا ونهارا دون أن تنهي محتواه بل يزيد كل يوم عن سابقه. ويقول المهندس سمير شلتوت، نائب رئيس مركز دكرنس، إن خلال أواخر التسعينات قررت إدارة المركز في ذلك الوقت، تخصيص مكان بحي أبو سليمان تصل مساحته ل3 أفدنة لإنشاء مقلب قمامة رئيسي يستوعب المركز بالكامل، تزامنًا مع الزيادة الكثافة السكانية، ومع عام 2000 قررت إدرة المركز تخصيص فدان ونصف من مقلب القمامة لمدافن أهالي المدينة، وبالفعل حجزت بعض الأهالي المدافن بالأرض الجديدة، ولكن لم يستطع باقي الأهالي الحصول على مدفن ووعدتهم رئاسة المركز في ذلك الوقت بنقل المقلب إلى مكان آخر واستغلال الأرض بالكامل للمدافن وحتى الآن لم تنتهي بعد. يذكر أنه مع تولي سعد الفرماوي، رئيس مركز ومدينة دكرنس السابق، نقل ما يقرب من 500 طن من القمامة المحترقة لردم "طبان" طريق المنصورة- دكرنس، ودكرنس- منية النصر، من أجل توسعته للحد من الحوادث، إلا أن ذلك لم يؤثر في حجم المقلب. كانت "ولاد البلد" قد أعدت تقرير منذ أكثر من عام بشأن المشكلة، لكنها لم تحل حتى الآن. شاهد أيضا: مقلب قمامة دكرنس "كارثة" تهدد الأحياء والأموات