في ظل مشاركة جامعة القاهرة في حملة ال 16 يوما، لمناهضة العنف ضد المرأة، التي بدأت بمسيرة نظمتها وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بقيادة الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، بحرم الجامعة. حاور "مصراوي"، الدكتورة مها السعيد، مسئولة وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، والتي تحدثت عن دور وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بالجامعة، والشباب المكسوف عن الافصاح عن تلك الجريمة، فضلا عن الحل الجذري لتلك الأزمة. وإلى نص الحوار... ما هي نسبة التحرش بالجامعة في السنوات الأخيرة؟ لا أملك أى احصائيات لنسب التحرش لان الشكاوى تحّول للشئون القانونية، حتى أنني لم أقل في أحد التصريحات الصحفية أن نسبة التحرش 70 % داخل جامعة القاهرة، بل كنت أقصد بكلامي، أنه لا يجب القول على أي شيء "ظاهرة" طالما كانت أقل من 70 %، فالنسب والحالات تحول للشئون القانونية. وما هي آلية التنسيق بين الشئون القانونية ووحدة مناهضة التحرش بالجامعة؟ الحقيقة أنها من المشاكل لدينا، بسبب سرية التحقيق، فقانونًا من المفترض أن يتم تبليغنا بنتائج التحقيقات فقط، واذا تقدم لنا شكوى فدورنا هو تحويلها للشئون القانونية، لأننا لا نعمل كجهة تحقيق، ومن أهم أدورنا لمناهضة التحرش هو اننا حريصون على تطبيق السياسة، والعمل على القيام بحملات التوعية واقامة التدريبات، ووجودنا في حد ذاته يعطي دافع للفتيات أنها تتكلم، كما أن وجودنا يضمن حق المتحرش به أو بها. هل تم رصد أو الابلاغ عن حالات تحرش من الفتيات تجاه الشباب؟ لا،أنا أعلم شيئا عن هذا النوع من التحرش، ولكن نسمع كثيرا عنه و لم يتم الابلاغ عن أي حالة بالجامعة، "فغالبا الأولاد بيتكسفوا انهم يتكلموا". فيجب أن يأتي المتحرش به أو بها للابلاغ عن شكاوى التحرش فمثلا اذا حاول ولد التحرش ببنت ورأيت ذلك وحاولت أن أسألها ورفضت أو قالت "مالكيش دعوة" ، فأنسحب، لأننا ليست جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهناك قيم جامعية نحاول الحفاظ عليها. هل يتم تطبيق عقوبات على المتحرشين لفظيا؟ بالطبع، فسياسة برنامج مناهضة التحرش تبدأ بتعريف التحرش كخطوات، فهناك تحرش بصري أيضا، وأول خطوة هو التحرش اللفظي ويحدث في الكليات، فعلينا أن نقوم بتوعية البنات للابلاغ عن هذا النوع من التحرش، وفي أحد التدريبات التي قمنا بها نقول دائما للطالبات اذا تعرضن لهذا النوع من التحرش محاولة الرد على المتحرش بصوت عالي لجذب انتباه الآخرين إليه فيكون لديها شهود على الواقعة واثبات. وما هي العقوبات المطبقة على الطلاب المتحرشين؟ أقصى عقوبة هى الفصل النهائي وكل العقوبات التي تنفذ من قانون تنظيم الجامعات، والعقوبات متدرجة تبدأ من انذار وفي كثير من الفتيات تتنازل بعد اعتذار المتحرش لها، ثم فصل لمدة قليلة، ثم حرمان من دخول الامتحان، حتى تصل إلى الفصل، ويتم التحقيق مع الطالب في كليته. وما هي العقوبات المطبقة على أعضاء هيئة التدريس الموجه ضدهم شكاوى تحرش؟ يتم التحقيق معهم عند مكتب رئيس الجامعة، وعادة يتوقف عن العمل حتى تظهر النتيجة، والعقوبات متدرجة أيضا، فمن الممكن أن يوقف عن العمل لمدة سنة، أو يتم حرمانه من المكافآت وهكذا تدرج وتصل إلى الفصل. هل التوعية تكون للطلاب فقط، أم لأعضاء هيئة التدريس أيضا؟ أكثر حملات التوعية للطلاب في الأساس، فجامعة القاهرة كبيرة جدا ولدينا أعداد كبيرة من الطلاب ونعمل بشكل مرحلي، لدينا 25 كلية ومعهد، كل كلية ومعهد فيهم2 منسقين و2 ممثلين لوحدة مناهضة التحرش في الكلية، بيعملوا مع مبادرات طلابية، ومن ضمنهم أساتذة نوفر لهم تدريبات، كما أننا نقوم بعمل تدريبات للأمن في كيفية التعامل مع الحالات، والشهر القادم من المفترض أن نعمل على توعية فئة أعضاء هيئة التدريس، والعاملين والعاملات داخل الجامعة، كما أن الطلاب المتطوعين في الوحدة تم تدريبهم، والاساتذة المتطوعون في مناهضة التحرش تم تدريبهم والشئون القانونية تم عمل نوع من التوعية لهم وللأمن الادراي على كيفية التعامل مع الحالات اليومية. ما هو الحل الجذري للتحرش؟ "الحل الجذري من وجهة نظري الشخصية"هى إعادة الثقافة، في أبحاث كثيرة تعمل على تغير الثقافة وهي من الصعب تغيرها، فالمتحرش يشعر أنه طبيعي أن يتحرش، وانه لا يضر أحد، ولكن الدراسات الموجودة تظهر مدى الأذى النفسي للمتحرش بهم، وما نحاول أن نقوم به وندرسه في الوقت الحالي، هو الدافع الذي يصل المتحرش للقيام بالتحرش. وماذا عن فعاليات "حملة مناهضة العنف ضد المرأة" ومظاهر التوعية التي قدمت من خلال الوحدة؟ نقوم بفعاليات على مدى 16 يوم والهدف الرئيسي منها هى التوعية لأن الفعاليات كلها مختلفة "رياضية ندوات"، وغيرها، لرفع الوعي بالقضية، وجامعة القاهرة تعمل على ذلك مع منظمات المجتمع الدولي، وحملة ال 16 يومًا كانت بدعم منظمة الأممالمتحدة للمرأة. "كما أنهم يريدوا عمل شراكة طويلة لدعمنا ومحاولة نقل تجربتنا إلى جامعات أخرى"، كما أن جامعة القاهرة ستعلن الجامعة الأولى فى الشرق الأوسط لدعم حملة "هو لها" وجامعة القاهرة ستتبنى الحملة برعاية الدكتور جابر نصار. هل منظمة اليونسكو تدعم برنامج مناهضة التحرش بالجامعة؟ الدعم جاء بشكل مختلف لم يكن دعم مادي، وانما الدعم كان في استضافة 8 من لجنة مناهضة التحرش والسفر إلى المركز الرئيسي في باريس لعرض تجربتنا، وكان هناك أشخاص من جامعات آخرى أعجبوا كثيرا بعملنا حتى أنهم قالوا لنا "عايزين نتعلم منكم". وعندما سمعنا هذا الكلام من الجامعات الفرنسية ومنظمة اليونسكو، كان دافع رائع لنا، وأسعدنا أننا سبب في تشريف جامعة القاهرة. هل لابد من تنفيذ تجربة وحدة مناهضة التحرش داخل باقي الجامعات المصرية؟ الحقيقة هى موجودة في كل جامعات العالم، فكل جامعة في العالم لديها سياسة لمناهضة التحرش، أتمنى تكون موجود في كل جامعات مصر، فالتجربة عمرها سنة ونص فقط، لذا نعتبر في بداية الطريق وبالرغم من ذلك يتواصل معنا بعض الزملاء في جامعات اخرى للسؤال عن تجربتنا وكيفية عملها، ولا لدينا أي مانع للمساعدة. وتنفيذ حملاتنا كلها تطوعيا، لأننا مؤمنين كأساتذة بجامعة القاهرة بدون أي دعم ونعرض استعدادنا أن أي جامعة تستفاد بخبرتنا في هذا المجال.