27 عاما مرت على رحيل فنان النحت، والتصوير الزيتي، والديكور المسرحي، وتصميم الأزياء المسرحية، الفنان صلاح عبد الكريم، الذي ولد بمحافظة الفيوم في الخامس من نوفمبر 1925، ورحل في 20 نوفمبر 1988. حصل عبد الكريم على دبلوم كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1948، ودبلوم المعهد التجريبي للسينما بروما 1958، ثم سافر إلى فرنسا عام 1953 لدراسة ديكور المسرح والإعلان والتصوير، وبعدها إلى إيطاليا لدراسة فن ديكور السينما والخزف. "سمكة متوحشة"، كان أول أعمال الفنان الشامل صلاح عبد الكريم، من حديد الخردة، بعد متابعة دؤوبة لعامل ورشة الحدادة بكلية الفنون الجميلة، ليتلقط منه طريقة "فن" لحام الحديد، ليشكل تحفته الفنية التي عمل عليها ليضعها في منزله، قبل أن يفاجئه الفنان حسين بيكار، رئيس قسم التصوير الزيتي بالكلية، قائلا: "لن تضعها في منزلك، ولن تذهب بها إلى أي مكان، سنرسلها إلى بينالي "ساو باولو" بالبرازيل"، وهكذا مثلت "سمكة" عبد الكريم، مصر في معرض "ساو باولو"، لتحصل على جائزة المعرض الشرفية في النحت في مفاجئة لم تكن متوقعة، سوى من أستاذه "بيكار" الذي لمح بعيني فنان، عبقرية عبد الكريم، كان هذا قبل شهرين من حصول "الثور" عمله الثاني من حديد الخردة، على جائزة النحت الأولى بمعرض الإسكندرية، ليضع اسمه ضمن رواد النحت بالخردة في العالم. تنوعت أعمال عبد الكريم، في مجالات النحت، والرسم، والزخرفة، وديكور العمارة، والفنون التعبيرية، حيث قام بتصميم ديكور حوالي 70 عرضا مسرحيا، واهتم عبد الكريم في أعماله بشكل خاص بتجسيد الحيونات، فقدم أعمالا مميزة ضمت العشرات من التماثيل واللوحات لحيوانات متنوعة.
عمل عبد الكريم بمعهد المسرح ومعهد السينما، كما عمل أستاذا بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ثم عميداً لكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان ، ونقيب للفنانين التشكيليين. شارك عبد الكريم بأعماله في الكثير من المعارض العالمية منها: معرض ساو بالو بالبرازيل عامي "1959 ، 1964"، ومعرض التصوير بروما عام 1961 ومعرض التصوير بأمريكا عام 1961، إضافة إلى العديد من المعارض المحلية، وحصل على عشرات الجوائز منها: قلادة المسرح القومي لرواد مصممي الديكور عام 1985، والجائزة الأولى لفن النحت من بينالي الإسكندرية 1963، وجائزة سان فيتوروماتو الدولية للتصوير بروما عام 1961، وجائزة جوجنهايم العالمية للتصوير بأمريكا 1961، ووسام الاستحقاق للعلوم والفنون من الطبقة الأولى 1964، وجائزة الدولة التشجيعية، ووسام الجمهورية من الطبقة الثالثة عام 1965، وجائزة النحت الشرفية من بينالي ساو باولو بالبرازيل 1959، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى 1985، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون 1986.