أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على أن الرئيس فرانسوا أولاند قرر أن يرسل طائرات لتوجيه ضربات لتنظيم (داعش) الإرهابي دفاعا عن النفس، كاشفا عن أن عصابة (داعش) تحضر لعمليات إرهابية في فرنسا انطلاقا من سوريا. وقال فالس - خلال مؤتمر صحفي عقده عقب مباحثات أجراها مع رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور اليوم - " إن فرنساوالأردن أعضاء في التحالف الدولي ضد داعش، ونحن لدينا نفس الأهداف حيث نتقاسم نفس القيم ونود أن نحقق السلام والأمن والاستقرار للمنطقة ". وحول الأوضاع في سوريا، أجاب رئيس الوزراء الفرنسي "نريد أن نعمل من أجل حل سياسي مع المعارضة السورية المعتدلة وعناصر من النظام، والجميع ينبغي أن يساعد في ذلك الحل "، مؤكدا على أن قوة فرنسا في تماسكها وقدرتها في التحدث مع الجميع وفي أنها ليست منحازة لأي طرف وتعمل من أجل السلام. وفيما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية، أكد فالس على موقف فرنسا الثابت، قائلا "إننا نتابع باهتمام كبير الأحداث والتصعيد الذي تشهده غزة والضفة الغربية حيث إننا ننادي بتخفيف حدة التوتر وبالعودة للحوار واستئناف المحادثات من أجل السلام". وأضاف "إن فرنسا قدمت على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس منذ بضعة شهور عددا من الاقتراحات لاستئناف عملية السلام على أساس إقامة دولة فلسطينية وضمان أمن إسرائيل". وأكد دعم بلاده للمملكة سياسيا وماليا واقتصاديا، مشيرا إلى أن الأردن في وضع حساس جدا نظرا للتوترات الحاصلة في المنطقة في سوريا والعراق والأراضي الفلسطينية حيث يقع الأردن في خضم عدد من الأزمات في هذه المنطقة، منوها بحسن استقبال الأردن للآلاف من اللاجئين العراقيين والسوريين. وقال "إننا وقعنا اليوم ثلاث اتفاقيات تمويلية من الوكالة الفرنسية للتنمية وكل ذلك يأتي ترجمة لالتزاماتنا تجاه الأردن في الأوقات الصعبة حيث إن موارده تتعرض لضغوط كثيرة من الأوضاع الصعبة في المنطقة"، مشيرا إلى أن فرنسا تعد أكبر مستثمر غير عربي في الأردن وتبلغ استثماراتها 1.5 مليار يورو وهي ترغب في زيادتها. وأشار إلى أنه سيزور غدا الاثنين المنظمات غير الحكومية ومنظمات الأممالمتحدة التي تساعد اللاجئين، حيث إن فرنسا خصصت 100 مليون دولار إضافية لدعم برنامج الأغذية العالمي والمفوضية العليا للاجئين في عملها، وسيتم الإطلاع على الأنشطة التي يمكن تمويلها. ومن جهته، قال النسور إن مباحثاته مع رئيس الوزراء الفرنسي اقتصرت على القضايا الاقتصادية والتنمية والتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن فرنسا تحتل المرتبة الأولى بين الدول غير العربية المستثمرة في الأردن وبحجم استثمارات يصل إلى مليار ونصف مليار يورو. وكان النسور قد عقد مع رئيس الوزراء الفرنسي جلسة مباحثات في مقر رئاسة الوزراء الأردنية تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة. وقال رئيس الوزراء الأردني، خلال اللقاء، "إننا نشجع القطاع الخاص الفرنسي للاستثمار في الأردن وندعو فرنسا إلى زيادة الدعم الذي تقدمه في المجالات الإنسانية في إطار خطة الاستجابة الأردنية لتداعيات أزمة اللاجئين السوريين على المملكة". وأعرب عن شكره لفرنسا على دعمها لمشروع ناقل البحرين الذي يعد مشروعا وطنيا ذا أبعاد إقليمية، مشيرًا إلى أهميته في مواجهة زيادة الطلب على المياه في الأردن بنسبة تصل إلى حوالي 20 % على أثر اللجوء السوري على بلد يعاني أصلا من شح في المصادر المائية ويصنف من افقر دول العالم مائيا. وقال "إن الشركات الفرنسية مرحب بها للاستثمار في هذا المشروع الذي سيوفر 100 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب سنويا إضافة إلى أهميته في المحافظة على البحر الميت الذي تتناقص مياهه سنويا"، كما استعرض التحديات التي تواجه الأردن في المجالات الاقتصادية وأثر الأزمة السورية في زيادة هذه التحديات. ومن جهته، أشاد رئيس الوزراء الفرنسي بالإصلاحات السياسية التي نفذها الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني وكذلك الإصلاحات الاقتصادية التي أسهمت في تمكين الاقتصاد الأردني من تجاوز العديد من التحديات، مؤكدا دعم فرنسا للإصلاحات التي ينفذها الأردن. وشدد على أن فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي تقف إلى جانب الأردن الذي يعد عنصرا أساسيا للأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن فرنسا تدعم الأردن لدى الجهات والمنظمات المانحة نتيجة استقباله أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين والعراقيين. وبحضور رئيسي الوزراء الأردني والفرنسي، وقع البلدان اتفاقية في مجال التعاون العسكري لإعادة تنظيم وضع قوات البلدين - حسبما أفاد فالس خلال المؤتمر الصحفي - ثلاث اتفاقيات قروض ميسرة مع الوكالة الفرنسية للإنماء الأول لدعم السياسات المائية وقيمته 150 مليون يورو والثاني لضخ مياه وادي العرب باتجاه محافظة إربد والثالث لتنفيذ الممر الأخضر الذي يحمل الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة بقيمة 48 مليون يورو.