في المطرية: هدم خطأ لمنزل مخالف يُهدد المنازل المجاورة

منذ عدة أشهر فوجئ الحاج "سيد إسماعيل" بتشييد عقار من 15 طابقا ملاصق لمنزله الصغير، بمنطقة المسلة بالمطرية، مع كل طابق جديد تظهر تشققات في بيته والمنازل المجاورة، أبلغوا الحي لنجدتهم، حتى صدر قرار بإخلاء العقار الجديد وهدمه لكونه مخالفا " لكن الحي بدل ما يهد بشكل مظبوط.. بيوقع الحيطان على بيتنا احنا" يقولها الرجل الستيني بغضب.
في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، ظهر رجال الهدم الوافدين من قِبل الحي، برفقة قوات الشرطة، للبدء في هدم العقار المخالف "القرار طلع من فترة وجيه مقاول قبل الهدم زار المكان أكتر من مرة واتفق يعملنا مظلة تحمينا"، لم يحدث أي شيء من وعود المقاول، صعد المختصين بأعمال الهدم إلى سطح العقار وبدأوا في إزالة الأدوار ب 3 معدات للحفر "والطوب نازل على بيتنا زي المطر بهدله وبيعرضنا للخطر".
بعد ساعات حضر محافظ القاهرة إلى المنطقة برفقة رئيس الحي، اندفع نحوهم الحاج "سيد"، شرح لهم المأساة التي عاني منها منذ بدء أعمال الهدم، طالبهم بالتوقف وإعادة التجربة بشكل احترافي دون المساس بمنزله "لقتهم بيقولوا متقلقش مفيش حاجة هتحصل.. الموضوع على مسؤوليتنا" ثم غادرا المكان تاركينه هو وجيرانه في مواجهه طوفان الحجارة الملقى فوق رؤوسهم.
لم يطق الرجل الستيني صبرا، انطلق إلى مبنى الحي بمنطقة المطرية، دخل عبر البوابة طالبا مقابلة رئيس الحي، منعوه من الدخول، رفضوا وصوله إلى المسؤول لكي يصف من جديد معاناته وتخوفاته من تسبب الهدم العشوائي-من وجهة نظره- في التأثير على منزله الذي ما يزال ممتلئ عن آخره بالشقوق "البيت أصلًا مش مستحمل".
حينما عاد إلى منزله حزينا بعد فشله في الحديث مع رئيس الحي، وجد المقاول يتابع عمليات الهدم "كلمته وسألته إزاي يهدوا بدون مظلة لبيتنا"، ضحك الأخير ورد ساخرا "بعد العيد إن شاء الله نبقى نعملكوا"، في الوقت نفسه حاول الحاج "سيد" اللجوء إلى قوات الأمن لكنهم أفادوا بوجودهم لحماية عمال الهدم فقط "وأدينا مستنيين فرج ربنا وحد من المسؤولين يلحقنا" كلمات خرجت من الرجل الستيني بأسى.