مأساة حزينة شهدها انهيار عقار سيدي جابر حينما أنقد أحد سكان العقار جميع جيرانه ورفض النزول مع زوجته ليلقي مصرعه تحت الأنقاض. ** البداية كانت ببلاغ إلي اللواء أمين عزالدين مدير أمن الإسكندرية بانهيار العقار رقم 15 شارع القطائع بمنطقة سيدي جابر. ** علي الفور انتقل اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية إلي موقع البلاغ علي رأس قوة ضمت كلا من المقدم محمد إسماعيل رئيس مباحث سيدي جابر والرائد خالد عبدالفتاح معاون المباحث في حين انتقلت قوة مماثلة من المنطقة الشمالية العسكرية لتغلق شارع المشير والشوارع المؤدية لمنطقة الانهيار نظرًا لوقوع العقار بالقرب من المنطقة الشمالية العسكرية لحين وصول قوات الدفاع المدني لموقع الانهيار فيما قام الأهالي بمحاولة رفع الأنقاض بالأيدي المجردة لإنقاذ لواء متقاعد وزوجته رفضا النزول من العقار قبل انهياره. تبين ان العقار المنهار مكون من سبعة طوابق متكررة بكل دور شقة ومقام علي مساحة مائة متر وانه قد تسبب في سقوط حائط حامل علي عقار مجاور له رقم "21" مكون من طابقين ويضم أربع أسر وانهار علي العقار رقم "19" المكون من طابق أرضي وخال من السكان مما أدي لانهياره. كان ل "المساء" جولة تبين سكان المنطقة لبيان حقيقة أسباب الانهيار المفاجئة للعقار المبني منذ الستينيات وكان بحالة جيدة حيث صدر له قرار ترميم قبل الثورة لظهور تشققات وتصدعات بسلم العقار وتم تنفيذ القرار علي الفور. في البداية فجر أحمد عبدالنبي أحد سكان المنطقة.. مفاجأة حيث قال كل شيء تم في يوم واحد ففي الصباح حضر مقاول يدعي نبيل عبدالشهيد ومعه لودر وست عربات نقل للعمل في أرض خلاء بجوار العقار المنهار وكانت فيلا من دور واحد تملكها سيدة مقيمة بالخارج وقام بهدمها وفور عمله بدأ العقار المنهار في "الميل" بوضوح فسارع اللواء مصطفي عبدالحميد "71 سنة" بالنزول إلي كل طابق لإيقاظ السكان وأبلغهم بضرورة إخلاء العقار.. ثم توجه لحي شرق وأبلغه وأحضر معه مهندسين أصدروا قرارا بإخلائه علي الفور والناس كانت في الشارع ليصعد اللواء مصطفي لإحضار زوجته لكنه رفض النزول مفضلا البقاء بجوار زوجته حتي ماتا سويًا. * يقول صالح مقبل "موظف" ومقيم خلف العقار رقم "15".. ان المقاول لم يقم بعمل خوازيق لسند الجار فتسبب في خلخلة التربة الخاصة بالعقار المنهار وسارع بانهياره علي الفور. * أما محمد ونيس صاحب محل بالمنطقة فقال.. لقد حضرت صباحا لعملي ففوجئت بسكان العقارات كلهم في الشارع بعد أن مال العقار بصورة واضحة للعيان وذلك بسبب المقاول الذي كان يقوم بأعمال الحفر بالأرض ويبدو أنه كان يقوم بعمل عشوائي وبدون مهندس فتسبب في الكارثة.. أما أسماء محمود ربة منزل مقيمة بالعقار رقم 19 "المنهار جزء منه" فقالت توجهت للسوق صباحا وكان السكان بالشارع بعد أن مال العقار رقم "15" وقاموا بمحاولات مستميتة مع اللواء مصطفي لإنزاله من شقته بالدور الرابع ويبدو أن زوجته كانت ترفض النزول فوقف في الشرفة رافضا النزول فصعد له ناس من الأهالي يريدون كسر باب الشقة لإنزاله وإنقاذه عنوة إلا أنه هددهم بابلاغ الشرطة مع انه هو الذي أنقذ كل سكان العمارة. أضافت توجهت للسوق وعدت لأجد المنزل قد انهار علي العقار الذي أسكنه والمكون من طابقين وبه أربع شقق لينهار جزء منه والحمد لله بدون إصابات وللأسف توفي اللواء وزوجته. *** عمليات البحث عن جثة اللواء مصطفي وزوجته آمال جاب الله "66 سنة" استمرت ما يزيد علي أربع ساعات حتي تم العثور عليهما معًا وفي نفس المكان بإحدي الحجرات الداخلية وهما متجاوران. أمر اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية بالبحث عن المقاول مرتكب الحادث ومراجعة كافة الأوراق الصادرة من الحي الخاصة بالفيلا المهدومة . وقال.. ان ما حدث كارثة نتيجة لتراكمات قديمة ولقد علمت ان جميع السكان قد قاموا بالإخلاء ما عدا لواء جيش متقاعد وزوجته فضلا البقاء فماتا والبعض يؤكد انهما كانا في انتظار نجلهما لحضوره لأخذهما ولكن انهيار العقار كان أسرع. قام اللواء هاني عبدالمقصود رئيس حي سيدي جابر بشرح الموقف قائلا تم إبلاغنا بتصدع العقار وعلي الفور انتقلت لجنة المنشآت الآيلة للسقوط وأصدرت قراراً بإخلاء العقار والعقار المجاور له من جهة الشمال رقم "13" لظهور ميل قدره "8 سم" ولكن المفاجأة ان العقار انهار جهة اليمين علي العقار رقم "19" بالرغم من وجود أرض خالية بينهما بعرض 10 سم وطول 100م. أكد اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية ان مباحث الإسكندرية تبحث عن مقاول الهدم والبناء للفيلا الهارب من موقع الحادث لأنه لم يراع الجار وتسبب في الكارثة ليعرض علي النيابة لاتخاذ القرار القانوني خاصة أنه من الواضح انه يعمل بدون إشراف مكتب هندسي.