عبر المسؤول العام لجماعة الإخوان المسلمين بليبيا بشير الكبتي عن رفضه واستغرابه لقرار الجامعة العربية الصادر الأربعاء الماضي بدعم ليبيا سياسيا وعسكريا، محذرا من ان أي محاولة لإرسال قوات وأي تدخل خارجي سوف يعتبره الليبيون غزوا يتطلب المواجهة خاصة وأن الليبيين بمفردهم قادرون على تطهير مدنهم من داعش. وشدد الكبتي في مقابلة هاتفية أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية ( د .ب . أ) من القاهرة بالقول: "ليبيا تسير في مسار حوار وطني برعاية أممية بين كل المؤتمر الوطني( المنتهي ولايته) ومجلس النواب بحضور بعض المستقلين وبعض الأحزاب منذ أكثر من عام والذي سوف يترتب عليه تكوين حكومة وفاق وطني ودخول الجامعة بهذا النحو سوف يعرقل الأمر ..نحن نستغرب خروج مثل هذه القرارات في هذا التوقيت تحديدا". واتهم الكبتي ما وصفه بكونها "دول شقيقة تسعي عبر إطار الجامعة العربية لدعم موقف القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر بهذا القرار الصادر من قبل الجامعة والذي نراه نحن أنه قرار مضاد للحوار الوطني وللاستقرار ببلادنا ..وذلك لكون حفتر بالأساس يرفض الحوار الأممي ويشدد على أن جيشه خارج دائرة مناقشته". ورغم إقراره بحدوث جرائم أرتكبتها داعش في سرت يرى الكبتي "ان ماحدث بالمدينة أحيط بالكثير من المبالغات الإعلامية لتبرير التدخل الخارجي بالبلاد نهاية الأمر". وقال الكبتي " داعش إرهابية ونحن بجماعة الإخوان أصدرنا بيانات ضدها..نعم داعش قتلت وذبحت الناس في سرت .... ولكن نري ان تلك المادة الإعلامية استخدمت بطرق توظف سياسيا لصالح اقرار التدخل الخارجي من قبل أقطار تسعي إلى ألا يكون هناك استقرارا بليبيا ولذا أقول أستخدام الجامعة العربية كمظلة لمثل هذا التحرك سيكون له أثر سلبي على مسار الحوار الوطني". كان مجلس الجامعة العربية قد أكد في ختام اجتماعه على "أن الحاجة قد أصبحت ملحة في هذه الظروف إلى التعجيل بوضع استراتيجية عربية تضمن مساعدة ليبيا عسكريا في مواجهة إرهاب داعش". وأشاد المسؤول عن جماعة الإخوان بليبيا بما وصفه بأنه" انتصار لثوار درنة في حربهم ضد تنظيم داعش وتطهير مدينتهم منهم رغم محاولات طيران حفتر قصفهم في تلك الأوقات " ، مقارنا ذلك بوضع خليفة حفتر في مدينة بنغازي شرق البلاد . وأوضح " الثوار بمفردهم ورغم القصف حرروا درنة ..مقارنة بالخيبة الموجودة ببنغازي الآن ..لقد أعلن حفتر منذ عام تقريبا مقاتلة التطرف هناك ولم يحقق شيئا بما يسميه الجيش الوطني سوي تدمير بنغازي بالكامل" - حسب وصفه. واكد " ان الوضع بسرت سيحسم قريبا كما حسم من قبل في درنة الوضع "، مشيرا "لوجود ثوار من فصائل عدة ورجال عاديين مستعدين للذهاب لهناك ومحاربة داعش وتطهير المدينة". وجدد الكبتي تحذيره من ان الليبيين سيعتبرون أي قوة خارجية تدخل بلادهم غزوا يتطلب مواجهته سواء كانت تلك القوة من الدول المشاركة في التحالف على داعش او قوة عربية مشتركة تابعة لقيادة الجامعة العربية . وتابع " اليوم لدينا 300 ألف عنصر يتقاضون رواتبهم ولا يحضرون للانتظام.. وهو حفتر نفسه وجه لهم نداء ولكنهم ليسوا مستعدين للقتال.. معظمهم شباب من المنتشر بشوارع بنغازي أو مقاتلين عاديين وبعض الثوار تحولوا لعسكر .. والآن يتم تعويضهم بالتشاديين والأفارقة.. حدث ذلك فعليا ففى المرحلة الأخيرة لجأ للمرتزقة سواء من شباب حركة العدل والمساواة السودانية أو من التابو التشاديين". ونفي الكبتي الاتهامات الموجهة لتنظيم فجر ليبيا بالضلوع في سقوط المدينة بيد داعش عبر انسحابه من مواقعه أمام التنظيم الإرهابي ليبسط سيطرته عليها ، متهما بالمقابل من وصفهم بجماعة القذافي بالتحالف مع داعش للسيطرة على المدينة. وأختتم الكبتي حديثه بالدعوة للكف عن التدخل بشئون بلاده ودعم مسار الحوار بين المؤتمر الوطني ومجلس النواب بوصفهما مجلسين منتخبين (حسب وصفه) أملا أن يؤدي ذلك لخروج حكومة وفاق وطني تسير شؤون البلاد ، مجددا ثقته في قدرة ثوار ليبيا على دحر داعش وغيرها من أشكال التطرف سواء بسرت أو بأي مكان آخر.