استجابت الجامعة العربية أمس لطلب الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا بالإسراع في وضع استراتيجية عربية تضمن مساعدة ليبيا عسكريا في مواجهة إرهاب داعش وتمدده علي أراضيها. وتشهد سرت التي تبعد 50 كيلو متراً عن طرابلس معارك عنيفة علي مدار الأيام القليلة قتل وأصيب فيها العشرات بين مسلحين من المدينة الواقعة في شمال ليبيا وتنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ يونيو. وبدأت المعارك الأسبوع الماضي عقب مقتل رجل من قبيلة الفرجان علي يد داعش لرفضه إعلان ولائه للتنظيم. وردت القبيلة بحث سكان المدينة علي الثورة ضد داعش وقتلت قائدين في التنظيم هما السعودي أبو حذيفة والمصري أبو همام المصري. ووصف رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني ما تتعرض له مدينة سرت علي أيدي داعش بجرائم الإبادة وناشد المجتمع الدولي مساعدة ليبيا للتصدي للتنظيم. وتتجه شكوك كبيرة إلي ميليشيا فجر ليبيا بدعم داعش بعدما فشل المؤتمر الوطني المنتهية ولايته في تعطيل مسار الحوار. وفرض شروطه في جنيف. بسبب الضغوط التي مارسها المبعوث الأممي برناردينو ليون. وتلويح دول أوروبية بارزة بفرض عقوبات صارمة علي الميليشيا التي تسيطر علي العاصمة طرابلس ومن ورائها جماعة إخوان ليبيا. وأشار مراقبون إلي أن فجر ليبيا كانت تقدم نفسها الطرف الأقوي القادر علي هزيمة داعش. وذلك لنيل الاعتراف الدولي. ولما فشلت في ذلك. أوقفت معاركها مع التنظيم وانسحبت من مواقع كثيرة دون مقاومة. ويلزم الحوار الوطني الذي يحرص ليون علي أن ينتهي إلي اتفاق شامل قبل أكتوبر القادم. مختلف الأطراف علي المشاركة في مواجهة المجموعات الإرهابية. وهي مرحلة تتهرب منها الميليشيا المسيطرة علي طرابلس خوفا من أن تكشف عن علاقتها بتوسع داعش سواء في سرت أو في بنغازي. وتعطيل جهود الجيش في الحرب علي الإرهاب. وتراهن الميليشيا المرتبطة بالإخوان علي تخويف الدول الغربية المعنية بالملف الليبي من توسع داعش لتقبل بها شريكا قويا في السلطة. وهي الآن تستعمل "داعش" كورقة ضغط لإفشال مسار الحوار الذي يعترف بالبرلمان المنافس في طبرق مصدرا وحيدا لمراقبة الاتفاق النهائي والتصديق عليه. وقال سليم الرقعي. عضو مجلس النواب الليبي. المعترف به دوليا. إن المعارك في سرت تفضح فجر ليبيا وتسقط عنهم ورقة التوت. مشيرا إلي أن جماعة الإخوان أو فجر ليبيا ساندوا أنصار الشريعة من قبل في سرت حتي لا تقع تحت قوة كتيبة شهداء الزاوية التابعة لقوات الصاعقة في بنغازي. والآن يساندون الدواعش. وأشار إلي أنه في سرت ليس ثمة وجود لقوات فجر ليبيا. كما هو حال كتيبة شهداء بوسليم في درنة. فالقوة في سرت إما للدواعش أو السلفيين الموالين لقائد الجيش خليفة حفتر. لهذا يفضلون أن تظل سرت تحت سيطرة الدواعش لا تحت خصومهم السلفيين. واتهم نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي جهات خارجية. بينها تركيا. بالوقوف وراء ما يجري بعدما نجح الحوار الوطني في سحب البساط من تحت قدميها. وأفشل خطتها للسيطرة علي ليبيا عبر الميليشيات ومن ثمة احتكار عملية إعادة الإعمار وفتح ليبيا أمام الشركات التركية. واستغرب النشطاء كيف أن ميليشيات مصراتة المدعومة من تركيا تراقب ما يجري في الجارة سرت بصمت. مشددين علي أن الحياد تجاه المجازر في سرت يعني دعما لداعش. وسبق أن أعلنت تركيا دعمها للميليشيات في مواجهة العمليات التي يقودها الجيش الليبي بزعامة حفتر. وهو ما أدي إلي توتير العلاقة بين البلدين. ودفع الحكومة المعترف بها دوليا إلي مطالبة الأتراك بمغادرة ليبيا. وقصف الجيش الليبي في مايو الماضي سفينة تركية داخل المياه الإقليمية الليبية غير بعيدة عن سواحل مدينة درنة التي تحولت إلي معقل رئيسي لداعش. ووجهت قيادات في الجيش الليبي أكثر من مرة أصابع الاتهام إلي تركيا بوقوفها وراء تهريب الأسلحة إلي ميليشيات مصراتة وفجر ليبيا.