قُتل 71 مدنيًا على الأقل في مدينة حلب بشمال سوريا، نتيجة قصف طيران جيش النظام بالبراميل المتفجرة لحي الشعار وسوق في مدينة الباب بمحافظة حلب، بحسب ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يوجد في بريطانيا ويعتمد على شبكة من المصادر داخل سوريا. وأشار المرصد إلى أن بين القتلى ثمانية أشخاص من عائلة واحدة، إضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المروحيات الحكومية قصفت منطقة سوق الهال بمدينة الباب، الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حلب الشمال الشرقي. ومن المتوقع ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود جرحى في حالة حرجة. ودائما ما ينفى الرئيس السوري بشار الأسد استخدام جيشه البراميل المتفجرة على الرغم من أن نشطاء يقولون إنهم وثقوا استخدام القوات الحكومية لها على نطاق واسع. البراميل المتفجرة تكون هذه البراميل من قوالب معدنية أو إسمنتية مزوّدة بمروحة دفع في الخلف وبصاعق ميكانيكي في المقدمة، وهي تحمل ما بين 200 و300 كيلوجرام من مادة "تي أن تي" المتفجرة، مضافة إليها مواد نفطية تساعد في اندلاع الحرائق، وقصاصات معدنية مثل المسامير وقطع الخردة المستخدمة في السيارات لتكون بمثابة شظايا تحدث أضرارا مادية في البشر والمباني. وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها، إن "البراميل المتفجرة تتميز بأنها شديدة الانفجار وغير موجهة بتكلفتها الزهيدة، وهي محلية الصنع، وعادة ما تتركب من براميل كبيرة للنفط، وأسطوانات للغاز، وخزانات مياه مليئة بمواد شديدة الانفجار وأجزاء من الخردة المعدنية، ويتم إلقاؤها من المروحيات. وربما تكون الأضرار التي لحقت بعض المواقع الأخرى ناتجة عن أسلحة متفجرة أخرى، مثل القنابل التي تلقى من الطائرات العادية أو نتيجة لقصف مدفعي مطول". وتضيف المنظمة، "ويُعتبر استهداف المدنيين بشكل متعمد جريمة حرب، وقد يرقى إلى الجرائم ضدّ الإنسانية إذا نفذ على نطاق واسع وبشكل ممنهج، أو كان جزءا من سياسة حكومة أو مجموعة مسلحة. يتعين على القادة العسكريين، في إطار تنفيذ هذه السياسة، أن لا يأمروا باستخدام أسلحة متفجرة لها آثار واسعة في أماكن آهلة بالسكان لأن ذلك يعرض المدنيين إلى الخطر". وأوضحت رايتس ووتش، أن "الحكومة السورية تستخدم البراميل المتفجرة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وهي بذلك تستخدم أساليب حربية لا تميز بين المدنيين، الذين توفر لهم قوانين الحرب حماية، والمقاتلين، وهو ما يجعل هذه الهجمات عشوائية وغير قانونية". مقتل مسؤول البراميل المتفجرة لقي قائد مطار بلي العسكري، اللواء الركن الطيار نديم جواد غانم، مصرعه مع عدد آخر من العسكريين، في حادث لم تتضح أسبابه حتى اللحظة، حيث تضاربت الأنباء بين سقوط طائرة حربية وتفجر قنابل برميلية أثناء تجهيزها – بحسب العربية نت. وتضاربت الأنباء حول ظروف مقتل "غانم" ومعه ما بين 13 و20 عنصرا آخرين، بينهم ضباط، حيث رد بعض الناشطين الأمر إلى سقوط طائرة حربية فوق مقر القيادة بالمطار، بينما أرجعه آخرون إلى انفجار عدد من البراميل أثناء إعدادها. وتولى غانم قيادة المطار، قادما من قيادة "لواء 64 حوامات"، حيث شارك من هذين الموقعين في تنفيذ الحملات البرميلية على المدن والبلدات والأحياء السورية، والتي ساهمت في قتل عشرات الآلاف وتدمير مناطق واسعة من البلاد. "أجندات تركية وسعودية" من جانبه نفى النظام السوري استخدامه للبراميل المتفجرة، وألقى بالتهمة على ما أسماهم تكفيريين ينفذون أجندات تركية وسعودية. وقالت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا)، إنه "ارتقى 12 شهيدا بينهم 3 أطفال في اعتداءات ارهابية بعدة قذائف صاروخية أطلقتها تنظيمات تكفيرية مرتبطة بنظام أردوغان السفاح على مناطق سكنية في حلب. وذكر مصدر في قيادة الشرطة لمراسل سانا أن إرهابيين تكفيريين ينتشرون في حي صلاح الدين استهدفوا بقذائف صاروخية حي الأعظمية السكني ما أسفر عن ارتقاء 8 شهداء وإصابة 15 مواطنا بجروح. وبين المصدر أن الاعتداءات الإرهابية ألحقت أضرارا مادية كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة في الحي. وأشار المصدر إلى أن إرهابيين أطلقوا ظهر اليوم قذائف صاروخية على حى الجميلية السكني ما أدى إلى ارتقاء 4 شهداء بينهم 3 أطفال وإصابة 14 مواطنا بجروح وإلحاق أضرار مادية بالمنازل والسيارات والمحال التجارية". وأضافت الوكالة "وتنفذ التنظيمات الإرهابية المنتشرة في بعض أحياء حلب أجندات تركية وسعودية لتهديد أمن السوريين وحياتهم باستهداف الأحياء السكنية في حلب بالقذائف بشكل متكرر كان آخرها الثلاثاء الماضي حيث ارتقى 3 شهداء في اعتداءات إرهابية على حي المنشية والعبارة والحديقة العامة بمدينة حلب". الوضع في حلب يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على أحياء مدينة حلب، وتقتصر سيطرة النظام على بعض المناطق الواقعة جنوب وجنوب شرقي المدينة وقرب المدخل الشمالي لحلب، مع وجود في بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في الريف الشمالي. ويسيطر تنظيم داعش بشكل شبه كامل على الريف الشرقي والشمالي الشرقي، وصولا إلى الحدود التركية باستثناء مدينة عين العرب الكردية ومحيطها. بينما تسيطر فصائل المعارضة على المناطق الممتدة شمال وغرب وجنوبالمدينة.