تمتلك محافظة أسيوط من المقومات السياحية والأثرية الكثير ما يمكنها بأن تكون مقصدا سياحيا وأثريا لا يقل أهمية عن أي مكان آخر في مصر خاصة أنها تقع بوسط الصعيد الذى عانى سنوات طويلة من التهميش والتجاهل. ولأن محافظة أسيوط تملك حضارة وتاريخا كبيرا لما تتضمه بين جنباتها من أقدم محكمة فى التاريخ بمنطقة آثار الهمامية، فهناك تم اكتشاف أثر لأول إنسان ''نام علي سرير فى العالم''، وتضم المحافظة آثارا قبطية خاصة ورومانية وإسلامية. وقصر اليكسان باشا، تم إطلاق شارة بدء العمل فيه لتحويله متحفا منذ شهر أبريل 2013، كبداية للاهتمام بالمعالم الأثرية التي تتمتع بها المحافظة لجذب السياحة العالمية اذا ما احسن استغلالها، لكن يبدو أن تفاؤل المواطن في أسيوط لم يستمر كثيرا فتوقف العمل لتحويل القصر لمتحفا. وقال أحد المواطنين:''تنفس أهالي أسيوط الصعداء عندما تم وضع أسيوط على خريطة السياحة العالمية، منذ عام 2013 ، بالكشف عن الكثير من كنوزها بإدراجها ضمن مزارات السائحين فى رحلاتهم لمصر إلا أن الروتين وتنازع الاختصاصات قللا من أهمية هذه المبادرة الأمر الذى دفع الخبراء للمطالبة بسرعة إنهاء الاجراءات التنفيذية لفتح متحف أسيوط بقصر اليكسان باشا لعرض كنوز أسيوط السياحية''. ورغم الإعلان عن تخصيص قصر اليكسان باشا لانشاء متحف لأسيوط بتكلفة 18 مليون جنيه، فإن الواقع يؤكد أن خطوات إنشاء المتحف واجهتها عقبات الروتين، بالرغم من وجود أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية مدرجة بالمخازن تعنى بحضارة هذا البلد الممتدة لأكثر من 7 آلاف عام، والآلاف من القطع الموجودة بالعديد من المتاحف وخاصة المتحف القومي الذى يضم كثيرا من الآثار التى تم اكتشافها فى نطاق محافظة أسيوط لجميع العصور. كما كان من المقرر تحويله لمتحف قومي يحتوى على 2500 قطعة أثرية موجودة حاليا داخل مدرسة خاصة بوسط المدينة وبالتالي غير متاحة للزائرين إلا بتصاريح مسبقة من إدارة المدرسة. وكانت لجان الآثار والمتاحف والمساحة انتهت من عملية تسلم قصر ألكسان الأثرى الذى تم تخصيصه ليكون أول متحف لأسيوط وفرعا لمكتبة عامة، وجاءت إجراءات تسلم القصر وإعداده ليكون متحفا بعد جهد بذل طوال خمسة أعوام وتمت بالتنسيق الكامل مع وزير الثقافة الأسبق لتدبير الاعتمادات المالية ونزع الملكية للمنفعة العامة وعكفت لجنة مختصة على دراسة عملية ترميم القصر تمهيدا لجمع كل المقتنيات والآثار الخاصة بالمحافظة لوضعها فى المتحف القومى بالقصر. ومن المقرر أن يكون المتحف إحدى أدوات الجذب التى تساعد على تنشيط السياحة الخارجية والداخلية حيث إن القصر يقع على النيل مباشرة مما يسهل على نزلاء الفنادق العائمة زيارته بالاضافة إلى إمكانية تنظيم رحلات لطلاب المدارس والجامعات للاستمتاع بهذا القصر الأثرى الفريد. ويرجع تاريخ القصر الأثرى الفريد إلى عام 1910م وهو مبنى على مساحة 7 آلاف مترا مربعا ويتميز بموقعه على النيل ويعد معلما أثريا يضيف لمحافظة أسيوط قيمة حضارية وجمالية وسياحية وأثرية جديدة. ويتكون القصر من طابقين وبناء أعد وفقا لنظام الحوائط الحاملة والقصر من الطراز المعمارى المميز وواجهات القصر تحتوى على زخارف وكرانيش وعقودا نصف دائرية وتشكيل مثلث الشكل بالزخارف على الطراز الاغريقى وقد شارك فى بناء القصر فنانون أوروبيون، والقصر من المعالم المميزة لمحافظة أسيوط حيث نزل فيه الملك فؤاد الأول فى زيارته لأسيوط فى عام 1935م. وكان مسئولو الآثار بأسيوط منذ ما يقرب من خمس سنوات قد أعلنوا أن المتحف سيشمل جميع الآثار الرومانية والفرعونية والقبطية والاسلامية لأسيوط عبر 7 آلاف عام، ومخاطبة جميع مخازن الآثار والمتاحف على مستوى الجمهورية لتجميع كل الآثار المتعلقة بأسيوط لوضعها بالمتحف ليكون بمثابة توثيق أثرى وتاريخى للمحافظة، خاصة وأن أم العقبات الروتينية تم التغلب عليها بعد تسجيل القصر برقم 71 آثار وإنهاء إجراء نزع الملكية والشراء من ورثة أحفاد صاحب القصر وإحدى النقابات المهنية بأسيوط. وتتنوع المقومات السياحية باسيوط ما بين الآثار القبطية والاسلامية والفرعونية وغيرها ويجري العمل على تطويرها حتي يزداد اعداد السائحين الوافدين الى المحافظة وهو ما يفتح آفاق جديدة وموارد للدخل وخلق فرص عمل للشباب. وكان اللواء ابراهيم حماد محافظ أسيوط السابق، قد أعلن عن مخاطبتة وزيري الاثار والسياحة لتمويل ترميم بعض المناطق الأثرية المكتشفة حديثاً بالمحافظة وإعادة ترميم بعض القصور الاثرية ومناطق الحفائر مثل دير البلايزة وحمام ثابت ووكالة لطفى وفتح مكاتب لوزارة السياحة بالمحافظة ،كما أصدر تعليماته بإزالة الاشغالات والتعديات على قناطر أسيوط والوكالات الاثرية بالمحافظة فى أسرع وقت لاستكمال اعمال الترميم بها . ومن جانبه أشار رمضان عثمان، مدير عام الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بأسيوط، إلى أنه جاري تفعيل تجربة عقد مؤتمر للسياحة والتسويق السياحي بالمحافظة بمشاركة العديد من المستثمرين العرب والاجانب وأصحاب الشركات السياحية بالاضافة إلى عمل أفلام تسجيلية للمناطق الأثرية والسياحية وإعادة طباعة المنشورات والملصقات السياحية وتفعيل المعارض لتنشيط السياحة الدينية لمناطق الاثار القبطية والاسلامية لما تمثله من اهمية تاريخية وسياحية. وأكد عبد الستار أحمد، مدير عام آثار أسيوط، أنه جارى استكمال أعمال تطوير وترميم متحف ألكسان بمدينة أسيوط بعد وصول الاعتمادات المالية اللازمة من الوزارة ، مشيراً إلى أنه جارى استكمال باقي موافقات الاجهزة التنفيذية المختلفة لتطوير منطقة آثار جبل أسيوط بالاضافة إلى استكمال طريق منطقة آثار الهمامية.