تتعاقب الحكومات ولا تتغير السياسات فالفكر هو الفكر والروتين هو القاسم المشترك ويظل حلم أهالي أسيوط في إنشاء متحف قومي يضم جميع القطع الأثرية النادرة حبيس الادراج منذ قرابة ال02 عاما فجميع المسئولين اكتفوا بالتصريحات الوردية حول نزع ملكية قصر إلكسان باشا وتحويله إلي متحف. ولكن تظل نسبة التنفيذ صفرا دون تحرك إيجابي لافتتاح المتحف رسميا وحماية آثار أسيوط من عمليات النهب والسرقة خاصة وإنها مهملة داخل غرفة بمدرسة السلام الخاصة وبدون تأمين كاف وهو ما يعد بمثابة كارثة حقيقية بان تلقي أثار مصر الفرعونية داخل غرفة ويحرم منها أهالي أسيوط وسائحون من الممكن أن يأتوا إليها من شتي بقاع الأرض. يقول عادل خلف محاسب بالرغم من تغير الحكومات ولكن تظل السياسات كما هي حيث مازالت حالة اللامبالاة تسيطر علي مسئولي وزارة الثقافة بشأن تحويل قصر إلكسان باشا إلي متحف قومي لأسيوط ينشط الحركة السياحية بالمحافظة خاصة وإن أسيوط تكتظ بالكثير من الآثار الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية وخير شاهد علي ذلك أن المتحف الوحيد الذي تم فيه جمع أثار أسيوط هو مسرح مدرسة السلام وهو غير لائق بالمرة بالكنوز الأثرية التي تتمتع بها أسيوط. ويضيف حسن عبدالشافي مهندس أن الدولة تسير ببطء شديد نحو إنشاء متحف قومي لأسيوط حيث صدر قرار بتاريخ1995/12/2, بالموافقة علي تسجيل قصر إلكسان باشا بأسيوط في عداد الآثار الإسلامية وتم استصدار قرار من رئيس مجلس الوزراء بشأن استخدام القصر كمتحف والغريب في الأمر أن المجلس الأعلي للآثار قام باستكمال إجراءات التسجيل إلا أنه حتي الآن لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية بدون سبب واضح يعرقل هذا المشروع الذي سينقل محافظة أسيوط نقلة حضارية مهمة وسيتيح الفرصة لمواطني أسيوط والوافدين إليها من السياح للاستمتاع بهذا القصر الأثري الفريد. ويري حمدي أحمد موظف أن حالة الغيبوبة التي أصابت مسئولي الثقافة دفعت الكثيرين من مواطني أسيوط إلي الاعتقاد بأن قرار تحويل قصر إلكسان باشا إلي متحف كبير يضم أثار محافظة أسيوط بات حبرا علي ورق وذلك بسبب حالة تراخي مسئولي وزارة الثقافة إزاء تنفيذ هذا القرار الذي يعد بمثابة طوق النجاه لأهالي أسيوط لوضعهم علي الخريطة السياحية وحماية أثارها من السرقة والنهب. ويقول محمود صابر موظف- نحن لا نعلم حتي الآن من المتسبب في تعطيل قرار تحويل قصر إلكسان باشا إلي متحف حتي أصبح في طي النسيان بالرغم مما سيضيفه هذا المشروع الذي سيضع محافظة أسيوط ضمن الخريطة السياحية المصرية وذلك لما يتمتع به القصر من طراز معماري متميز والمثير في الأمر انه بالرغم من مرور هذه الفترة الزمنية ومحاولات المحافظ الأسبق نبيل العزبي لتنفيذ القرار إلا أنه لم يتخذ أي إجراء رسمي حيال هذا المشروع. وأشار أحمد حماد مهندس إلي أن قصر الكسان باشا في حد ذاته يعد تحفة معمارية يجب ان يستمتع بها أهالي الصعيد حيث أنشئ هذا القصر في أسيوط عام1910 م وهو عبارة عن مبني القصر والحديقة الخاصة به وشيد علي مساحة7000 م2 ويتسم بموقعه المتميز علي النيل حيث يقع بشارع كورنيش النيل ويعد قصر الكسان باشا معلما أثريا يضيف لمحافظة أسيوط قيمة حضارية وجمالية وسياحية وأثرية جديدة ويتكون مبني القصر من طابقين وبناؤه أعد وفقا لنظام الحوائط الحاملة وواجهات القصر تحتوي علي زخارف وكرانيش مميزة وعقود نصف دائرية وتشكيل مثلث الشكل بالزخارف علي الطراز الإغريقي ويتوج الشبابيك كرانيش غاية في الروعة والدقة وأسفلها زخارف بارزة بشكل مستدير وشكل نصف كروي لا مثيل له مما أضفي علي مبني القصر رونقا وجمالا معماريا وفنيا متميزا لذا يعتبر القصر طرازا فنيا ومعماريا فريدا من نوعه, وأضاف أنه شارك في بناء القصر فنانون إيطاليون وفرنسيون وإنجليز مما أكسبه تنوعا فنيا وحضاريا وجماليا جعل القصر يتفرد به بين معالم أسيوط الأثرية. ومن جانبه أكد اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط أن هناك خطوات جادة اتخذت لتحويل قصر إلكسان إلي متحف قومي حيث انتهت اللجنة المشكلة من المحافظة والآثار والسياحة والأمن من عملية استلام قصر الكسان باشا كاملا بعد صدور قرار بإخلاء مقر إحدي شركات البناء والإنشاءات من المبني الملحق بالقصر وذلك تنفيذا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم2205 لسنة2009 م باعتبار قصر إلكسان من أعمال المنفعة العامة والاستيلاء عليه بطريق التنفيذ المباشر بعد اعتماد المجلس الأعلي للآثار المقابل المادي للورثة وناشد المحافظ مسئولي الثقافة سرعة البدء في تنفيذ أعمال التطوير والترميم تمهيدا لافتتاحه رسميا كأول متحف قومي للمحافظة يضم الآثار التاريخية بأسيوط ليكون عاملا مؤثرا في وضع أسيوط علي الخريطة السياحية بجانب بعض المناطق الأثرية المكتشفة حديثا بالمحافظة والقصور الأثرية ومناطق الحفائر مثل دير البلايزة وحمام ثابت ووكالة لطفي مشيرا إلي أنه قام بمخاطبة وزيري الآثار والسياحة لتمويل ترميم تلك المناطق وفتح مكاتب لوزارة السياحة بالمحافظة.