أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن القوات البريطانية ستنشر في أوكرانيا في غضون الأسابيع القليلة المقبلة لتقديم المشورة والتدريب للقوات الحكومية الأوكرانية. وتعهد كاميرون في كلمة أمام لجنة الاتصال في مجلس العموم بأن تكون بريطانيا ''أقوى عمود في الخيمة''، داعيا إلى عقوبات أقسى ضد موسكو حال فشل الانفصاليين المدعومين من روسيا في الالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق هذا الشهر مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوساطة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. وكان طرفا النزاع في شرقي أوكرانيا قد اتفقا نهاية الأسبوع الماضي على البدء بسحب اسلحتهما الثقيلة من خطوط المواجهة قريبا، وذلك بموجب اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في عاصمة روسيا البيضاء مينسك في الثاني عشر من فبراير الجاري. وقال كاميرون إن هناك تداعيات ''ذات ضرر عميق'' على كل أوروبا حال فشل الاتحاد الأوروبي في الوقوف أمام بوتين في أوكرانيا، متوقعا بأن الرئيس الرئيس الروسي يمكن أن يتحول ضد دول البلطيق أو مولدوفا إذا لم تكبح جماحه. وأضاف كاميرون ''لسنا في مرحلة تقديم أسلحة فتاكة. أعلنا عن سلسلة كاملة من المعدادت غير الفتاكة، نظارات للرؤية الليلية، دروع واقية، تلك التي قيل بالطبع إنها سوف تمنح لأوكرانيا''. وتابع ''بالطبع الشهر الماضي سوف ننشر أفراد من القوات البريطانية لتقديم المشورة ومجموعة من التدريبات من الاستخبارات الفنية إلى اللوجستيات إلى الرعاية الطبية، وهي أشياء أخرى طلبوها''، في إشارة إلى الحكومة الأوكرانية. وقال ''سوف نطور برنامج لتدريب المشاة مع أوكرانيا لتحسين متانة قواتهم. وهذا سيضم عدد من القوات البريطانية، وهم سيكونون بعيدا عن منطقة النزاع لكن أعتقد أن هذا النوع ما يجب أن نساعد به''. وأشار كاميرون إلى أن الاتحاد الأوروبي لابد وأن يمضي في توسيع العقوبات التي أوقف مطلع هذا العام، ويجب أن تكون هناك حجة ''كبرى'' لتدابير أقسى ضد موسكو إذل لم تتوقف عن زعزعة استقرار أوكرانيا. يذكر ان اتفاق مينسك لوقف اطلاق النار يمهل الطرفين فترة اسبوعين لسحب الأسلحة الثقيلة والدروع من الخطوط الأمامية. وكان إتفاق مينسك الذي تم التوصل اليه بوساطة ألمانية فرنسية يبدو على وشكل الإنهيار في الاسبوع الماضي عندما استولى المتمردون على بلدة ديبالتسيفا ذات الأهمية الإستراتيجية. وبموجب إتفاقية مينسك، ينبغي على قوات حكومة كييف سحب أسلحتها من الخط الأمامي الحالي، أما قوات المتمردين فينبغي عليها سحب أسلحتها من خط سبتمبر 2014 على أن يقوم الجانبان بسحب هذه الأسلحة لمسافات متساوية قد تبلغ 140 كيلومترا تبعا لعيار الأسلحة. وأسفرت الحرب التي اندلعت في منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرقي أوكرانيا في أبريل الماضي بين المتمردين الموالين لروسيا من جهة وحكومة كييف من جهة أخرى، عن مقتل نحو 5700 شخصا ونزوح أكثر من مليون ونصف مليون.