مر نحو نصف قرن من الزمان منذ أن سافر أحد الشبان المناهضين للحرب يدعى توم هايدن إلى هانوي للتحقيق في مزاعم الرئيس الأمريكي ليندون جونسون من أن الولاياتالمتحدة لم تقصف المدنيين في فيتنام، وشاهد هايدن قرى مدمرة الأمر الذي جعله يشعر بنوع ما من الخداع، هكذا استهلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا لها حول احتفالية وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بذكرى مرور 50 عاما على حرب فيتنام. ويخطط البنتاجون الذي يقوده أحد قدامى المحاربين في فيتنام، تشاك هيجل، إلى الاحتفال بالذكرى 50 لحرب فيتنام، بتكلفة تقترب من 15 مليون دولار، ويعتزم البنتاجون تكريم قدامى المحاربين، كما دشن موقعا إلكترونيا قال إنه ''يزود الجمهور الأمريكي بمواد تاريخية حقيقية''، مناسبة للاستخدام في المدارس. غير أن الموقع الشامل – تقول النيويورك تايمز – الذي ظل العامل عليه قائما لشهور، يصف الحرب بأنها حرب البسالة والشرف، على عسك ما يقر به الكثير من الأمريكيين الذين قاتلوا فيها أو ضدها. وتقول الصحيفة إن كبار المؤرخين لحرب فيتنام يشتكون من أن الذكرى تركز على عشرات من الجنود حملة الميداليات، فيما لم تأتي على ذكر أخطاء الجنرالات وأعوام من الاحتجاجات العنيفة والجدال المحمود داخل الولاياتالمتحدة نفسها عن تلك الحرب. وتذكر الصحيفة أن الخط الزمني التفاعلي الموجود على الموقع حذف جلسات استماع فولبرايت في مجلس النواب حيث طرح السيناتور الساخط وقتها جون كيري – وزير الخارجية الحالي – ''كيف يمكن أن تطل من لجل أن يكون آخر من يموت بسبب خطأ؟''. كما أشار الموقع إلى مذبحة ماي لاي التي وقعت في 1968 والتي قتلت فيها القوات الأمريكية مئات المدنيين الفيتناميين على أنها ''حادثة ماي لاي''. ودفعت تلك النظرة البراقة للتاريخ أكثر من 500 من الباحثين وقدامى الحرب والنشطاء بينهم الزعيم الحقوق المدنية جوليان بوند، ودانيال إلسبرج الذي سرب مستندات سرية للغاية من البنتاجون، ولورانس جي كورب، مساعد سابق لوزير الخارجية ووزير الدفاع في إدارة الرئيس رونالد ريغان، إلى الانضمام إلى هايدن في مطالبته بتمكينه من تصحيح نسخة البنتاجون وتوفير مكان لقدامى النشطاء معارض الحرب في ذكرى الأحداث. وأشارت الصحيفة إلى أن المجموعة أرسلت عريضة إلى اللفتنانت جنرال كلوج كيكليتر، من قدامى محاربي فيتنام، والذي يراجع الاحتفال، تقول فيها إن الجهد المبذول يعرض وجهة نظر ''من جانب واحد'' للحرب، والتي مزقت جيل من الأمريكيين. وقالت الصحيفة إن الجنرال كيكليتر رفض أن تجرى مقابلة معه، غير أن المتحدث باسم البنتاجون توم كورسون قال في رسالة إلكترونية إن الاحتفال الذي يأتي بتوجيه من الكونجرس، للتعبير عن امتنان الأمة وشكرها لقدامى المحاربين وأسرهم. وأضاف أن البنتاجون كان على استعداد لعمل التصحيحات حال لفت انتباهه إلى أخطاء واقعية أو أخطاء في الشخصيات، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي محاولة ل''تبييض تاريخ حرب فيتنام''.