يبدأ غدا السيناتور جون فوربس كيري مزاولة مهام عمله الجديد بصفته وزير الخارجية الأمريكية رقم" 68" للولايات المتحدة خلفا للوزيرة هيلاري كلينتون التي أنهت عملها في المنصب أول أمس الجمعة الأول ، وهو نفس اليوم الذي أدى فيه كيري اليمن القانونية. وكيري هو أول رئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ كان يزاول مهامه في هذا المنصب فعليا ، ثم يصبح وزيرا للخارجية الأمريكية على مدى أكثر من قرن في تاريخ الولاياتالمتحدة.} وينضم كيري إلى الوزارة بعد 28 عاما قضاها في مجلس الشيوخ ، قضى السنوات الأربع الأخيرة منها رئيسا للجنة العلاقات الخارجية في المجلس . ولد كيري في 11 ديسمبر عام 1943 بمستشفى (فيتزسيمونز) التابع للجيش في أورورا بولاية كولورادو الأمريكية، وهو الابن الرابع لأسرة روزماري فوربس كيري وريتشارد كيري، الذى كان يعمل بالسلك الدبلوماسي. وقبل وقت قصير من تخرجه من جامعة ييل، سجل جون كيري نفسه كمجند للخدمة في البحرية الأمريكية، وخدم في مهمتين من مهام الواجب، حيث خدم في مهمة قتالية كربان قارب سريع في دوريات الأنهار بدلتا نهر ميكونج، وعاد إلى الوطن من فيتنام وحصل على النجمتين الفضية والبرونزية ، ونوط البطولة عن المشاركة في العمليات القتالية الخطرة "كومبات في" كما حصل على ثلاثة قلوب أرجوانية. ولدى عودة السيناتور جون فوربس كيري ، مرة أخرى إلى الولاياتالمتحدة من حرب فيتنام، بدأ الحديث جهرا بكل قوة ضد هذه الحرب، وأدلى بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بناء على دعوة السيناتور وليام فولبرايت رئيس اللجنة، وطرح سؤاله المحوري الهام "كيف تطلبون من رجل أن يكون آخر رجل يموت من أجل خطأ؟". وبدأ كفاحا مستمرا مدى الحياة من أجل زملائه من قدامى المحاربين كأحد مؤسسي جمعية "قدامى المحاربين الأمريكيين المشاركين في حرب فيتنام"، ثم لاحقا كسيناتور أمريكي حارب من أجل تأمين حقوق وامتيازات قدامى المحاربين، وعمل على تمديد القانون المعروف ب "جي آي" لتوفير امتيازات التعليم العالي لقدامي المحاربين، وتحسين علاج المصابين بمتلازمة إجهاد واضطراب ما بعد الصدمة. وفي عام 1976، حصل كيري على درجة الليسانس في القانون من كلية الحقوق في بوسطن، وعمل بوظيفة المدعي العام الأعلى في مقاطعة ميدلسكس بولاية ماساتشوستس حيث تولى قطاع مكافحة الجريمة المنظمة، وناضل من أجل حقوق الضحايا، وعمل على وضع برامج تتعلق بالحصول على إرشادات تتعلق بحالات الاغتصاب ..وتم انتخابه نائبا لحاكم ولاية ماساتشوستس في عام 1982، وبعد مرور عامين تم انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي الذى خدم فيه لمدة 28 عاما. وخلال عمله في المجلس ، تولى كيري رئاسة لجنة العلاقات الخارجية منذ عام 2009، حيث أصبح أحد زعماء المجلس في مجال قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي التي تواجهها الولاياتالمتحدة، بما في ذلك أفغانستان وباكستان، وتغير المناخ العالمي، وعدم انتشار الأسلحة النووية، اعتمادا على عمله السابق في مجلس الشيوخ الذى شمل المساعدة في الكشف عن فضيحة (إيران - كونترا) ، والقيادة بشأن مكافحة فيروس ومرض الإيدز عالميا. كما تولى كسيناتور رئاسة اللجنة الخاصة في مجلس الشيوخ لشئون الأسرى والمفقودين في الحرب لمعرفة مصير الجنود الأمريكيين المفقودين في فيتنام وتطبيع العلاقات مع هذا البلد من 2 أغسطس 1991 وحتى 2 يناير 1993. ولعب السيناتور جون فوربس كيري كرئيس للجنة العلاقات الخارجية، بمجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2010 دورا رائدا في تجديد معاهدة "ستارت" الجديدة للحد من الأسلحة النووية مع روسيا التي ساعدت على توجيه البلدين بعيدا عن المواجهات النووية الخطيرة. وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز) خلال خدمته كرئيس للجنة عنه في هذا الصدد قائلة " يمارس كيري الآن أسلوبه في الدبلوماسية كرئيس للجنة العلاقات الخارجية، كما أنه يمارس دوره أيضا بشكل ملحوظ وعلى مستوى عال بصفته أحد أعضاء في فريق أوباما للأمن القومي، الذى أرسله لمواجهة أزمة تلو الأخرى في مناطق خطرة مثل أفغانستان وباكستان والسودان." ورأس كيري خلال السنوات ال 28 التي قضاها في الخدمة بالمجلس ، اللجان الفرعية لآسيا والشرق الأوسط، حيث وضع وقام بتمرير تشريعات رئيسية كبرى تتعلق بالاتجار في المخدرات وغسل الأموال على المستوى الدولي، والمساعدات الإنسانية، وتغير المناخ، كما ساعد في التفاوض بشأن تشكيل المحكمة المختصة بالإبادة الجماعية التابعة للأمم المتحدة لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في كمبوديا. وتولى كيري مناصب رفيعة في لجان التمويل والتجارة والشركات الصغيرة، وخدم كعضو في اللجنة المشتركة للحزبين الديمقراطي والجمهوري المختصة بخفض العجز، حيث عمل عبر الحزبين لمحاولة الحد من ديون الولاياتالمتحدة وتعزيز اقتصادها، وقبل تركه مباشرة للخدمة في مجلس الشيوخ لتولي منصب وزير الخارجية كان كيري سابع أقدم وأعلى عضو في مجلس الشيوخ. وكان كيري المرشح الديمقراطي لمنصب رئيس الولاياتالمتحدة في عام 2004 ، وألف عددا من الكتب الأكثر مبيعا من بينها "دعوة" إلى الخدمة رؤية من أجل أمريكا أفضل وهذه اللحظة على الأرض"، وهو كتاب عن البيئة وشاركت زوجته تيريزا هاينز كيري في تأليفه. ولكيري ابنتان وثلاثة أبناء وثلاثة أحفاد.