لمع نجم السيناتورالديمقراطى الأمريكى جون كيرى بعد أن نال ثقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليشغل منصب حقيبة وزارة الخارجية الأمريكية بإشادة أوباما قائلا " اعلم إنك ستكون وزير خارجية رائعا". وأعلن أوباما رسميا تعيين جون كيرى لمنصب وزير الخارجية الأمريكية أمس الجمعة إثر عودته وكيري من الكاتدرائية الوطنية في واشنطن حيث يحضران جنازة السيناتور دانيل إينوي ، وقال اوباما ان سيرة السيناتور كيرى كلها تؤهله لهذا المنصب.
الملفات الدبلوماسية
وتعود كامل ثقة اوباما فى تولى جون كيرى هذا المنصب لأن السيناتور كيرى مطلعا بشكل مفصل على الملفات الدبلوماسية لبلاده بحكم ترؤسه للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي كذلك يراه اوباما الأنسب فى هذا المنصب خلفا لأربع سنوات قضتها هيلارى كلينتون فى الخارجية الأمريكية لإنه قام خلال وجوده في مجلس الشيوخ " بدور مركزي في كل النقاشات الكبرى بشأن السياسة الخارجية منذ نحو 30 عاما".
كيري الذي لم يحالفه الحظ في انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2004 امام جورج بوش والبطل الحاصل على وسام في حرب فيتنام قبل ان يصبح مناضلا مناهضا للحرب هو سناتور ماساتشوسيتس (شمال شرق) منذ عام 1985.
ولد جون كيري عام 1943 في مدينة دنفر بولاية كولورادو واسمه الكامل جون فوربس كيري، وينتمي الى الطائفة الكاثوليكية.
تزوج من تيريزا هاينز في العام 1995 وله طفلان من زواجه السابق من جوليا ثورن والذي انتهى العام 1988. تلقى علومه في جامعة ييل، وخدم في البحرية الأمريكية في الفترة ما بين 1966-1970.
دخل كيري المعترك السياسي في عام 1972 بعد أن فشل في الترشح لمجلس الكونغرس الأمريكية عن المقاطعة الخامسة بماساتشوسيتس.
وفى الفترة ما بين 1976-1979: تولى منصب النائب العام عن مقاطعة ميدلسيكي بماساتشوسيتس.
والفترة ما بين 1979-1982 أصبح شريك بشركة محاماة تحمل اسم "كيري وسراغو".
والفترة مابين 1982-1984 أصبح نائب محافظ ولاية ماساتشوسيتس، في عهد المحافظ مايكل دوكاكيس.
أما عام 1984 تم انتخاب كيرى عن الحزب الديمقراطي لمجلس الشيوخ الأمريكي.
وفى عام 1990 فاز بولاية ثانية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
وعام 1996 أعيد انتخابه لولاية ثالثة بمجلس الشيوخ الأمريكي.
وعام 2002 أعيد انتخابه للمرة الرابعة بمجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوسيتس.
وفى 12 فبراير/ شباط 2003: خضع لعملية جراحية لإزالة ورم سرطاني في البروستات، حيث أشار الأطباء إلى أن الورم لم ينتشر، وتم إخراجه في 15 من الشهر ذاته.
وفى 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004: خسر كيري معركة الرئاسة أمام بوش، بفارق نحو ثلاثة ملايين صوت عن جورج بوش الذي حصد أصوات 62.040 مليون شخص.
وفى عام 2008 فاز بولاية خامسة بمجلس الشيوخ الأمريكي.
واستمر جون كيرى من عام 2009 إلى الآن، شاغلا لمنصب لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
وفي شباط/فبراير 2009، كان بين ثلاثة من اعضاء الكونجرس زاروا قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس التي تعتبرها واشنطن ارهابية.
والتقى عدة مرات الرئيس السوري في 2010 قبل بدء حركة الاحتجاج في سوريا.
والأمريكيون يعرفون كيرى جيدا منذ ان ترشح للرئاسة في 2004، بفضل ادانته المعلومات الاستخباراتية الخاطئة التي ادت الى غزو العراق ولانه جعل من اعادة الاعتبار لصورة بلاده أولوية خلال حملته. لكن جورج بوش رد عليه بانه صوت هو نفسه على خوض الحرب، مثل العديد من زملائه الديمقراطيين.
وفى 15 ديسمبر/ كانون الأول 2012: جاء إعلان الرئيس باراك أوباما عن ترشيح جون كيري لشغل منصب الخارجية الأمريكية خلفا لهيلاري كلينتون.
ردود الفعل
ومن جانبها، هنأت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، السيناتور جون كيري، على توليه المنصب خلفا لها وقالت "كان لي شرف معرفة كيري لسنوات عديدة وأعتبره صديقا وزميلا وشريكا، سيجلب خبرة عميقة امتدت لعقود من الخدمة لبلدنا في مجال الشؤون الدولية، والدبلوماسية تجري في دمه وعروقه، بصفته نجل مسؤول عمل في قطاع الخارجية، وباعتباره متمرسًا حصل على أوسمة عسكرية، فإنه يعرف ما يلزم للدفاع عن أمتنا وقيمنا، وكزعيم في مجلس الشيوخ، فإنه يتفهم كيفية بناء تحالفات والتوصل إلى حلول وسط بشكل احترافي، وكرجل دولة يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم، فإنه سيكون قادراً على الحفاظ على قيادة أمريكا للعالم وتوسيع نطاقها".
وشددت كلينتون على أن السيناتور كيري تم اختباره في مجالات الحروب والعمل الحكومي والدبلوماسي، وقد أثبت جدارته مرة بعد الأخرى.
وقالت: "نحن بحاجة إلى قائد يتمتع بخبرة وموهبة جون كيري على رأس وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في السنوات المقبلة، وهناك الكثير للقيام به في كل من هذه التحديات الحاسمة، من أفغانستان إلى حظر الانتشار النووي إلى تغير المناخ، وغيرها الكثيروأمامنا أيضا توطيد مشاركة أمريكا الموسعة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومواصلة مناصرة الحقوق والفرص للنساء، وإتباع نهج جديدة للتنمية تركز على الكرامة والاكتفاء الذاتي، ومواصلة وضع الاقتصاد في صميم سياستنا الخارجية، وممارسة هذا النوع من القوة الذكية الذى يسخر الابتكار والشراكات، مع الحكومات ومع الناس، لحل المشاكل واغتنام الفرص".
الرأى الإسرئيلي
أما الجانب الإسرائيلي فيرى ان كيرى مثل كلينتون يتفهم الاحتياجات الاسرائيلية ولكنه يعارض خطة الاستيطان حيث كتبت الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" أن كيري يعرف الشرق الأوسط والناشطين فيه عن كثب، بما في ذلك القيادة الإسرائيلية الحالية.
وأضات أن كيري مثل الوزيرة المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون يدعم إسرائيل ويفهم احتياجاتها، ولكنه معارض للمستوطنات.
وكتبت "يديعوت أحرونوت" أيضا أن كلينتون أخفت لمدة 4 سنوات الخلافات بينها وبين أوباما بشأن معالجة ما يسمى ب"عملية السلام" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. حيث أنه، على سبيل المثال، لم يوافق أوباما على توصيات كلينتون ومسؤولي الخارجية عندما قرر انتقاد إسرائيل علانية على البناء في المستوطنات.
كما لفتت الصحيفة إلى أن كلينتون زارت إسرائيل عدة مرات خلال ولايتها، في حين أن سابقتها في المنصب كونداليزا رايس زارت إسرائيل أكثر من 25 مرة خلال ولايتها في وزارة الخارجية.
ونقلت عن عناصر يهودية قولها إنها راضية عن تعيين كيري في المنصب. وقال ما يسمى ب"المجلس اليهودي في الحزب الديمقراطي" إن "مؤهلات كيري في قضايا الخارجية لا يشوبها شائبة، وهو الرجل المناسب لتمثيل الولاياتالمتحدة في المسرح العالمي وهو سياسي حقيقي ذو رصيد ممتاز في قضايا الخارجية المهمة بالنسبة لليهود لقد أظهر كيري قدرة قيادية بكل ما يتصل بإسرائيل، وأوضح ما لا يحصى من المرات، مثل إدارة أوباما، أنه يقف بشكل واضح إلى جانب الدولة اليهودية".
وأضاف المجلس أن التزام كيري واضح أيضا بكل ما يتصل بالبرنامج النووي الإيراني.
مواد متعلقة: 1. تعزيز فرص السيناتور جون كيري والسيناتور تشاك هاجيل لتولي حقيبتي الخارجية والدفاع 2. مصدر بالبيت الأبيض: «أوباما» سيعلن رسميا ترشيح «جون كيري» وزيرا للخارجية 3. أوباما يرشح جون كيري لخلافة كلينتون