بعد أن ظل ما يقرب من3 سنوات في محبسه الانفرادي انتظارا لمحاكمته, ظهر الجندي الأمريكي برادلي مانينج مرتديا بدلته العسكرية بوجهه الطفولي ونظارته الصغيرة ليمثل أمام المحكمة العسكرية يوم الاثنين الماضي استعدادا لمحاكمته علي قيامة بأكبر عملية تسريب وثائق سرية في تاريخ الولاياتالمتحدة التي ربما تزج به خلف القضبان لمدة تتراوح بين80 و162 عاما. يواجه مانينج22 تهمة من بينها تآمر جندي عسكري ضد الدولة وإساءة استخدام معلومات سرية والتجسس والخيانة والتي طبقا لقانون1917 فإنها تستوجب تنفيذ أقصي عقوبة عليه وذلك لتسريبه أكثر من700 ألف وثيقة حكومية وملفات عسكرية عن الحرب الأمريكية علي العراق وأفغانستان و250 ألف برقية من وزارة الخارجية ونشرها علنيا من خلال موقع ويكيليكس, بالإضافة لعرضه عدد من أشرطة الفيديو التي تظهر قيام القوات الأمريكية بغارات جوية راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين. وقد اعترف مانينج الذي يبلغ من العمر25 عاما بتسريبه تلك الوثائق ولكن كما ذكر بأن الهدف منها فضح العمليات العسكرية للقوات الأمريكية ضد المدنيين العزل ولكنه لم يرد الإضرار بالدولة أو خيانتها, وتلك هي النقطة الرئيسية التي سيستغلها الدفاع ألا وهي عدم الإضرار بالبلاد عمدا ورغبته فقط في إثارة نقاش عام حول القوات المسلحة والسياسة الخارجية في الولاياتالمتحدة, وعدم التعمد الإضرار بالأمن الوطني, ومن المتوقع أن تستمر محاكمته لمدة12 أسبوعا علي الأقل, وستستدعي المحكمة150 شاهدا,24 منهم ستتم مساءلتهم في جلسات مغلقة وستتم محاكمته أمام قاض تم انتدابه بدلا من هيئة محلفين من أعضاء الجيش, وتعد هذه القضية واحدة من أكبر المحاكمات العسكرية منذ مذبحة ماي لاي في حرب فيتنام والتي قام من خلالها دانيال السبرج, بتسريب أوراق البنتاجون ليظهر أن الحكومة كذبت علي الكونجرس والرأي العام حول التقدم المحرز في حرب فيتنام وذلك عقب أن حصلت صحيفة نيويورك تايمز منه علي7 آلاف صفحة, ونشرتها في عام.1971 وأنشأ المتعاطفون مع مانينج موقعا خاصا به علي الإنترنت لدعمه وتجمعت بالرغم من هطول الأمطار الحشود المؤيدة له في انتظاره أمام البوابات الرئيسية للمحكمة العسكرية في ولاية ميريلاند بمناسبة بدء المحاكمة وهم يحملون لافتات مثل الحرية لبرادلي مانينج و ليكن لأمريكا ضمير وهل السجن لمن فضح جرائم حرب!!!. مانينج الذي كان محللا في مخابرات الجيش تضاربت الآراء حوله و احتار في شأنه المحللون السياسيون وذلك بسبب الاستقطاب الذي خلفه منذ اعتقاله في العراق في مايو2010, حيث إن هناك من يرونه كبطل فعل ما لم تستطع أعلي رتب الجيش فعله, حيث كشف للرأي العام الحقائق التي تخفيها الإدارة الأمريكية وربما يكون ما فعله بدافع إنساني لتعاطفه مع الشعبين العراقي والأفغاني في حين يراه البعض الآخر كخائن لوطنه لم يحترم منصبة الذي وضعته به دولته بل استغله ضدها وأضرها بل أن بعض المحللين السياسيين حاولوا إظهاره كرجل مادي باع أسرار بلاده للحصول علي المادة, والبعض الآخر صوره كمختل عقليا أو مضطرب نفسيا وذلك لقوله إنه لم يعش طفولته كما أن فترة المراهقة كانت فترة صعبة في حياته وذلك لانفصال والديه في ذلك الوقت ورحيله مع والدته في هافير فوردويست جنوب غرب ويلز, وسخرية أصدقائه منه لانطوائه الدائم وظهوره بمظهر المثقف, بالإضافة إلي أنه مثلي.