إبراهيم هو الابن الوحيد للبطل الشهيد محمد الساعدي فقد ولد 1 أغسطس عام 1973 وكان البطل على الجبهة وجاء في أجازة لمدة ثلاثة أيام حمل فيها مولده إبراهيم الذي لم يتجاوز عمره وقتها ثلاثة أيام فقبله واحتضنه و تركه في رعاية الله وعاد ملبيا نداء الوطن ليلحق بكتيبته بسلاح بمنطقة "إنشاص" بالإسماعيلية لتتحرك الكتيبة إلى الضفة الغربية لقناة السويس استعدادا ليوم العبور العظيم. و البطل الشهيد محمد الساعدي المعبدي القطعاني من مواليد عام 1945 و قد توفي والده أيضا في نفس العام الذي ولد فيه فتربى يتيما في كنف شقيقيه سالم وعبد الحميد الساعدي و أعمامه من أبناء قبيلة المعابدة القطعان وقد حصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة السلوم الابتدائية ولم يتمكن من استكمال تعليمه حيث لم يكن بالسلوم مدرسة إعدادية آنذاك وكان من اللازم أن ينتقل إلى مرسى مطروح حيث المدرسة الإعدادية الوحيدة على مستوى المحافظة. وفي عام 1968 تم تجنيد البطل محمد الساعدي بالقوات المسلحة و نظرا لقوته البدنية فقد تم إلحاقه بسلاح الصاعقة وكانت كتيبته ومقر خدمته في منطقة إنشاص بالإسماعيلية. شارك في حرب الاستنزاف وكان البطل محمد الساعدي القطعاني يشارك في عمليات حرب الاستنزاف و في يوم 3 أغسطس وصل إلى مدينة السلوم في إجازة لمدة 72 ساعة حيث كانت زوجته قد وضعت مولوده الأول والوحيد " إبراهيم " ولم يهنأ البطل الشهيد برؤية طفله الوليد الوحيد واحتضانه إلا لساعات معدودة حيث كان من الواجب عليه العودة إلى كتيبته قبل انتهاء تصريح الإجازة و خاصة أن السلوم تبعد عن مقر كتيبته بحوالي ألف كيلو متر في وقت كانت وسائل المواصلات نادرة وشاقة وتستغرق وقتا طويلا. و في يوم 6 أكتوبر كان البطل الشهيد محمد الساعدي في طليعة العابرين لقناة السويس والمقتحمين لخط بارليف. وكل ما تحتفظ به ذاكرة أسرة البطل الشهيد عن واقعة استشهاده أنه بعد أن وطأت قدماه أرض سيناء وقع اشتباك بين وحدته وبين 7 دبابات إسرائيلية وقد تمكن هو ورفاقه من السيطرة على الدبابات الإسرائيلية وأسر طواقمها أحياء و حدث قصف مدفعي إسرائيلي مكثف على موقع العملية ما أدى لاستشهاد البطل محمد الساعدي خليل المعبدي القطعاني . وفي اللحظة التي أستشهد فيها البطل محمد الساعدي كان عمر أبنه الوحيد إبراهيم شهران و خمسة أيام. قيادة الصاعقة تمنح الشهيد الساعدي شهادة تقدير وقد منحت قيادة وحدات الصاعقة شهادة تقدير لأسرة البطل الشهيد تقديرا لما أبداه من شجاعة و تضحية في سبيل مصر حتى لقى الله شهيدا على أرض سيناء. وقد بارك الله في ذرية هذا البطل الشهيد فقد كبر إبراهيم و تزوج وأنجب ثمانية أبناء أربعة ذكور هم محمد ووليد وعبد الرحمن ورمضان و أربعة إناث هن خديجة ورقية وهاجر ودعاء. ويعمل إبراهيم موظفا بجمرك السلوم ومع ذلك يحلم بأن يلتحق أبنائه الذكور بالكليات العسكرية والانتماء للقوات المسلحة وأن يكونوا على نهج جدهم في التضحية والبطولة. تكريم أسرة الشهيد أما عم عبد الحميد شقيق البطل محمد الساعدي خليل المعبدي القطعاني والذي كان يرعى مع شقيقه الكبر سالم لإبراهيم بن شقيقهم الشهيد فيتمنى أن يتدارك المسئولين والمجتمع تقصيرهم في حق أبطال وشهداء أكتوبر وخاصة بعد أن برز دور الجيش المصري في حماية الجبهة الداخلية والجبهة الخارجية في ظل الأحداث الجسام التي تمر بها مصر و التي استعدى فيها كل من الشعب و الجيش ذكريات أكتوبر المجيدة لتكون هى نقطة الثقة و الالتقاء والتلاحم بين الجيش والشعب وأن يتذكرا أسر الشهداء عند منح حصص القوات المسلحة في الحج والعمرة المخصصة للشهداء ومن قدموا أعمالا جليلة للوطن