دويتشه فيله: بداية، ما الذي أدى بحمادة بن عمور إلى اختيار موسيقا الراب؟ الجنرال: موسيقا الراب هي الوسيلة التي أعبر من خلالها عن آرائي. لقد كان من الممكن أن أكون شاعرا أو رساما، لكنني اخترت أن أكون مغني راب. لقد شاء الله أن أوصل صوتي إلى الناس بهذه الطريقة. ماذا كان دافعك لتأليف أغنيتك الشهيرة "رايس البلاد"؟ لقد دفعني خوفي على تونس وخوفي على المجتمع إلى تأليف هذه الأغنية، غير أنها لم تكن أول أغنية سياسية أؤلفها. ففي 2008 سبق لي أن أصدرت ألبوما سياسيا. لكن أغنية "رايس البلاد" التي نشرتها نهاية 2010، كانت نقلة نوعية بالنسبة لفني وحتى لحياتي. هل لك أن تسرد لنا المزيد من التفاصيل حول نشوء الأغنية؟ نشر الأغنية وافق 7 نوفمبر الذي خصص للاحتفال بالذكرى 23 لتقلد رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي حكم البلاد. أنا اخترت يوم الاحتفال بالذات لإصدار الأغنية كي يكون ذلك رسالة من شاب تونسي يتكلم باسم التونسيين الذين يموتون يوميا جوعا، في حين يحتفل الرئيس بسنته الثالثة والعشرين في الحكم. من المعروف أن قوى الأمن اعتقلتك على إثر ذلك مدة ثلاثة أيام. ما الذي حصل لك في الحبس؟ كل من يقول كلمة الحق في تونس مصيره مع النظام معروف. فهو إما يسجن أو يضطر إلى المنفى أو يقتل. في ديسمبر، وبعد قيامي بإصدار أغنية سياسية أخرى أسميتها "بلادنا" بثلاثة أيام، تم اعتقالي في وزارة الداخلية. بصراحة لم يقم أحد بضربي، لكنهم أساؤوا إلي من الناحية المعنوية. فإضافة إلى الشتائم وسوء اللفظ، هددوني بمحاكمتي على أساس تحريضي للشعب وانتمائي للمعارضة التونسية. مع أنني لا أنتمي إلى أي حزب أو حركة سياسية. فأنا مواطن تونسي قال كلمة حق، لا أكثر ولا أقل. أغنيتك "رايس البلاد" صورها الإعلام فيما بعد على أنها شعار الثورة التونسية. ما هو الدور الذي لعبته الأغنية فعلا حسب رأيك؟ الشعب التونسي كان في انتظار شخص يسير في المقدمة. فكنت أنا في المقدمة وبعدها تقدم الشعب وناضل وأطاح بنظام بن علي. هل يفهم من هذا أنك ترى تأثيرا واضحا للأغنية في مسار الثورة؟ انظر، أنا لا أستطيع أن أقول لك إن كانت الأغنية قد أحدثت ضجة أم لا. هذا على الآخرين أن يقيموه. لأن في هذا نوع من النرجسية. هذا التواضع يشرفك بطبيعة الحال. هل لديك مشاريع فنية أو سياسية في المستقبل القريب؟ ما دام هناك ظلم في تونس وفي أي بلد عربي آخر، أو حتى في العالم بصفة عامة، فعلى المرء أن يبقى حريصا على ايصال صوته. إذا قمت إلى حد الآن بمعالجة السياسة المحلية في تونس، فسأتكلم في ألبومي الجديد عن السياسة الخارجية الأمريكية أو الإسرائيلية. وأتمنى أن نجد حلا مرضيا في هذا الخصوص أيضا. ما هو تقييمك لمسار الثورة التونسية لحد الآن وما هي توقعاتك بشأن مستقبلها؟ لقد انتهج بن علي سياسة تفريق الشعب واستثمر في إلهائه من خلال كرة القدم مثلا، حتى لا يفكر المواطن التونسي في الأمور السياسية. لكن الأمر انقلب عليه. وحاليا الأمور تجري في اتجاه لا يعرفه إلا الله. ربما في طريق الخير، ربما في طريق الشر. هناك فعلا من يحاول الإضرار بالثورة التونسية والانقلاب عليها. لكننا واقفون وحاضرون للدفاع عن وطننا ونحاول أن يكون ذلك بصوت واحد. أجرى الحوار: بشير عمرون