قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الاثنين بعد مرور عام على اقتحام قوة اسرائيلية لسفينة مساعدات انه لا يمكن للحكومات الديمقراطية منع مواطنيها من ارسال قافلة مساعدات اخرى الى غزة. وحث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الحكومات يوم الجمعة على اثناء الناشطين عن ارسال قافلة ثانية الى غزة لكن داود أوغلو قال ان الحكومات الديمقراطية ليس لها الحق في منع شعوبها من تحدي حصار غير مشروع. وأضاف "لا يمكن لبلد ديمقراطي أن يظن ان له سيطرة كاملة على هذه المنظمات غير الحكومية." وأثار اعتراض اسرائيل لقافلة العام الماضي عاصفة دبلوماسية وألحق أضرارا بعلاقات اسرائيل مع تركيا. وقال دواد أوغلو في مقابلة ان التحذير بشأن قافلة دولية ثانية الى غزة يجب ان يوجه الى اسرائيل التي ينبغي لها ان تدرك تغير الواقع في الشرق الاوسط. وقال داود أوغلو لرويترز في مقر اقامته في مدينة قونية في جنوب وسط تركيا حيث يقوم بحملة من اجل الانتخابات البرلمانية المقررة يوم 12 يونيو حزيران "يجب الا يتوقع أحد من تركيا ومن الدول الاخرى الاعضاء في الاممالمتحدة ان تنسى ان تسعة مدنيين قتلوا العام الماضي." وأضاف "لذلك نبعث برسالة واضحة الى كل المعنيين. ينبغي عدم تكرار المأساة نفسها مرة اخرى." وتقوم منظمات خيرية وناشطون مؤيدون للفلسطينيين بتنظيم قافلة مساعدات ثانية في محاولة لكسر الحصار الاسرائيلي لغزة الشهر القادم احياء لذكرى المحاولة الاولى. وكرر داود أوغلو مطالبة تركيا لاسرائيل برفع الحصار عن نحو 1.5 مليون نسمة يعيشون في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس وان تقدم اعتذارا وتعويضا عن قتل تسعة أتراك أحدهم يحمل الجنسية الامريكية. وقتل النشطاء التسعة على متن السفينة مافي مرمرة برصاص الجنود الاسرائيليين في مواجهة عنيفة مع القوة التي اقتحمت السفينة يوم 31 مايو ايار العام الماضي عندما كانت ضمن قافلة من ست سفن. وقال داود اوغلو ان المجتمع الدولي لم يحاسب اسرائيل رغم تقرير مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي أعلن ان الافعال الاسرائيلية غير مشروعة بعد تحقيق قاطعته اسرائيل. وقال داود أوغلو "ماذا كانت النتيجة؟ هل نعتقد ان هناك دولة واحدة من الاعضاء فوق القانون الدولي." وفترت صداقة تركيا مع اسرائيل بعد ان ندد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالهجوم الاسرائيلي على غزة في ديسمبر كانون الاول 2008 ثم سادت العلاقات أجواء باردة بعد حادث اقتحام السفينة مافي مرمرة. وقال داود أوغلو "يجب ان تقبل اسرائيل (ضرورة ان تقدم) اعتذارا وتعويضا اذا كانت تريد ان تصبح شريكا في المنطقة." وقال ان اسرائيل يجب ان تدرك تغير الواقع في الشرق الاوسط من خلال انهاء الحصار الذي تبرره بالحاجة الى منع وصول أسلحة الى حماس. واضاف ان قرار مصر يوم الاحد فتح معبر رفح بينها وبين قطاع غزة بشكل يومي بدءا من يوم السبت يقضي على مبررات استمرار الحصار. وفيما يتعلق بسوريا حيث تشعر تركيا بالقلق بخصوص الاضطرابات المدنية مع مقتل أكثر من 1000 شخص في حملة لقوات الامن على مظاهرات المطالبة بالديمقراطية قال داود أوغلو "سنواصل العمل بجد حتى يكون التغيير السياسي في سوريا ممكنا." ودعت تركيا بشكل متكرر الى وضع حد للعنف في سوريا لكنها تستخدم لغة مخففة في التعامل مع سوريا. وقال داود اوغلو ان حكومته لا شأن لها بتجمع لجماعات سورية معارضة في مدينة أنطاليا بجنوب تركيا هذا الاسبوع وانه لم يعلم به الا من الاعلام. واضاف ان أردوغان الذي يحث الرئيس السوري بشار الاسد على اجراء اصلاحات منذ بدء "الربيع العربي" تلقى تأكيدا جديدا عندما تحدث الزعيمان هاتفيا يوم الجمعة. وقال داود أوغلو "من الواضح انه تم اعادة تأكيد الارادة السياسية... لكننا سنرى ماذا ستكون الخطوات التي ستتخذ. هذا أهم." من طولاي كارادنيز وسايمون كاميرون مور