عبدالله قدري وإبراهيم عياد: من تأييده للرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، إلى انضمامه لخارطة الطريق بعد ثورة 30 يونيو، يبقى حزب النور السلفي هو الفصيل الإسلامي الوحيد الذي ظل متواجداً في المشهد السياسي عقب 30 يونيو. بمشاركته في خارطة الطريق ودعمه للتعديلات الدستورية التي أقرتها لجنة الخمسين ودعوته للموافقة عليها ب"نعم" يكون حزب النور هو الحزب السياسي الوحيد في مصر الذي وافق علي جميع الإستفتاءات منذ ثورة 25 يناير والي الآن، بدءاً من التعديلات الدستورية علي دستور 1971 في مارس 2011، وموافقته علي دستور 2012 ،انتهاءً الي موافقته علي دستور 2013.. فهل موافقته الدائمة ب"نعم" واقعية ام انتهازية ؟. في حديثه لمصراوي، أكد الدكتور أحمد عبدالحميد، عضو مجلس الشوري الدعوة السلفية، أن مواقف حزب النور والدعوة السلفية مستمدة من الواقع، وبعيدة كل البعد عن الإنتهازية السياسية، بدليل أن الحزب لم يُشارك الي الآن في السلطة أو الحكومة منذ ثورة يناير الي يومنا هذا. وأوضح أن الحزب من خلال دعوته للتصويت بنعم علي الدستور، يُقدم المصلحة العامة للبلاد علي المصلحة الخاصة، وأن المشاركة في لجنة الخمسين كانت ايجابية وليست انتهازية من جانبنا، مشيراً الي أن الحزب يعمل لهدف البناء لا الهدم. وأضاف عبدالحميد أن دستور 2012 كانت به مواد غير مرضية لحزب النور، لكن الحزب آثر التوافق، ورأي أن الدستور في عمومه مرضياً، ودعا المصريين للتصويت ب"نعم"علي الدستور. من جانبه أكد شريف طه، المتحدث باسم حزب النور، أن مواقف الحزب واقعية، ويريد ان يجنب البلاد الوقوع في حرب أهلية أو في صدام مع الجيش، مستشهداً بسيناريو الجزائر وسوريا. وأكد طه في تصريحات له، أن أي ثورة لم تحظَ بدعم الجيش ومساندته لها أو الوقوف علي الحياد منها فمصيرها الي الفشل. بينما يري إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة والقيادي بتحالف دعم الشرعية، أن مؤسسي حزب النور لم يشاركوا فى ثورة يناير ولم يشاركوا فى أي فعاليات ثورية بعدها إلى يومنا هذا، قائلاً"قيادات هذا الكيان يشاركون فقط فى المغانم". وأضاف شيحة لمصراوي أن أعضاء "النور" لا يشاركون فى ثورات ولم يتوقعوا أن اسقاط مبارك ممكن ومنعوا أنفسهم من المشاركة فى الثورة، فلم يتصور أن مطالب اسقاط مبارك واقع، مشيراً الي أن الواقع بالنسبة لهم هو المشاركة خلف النظام القمعي - حسب قوله. وتابع: "الإهتمام بحزب النور هو نوع من تضييع الوقت، فقد انفصلت قواعد الحزب عنه وقد انفصل التيار السلفي عنهم بل وعزلوهم عن التيار الاسلامي". أما المتخصص في الحركات الإسلامية، الدكتور كمال حبيب ، يؤكد في حديثه لمصراوي، أن حزب النور السلفي هو حزب يحاول أن يبني تقاليد جديدة تقوم علي المشاركة في الدولة فيما أطلق عليه الإسلام المشارك، بمعني أن يشارك الدولة المصرية ويراها مهمة في الحفاظ عليها والإبقاء عليها وذلك لحفظ مصالح الخلق والناس والعباد ، وهو هنا في الواقع يستلهم تقليد إسلامي قديم ومعروف في الفقه السياسي الإسلامي وهو هنا أن وجود دولة حتي لو لم تكن علي المقياس الصحيح خير من الفوضى، وأن الناس لا يصلحون فوضى لا سراة لهم. وتابع حبيب أن الحزب لا يرى الخروج علي الدولة أو الحاكم وإنما يري مناصحته ومشاركته وحمايته من الوقوع في الظلم أو حتي تخفيف مظالمه ودفع المفاسد وتقليلها قدر الإمكان وتحصيل المصالح وتعظيمها قدر الإمكان، ومن ثم فليس هناك انتهازية سياسية لدي حزب النور، وإنما هو يري أنه جزء من ا لدولة ولا يواجهها أو يقاومها وإنما يتشارك معها وهو في هذا يختلف عن الإخوان المسلمين والمتحالفين معها ، وهو يحاول أن يتعلم ويبني خبرته والمثير أن خبرة حزب النور اقرب لتقاليد الإسلاميين في تركيا رغم أنه سلفي بينما كان المنطقي أن يكون الإخوان هم الأقرب لتقاليد الإسلاميين في تركيا. وأشار حبيب الي أن الحزب ليست لديه حسابات التنظيم المعقدة والتي تثقل كاهله وتحول دون قدرته علي اتخاذ قرارات قد تكون متعجلة أو عاطفية، مضيفاً: "لو نجح حزب النور في بناء هذه التقاليد فأعتقد أننا أمام تحول كبير في الحالة الإسلامية من المواجهة مع الدولة إلي المشاركة معها". وعن شعبية الحزب أكد حبيب أنها تراجعت كباقي الأحزاب الإسلامية بسبب الأداء السيئ، كما أن الحزب تراجعت شعبيته بسبب الانشقاق الذي حدث داخله، مشيراً إلى أن مواقفه تلك مع السلطة الحالية ستؤدي إلي انخفاض شعبيته بالضرورة ولكنه يبقي رقما مهما في العملية السياسية وسنعرف حجمه بالضبط في الانتخابات القادمة وإن كانت تقديراته أنهم لا يقلون عن 15% من كتلة من يحق لهم التصويت - حسب قوله