أثار تولي المستشار حاتم بجاتو، تولي منصب وزير الدولة لشؤون المجال النيابية، تساؤلات العديد من النشطاء السياسيين، والأحزاب المعارضة، خاصة بعدما كان يشغل منصب أمين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. علق الفقيه الدستوري المستشار نور فرحات على ذلك قائلاً عبر تعليق على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'' '' الرأي عندي أنّ تعيين المستشار بجاتو وزيراً لا يخالف القانون ولكن يخالف الضمير المستقيم، وكأن لسان من عيَّن ومن عُيَّن يقول: إذا كان عاجبكم''. من ناحيته قال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية خلال حواره ببرنامج ''في الميدان'' على قناة ''التحرير''، الثلاثاء، إنَّ معايير التغييرات الوزارية الأخيرة اعتمدت علي خيارين إما أن يكون الوزير إخوانياً أو من الموالين للإخوان أو من المتأخونين الجدد. شاهد الفيديو جمال زهران مرسي جايبلنا وزراء وأضاف زهران ، أنَّ المستشار حاتم بجاتو لو كان ضميره يقظاً كقاض ما كان ينبغى له أن يقبل بمنصبه الوزاري، الذى يعتبر رشوة سياسية، قائلًا: '' وأنا نائب في مجلس الشعب من 2005-2010 رأيت في جلسة إسقاط العضوية عن النائب الأسبق أنور عصمت السادات، وكان بجاتو يدافع عن حكومة مبارك ويعمل مع المستشار محمود أبو الليل، مستشار وزير العدل، وقام بإخراج ورقة لإثبات إدانة السادات لإسقاط العضوية عنه، وهذا مؤشر يؤكد أنه جزء من النظام القديم خاصة أنه كان مساعد وزير العدل، في ذلك الوقت، وكان رئيس لجنة الانتخابات العليا للرئاسة، ويمتلك أسرارها وما كان يجب له أن يقبل أي منصب تنفيذي لأنه معناها يشتري سكوته، وقال حينها أن عدد من مرشحي الرئاسة تلقوا أموالاً من الرئاسة ولكن ذلك لم يحدث وهذا يعتبر تسترًا''.
وتابع زهران ''حل مجلس الشورى الآن سينظر يوم 12 مايو، وهو عضو في لجنة هيئة المفوضين للمحكمة الدستورية العليا، وهو الذي شارك في إعداد التقرير الذي قال فيه أن الشورى يظل ويوصي برفض الدعوى، لأن الشورى تحصن بالدستور الأخير، وهذا يعتبر شراءً للذمم ورشوة سياسية''. من ناحيته قال ممدوح إسماعيل، النائب السابق، ''فيما يتعلق بتعيين بجاتو وزيراً فأنا أندهش من ذلك لأنه شارك في تضييع إرادة الشعب عبر حل مجلس الشعب بالتواطؤ مع المحكمة الدستورية، ما أدى إلى إهدار مليار و600 مليون جنيه مصاريف الانتخابات البرلمانية، ولا أعرف سبباً في اختيار شخصية شاركت في هذه المؤامرة التي لن ينساها التاريخ أبداً''. شاهد الفيديو النائب السلفي ممدوح اسماعيل وأضاف إسماعيل قائلاً '' تعيين بجاتو وزيراً هو نوع من التوافقات التي تحدثها الدولة مع بعض الرموز التي لها مواقف مغايرة من الثورة والتغيير، ونوع من أنواع التريح السياسي، وهو إختيار خاطئ على الرغم من أن الشعب يريد تحقيق أهداف الثورة''. وعلق الناشط السياسي الدكتور حازم عبدالعظيم على تعيين بجاتو وزيراً قائلاً ''بجاتو كان عضواً في لجنة الانتخابات الرئاسية، وكان سيصدر قانون يمنع أي أعضاء تلك اللجنة الترشح في أي منصب حكومي لمدة معينة''، مضيفاً ''أي قاضي يكون مسئول عن الانتخابات الرئاسية أن يحصن من التعيينات، وعلى الرغم من تشكيك الإخوان في بجاتو باستمرار، تم تعيينه ما يعني أن هناك خدمة سيفعلها في مخطط الأخونة وبالتأكيد له علاقة بحكم صحة مجلس الشورى والانتخابات الرئاسية الأخيرة''. شاهد الفيديو حازم عبدالعظيم يسخر عالهواء أمّا حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، فقد قال ، إنَّ اختيار المستشار بجاتو، وزيرًا في التعديل الوزاري لحكومة الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، أمر تنتابه شبهات عديدة، ويعد كارثة بكل المقاييس على أعمال أي لجان عليا لإدارة العمليات الانتخابية مستقبلاً.
وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج ''آخر النهار'' المذاع على فضائية ''النهار''، الثلاثاء، أنَّ القانون ينص على عدم تولي أعضاء اللجنة أي مناصب تنفيذية بعد انتهاء عمل اللجنة، حرصاً على حيادهم واستقلالهم بعيداً عن الضغوط والإغراءات.
وتابع أن المستشار بجاتو كان عضواً في الأمانة العامة للجنة ورسمياً لا تنطبق عليه القاعدة السابقة، لكن كان يجب أن يرفض المنصب حرصاً على عدم التشكيك في نزاهته أثناء مشاركته في إدارة العملية الانتخابية، محذراً من أن تعيينه ستكون سابقة قد يترتب عليها أن تكون تقليداً شائعاً للعاملين باللجنة العليا، وهو ما سيؤثر على استقلالها ونزاهتها مستقبلاً.
من جهته قال محمد زارع، مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، أن الاختيار له دلالات خطيرة، فهناك تحقيقات وشبهات تتعلق بسلامة إدارة العملية الانتخابية، ومن المفترض فيمن أداروا العملية الانتخابية ألا تكون لهم مصلحة في فوز مرشح أو ذاك، لكن باختيار بجاتو أصبح هناك شك. وفي رد فعل على توليه الوزارة توعد المستشار مرتضى منصور، بأنه سيتقدّم الأربعاء ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت إبراهيم ضد المستشار حاتم بجاتو وزير الشؤون القانونية يتهمه فيها بحصوله على هدايا لاحقة أو رشوة، للإخلال بوجهات وظيفته مشيراً إلى أن ''بجاتو'' عندما عاد للمُفوضين وفقًا للدستور الجديد، ظهر تقرير المفوضين بعدم قبول الدعوي بحل الشورى، وكأنه يشعر أن مصر ليس بها رجالة وكأنها عزبة، وما فعله رشوة لاحقة. شاهد الفيديو مرتضى منصور وأضاف منصور في مداخلة هاتفية مع الإعلامي جمال عنايت ببرنامج ''على الهوا'' أن المستشار بجاتو كان عضوًا باللجنة العليا للانتخابات، ثم حصل على وظيفته الجديدة كوزير، قائلاً: ثمنك رخيص، وأتحدى المستشار حاتم بجاتو فى فحصه لتظلمين من تظلمات الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية السابقة. من جهة أخرى أبدى ياسر محرز، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، ارتياحاً للتشكيلة الوزارية الجديدة معتبراً ترشيح بجاتو في محله لما يتمتع له من خبرة في الشؤون النيابية مضيفاً خلال استضافته في برنامج ''الحياة اليوم'' المذاع على فضائية ''الحياة''، الثلاثاء، ''اختيار حاتم بجاتو من أفضل الاختيارات ومثال جيد للشباب المصري ويعطي أمل ودفعة للأمام''.