قبل عامين من الآن قُتل أسامة بن لادن مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة. فقد أطلقت مجموعة من عناصر القوات الخاصة الأميريكة النار عليه فأردوه قتيلًا في باكستان. لكن ذلك لم ينهي التنظيم الإرهابي بل تعززت نشاطاته في بعض المناطق. في عام 2001 وقف العالم بأسره مشدوها وهو يشاهد صور انهيار برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك. وقتل حوالي 3000 شخص لأن 19 من أتباع شبكة القاعدة الإرهابية اختطفوا طائرات وهاجموا بها البرجين ومبنى البنتاجون بالقرب من واشنطن، فيما تحطمت طائرة أخرى مخطوفة في أحد الحقول الزراعية في ولاية بنسلفانيا. على إثر ذلك انتقلت الولاياتالمتحدة إلى ''الحرب على الإرهاب'': الوكالات العسكرية والاستخباراتية لاحقت الجناة والعقول المدبرة للهجوم الإرهابي غير المسبوق – المطلوب رقم واحد كان أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة. وبعد ذلك بحوالي عشر سنوات، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما: ''ان الولاياتالمتحدة نفذت عملية أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة''. ولكن تنظيم القاعدة لا يزال موجودًا - ولو بشكل مختلف عما كان عليه في عام 2001. ووفقا لخبراء الإرهاب فهناك مجموعة أساسية مؤلفة من 300 عنصر فقط: تجمعوا حول خليفة بن لادن، أيمن الظواهري، ويشتبه في أنهم ينشطون في المنطقة الحدودية الباكستانية الأفغانية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك جماعات إسلامية متطرفة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية، والتي تستخدم في بعض الأحيان اسم ''القاعدة''، ولكنها تسعى لتحقيق أهدافها الخاصة بعيدًا عن التنظيم الأساسي. القيادة ضعفت الباحث المتخصص في قضايا الارهاب والجماعات الإسلامية، غيدو شتاينبيرغ من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، يرى بأن وفاة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قد أضعفت التنظيم بشكل ملحوظ. فلم يعد لدى المنظمة زعيم يتمتع بقوة الشخصية، الذي يقف فوق خلافات الأجنحة داخل التنظيم، ويقول شتاينبيرغ: ''إن الزعيم الحالي، المصري أيمن الظواهري، كان دائما شخصية مثيرة للجدل داخل التنظيم''. ومع ذلك يقف الظواهري على قمة التنظيم، كما يقول الصحفي وخبير شؤون تنظيم القاعدة ياسين مشربش في مقابلة مع DW. فهو يمثل مع جماعته''عبر أشرطة الفيديو والخطب صورة التنظيم المركزي للقاعدة نحو الخارج. إن لذلك طابعا ملزما (داخل التنظيم) ويرسم التوجه الإيديولوجي''. الفروع والحلفاء بالإضافة إلى التنظيم المركزي للقاعدة هناك جماعات وحركات تابعة رسميا للقاعدة، مقربة من التنظيم الأم، كما يقول الصحفي مشربش: ''مثل هذه الفروع موجودة في العراق وشمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية. في الصومال، تعتبر ميليشيا الشباب نشطة جدا، والتي تضع نفسها تحت تنظيم القاعدة، ولكنها ليست متطابقة معها تماما''. هناك تمثيل قوي للشبكة الإرهابية وحلفائها في الجزائر ومالي وليبيا. وحتى في العراق يتوسع نشاط الإرهابيين. ويتوقع وجود حوالي ألف من أتباع تنظيم القاعدة هناك. النقطة الملتهبة سوريا ويبدو الوضع مماثلا في البلد الجار للعراق؛ أي في سوريا. فهناك، تعززت قوة الجماعات المختلفة التي تقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بما فيها الإسلاميين، كما يقول مشربش، الذي يوضح: ''في سوريا هناك جبهة النصرة الجبهة، المجموعة الجهادية الأهم حاليا''. ولا تشكل هذه الجبهة أي خطر في الوقت الراهن بالنسبة للخارج. ولكن قد يتغير ذلك بسرعة مع انهيار نظام الأسد. وقد تحاول جبهة النصرة تكوين إمارة مصغرة ومهاجمة إسرائيل، كما يخمن مشربش. ''وهذا الهدف صرحت به المجموعة بشكل علني أكثر من مرة''. ومؤخرا ظهرت على وسائل الإعلام منظمة تدعى تنظيم القاعدة في إيران. المحققون الكنديون يتهمون أعضاءها أنهم خططوا لهجوم على قطار سريع في كندا. ولكن الخبراء غير متفقين تماما، حول ما إذا كان لتنظيم القاعدة وجود كبير في إيران. قليل من الأعضاء ولكن الداعمين كُثر العدد الكلي من أتباع تنظيم القاعدة غير معروف، وليس هناك سوى تقديرات غامضة. ياسين مشربش يعتقد ''أن العدد الإجمالي لا يزيد عن 10000 شخص حول العالم، يعتبرون أنفسهم أعضاء في تنظيم القاعدة''. ويقدر الصحفي مشربش عدد الكوادر العاملة في التنظيم بخمسة آلاف. ولكن بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد كبير من المؤيدين وجماعات الدعم. ويرى الباحث في شؤون الارهاب والجماعات الإسلامية غيدو شتاينبرغ بأن القرارات المستقلة حول الاستراتيجيات والتكتيكات متوفرة لدى جميع المجموعات التي ترتبط بالقاعدة أو تدعم هذا التنظيم. ويؤكد شتاينبيرغ بأن التصرف بشكل مستقبل هو أمر مرغوب أحيانا من قبل التنظيم المركزي، ''في عام 2010 أطلق شريط فيديو كبير، ظهر فيه كل قادة القاعدة تقريبا، الذين كان لهم حينها رتبة واسم . قالوا فيه: لا تأتوا إلى باكستان، لا يجب عليكم الارتباط مباشرة بالتنظيم، بل يمكنكم أن تنظروا كيف يمكن أن تقوموا من بلدانكم بنشاطات إرهابية''.