جريمة خلعت قلوب المصريين جميعا، فليس هناك أكثر جرما و بشاعة من ترويع المدنيين الآمنين و اغتيال براءة الأطفال، عشرات المؤتمرات و مئات الإدانات المصرية و الدولية، إلا أن أكثر ما ترسخ في ذاكرة المصريين هو ''رثاء صلاح جاهين'' لأطفال ''مذبحة مدرسة بحر البقر الابتدائية''. شاهد الفيديو العمر لحظة ''الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللي على ورقهم سال.. في قصر الأممالمتحدة مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزي .. دي لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذي .. دمها راسم زهرة، راسم راية ثورة، راسم وجه مؤامرة، راسم خلق جبابرة .. راسم نار راسم عار ع الصهيونية و الاستعمار .. و الدنيا عليهم صابرة و ساكتة على فعل الأباليس .. الدرس انتهى لموا الكراريس''.
الفن المصري أيضا خلّد هذه الجريمة بتحويل قصيدة ''جاهين'' لأغنية، غنتها المطربة ''شادية'' ، ثم ظهرت أيضا أغنية أخرى آداها كورال الأطفال، و لحنها الموسيقار ''بليغ حمدي''. ''محافظتي الشرقية و مدرستي بحر البقر الابتدائية، و كراستي مكتوب عليها تاريخ اليوم، مكتوب على الكراس إسمي، سايل عليها عرقي و دمي، من الجراح اللي بجسمي و من شفايف بتنادي .. يا بلادي يا بلادي أنا بحبك يا بلادي''. ذاكرة السينما المصرية لم تغفل شهداء ''بحر البقر''، و قامت الفنانة ''ماجدة الصباحي'' بإنتاج فيلم يحكي أعقاب نكسة يونيو 1967 وفترة حرب الاستنزاف، و في الأحداث تقع هذه الجريمة، و صورت ''ماجدة'' مشاهد نسف المدرسة و الدمار الذي لحق بها ضمن مشاهد فيلم ''العمر لحظة 1978'' تأليف الكاتب يوسف السباعي ، سيناريو و حوار وجيه نجيب، و إخراج محمد راضي. الحديث عن مجزرة بحر البقر كان مادة خصبة في الأعمال السينمائية و الدرامية، خاصة تلك التي تحكي عن الصراع المصري الإسرائيلي و فترة حرب الاستنزاف، و أعمال قصص الجاسوسية، و منها ''فيلم مهمة في تل أبيب 1992'' بطولة نادية الجندي و كمال الشناوي، إنتاج محمد مختار و إخراج بشير الديك، و أيضا مسلسل ''حرب الجواسيس 2009'' إخراج نادر جلال و قصة و سيناريو و حوار بشير الديك، وهو رواية مكتوبة عن الصحفية ''ليلى عبد السلام''، و التي جندتها المخابرات المصرية داخل إسرائيل.