''موجة من الطقس السيئ تجتاح محافظات الوجه البحري و الساحل الشمالي، و مع هطول غزير للأمطار'' .. هذا كان بيان الأرصاد الجوية للأيام الثلاثة الماضية في مصر، إلا أن الأمر تطرف كثيرا خاصة في عروس البحر الأبيض المتوسط "الإسكندرية"، فكما ارتفع الموج و اشتدت الرياح و هطلت الأمطار، ازداد أيضا "ألش الإسكندرانية" على شبكات التواصل الاجتماعي. "العروسة غرقت"، "التماسيح خرجت من البحر"، "السمك ماشي في الشوارع"، "باليه مائي في شوارع سيدي جابر" .. كلها مجموعة صور انتشرت على موقع "فيسبوك" تدعوا للسخرية من الطقس السيئ الذي عم البلاد، و تبالغ في وصف المشهد بتركيب الصور "فوتوشوب" مثلما حدث مع إعصار "ساندي" في الولاياتالمتحدة أواخر العام الماضي. "البرد أصلا حرام" و "البلد محتاجة سباك مش محافظ" و "البرد فوتوشوب" كانت أبرز التعليقات على هذه الصور، و تداولها مرتادي "فيسبوك" بشكل سريع و ساخر من الطقس الغريب الذي اجتاح مصر، و جاءت صورة أبطال الفيلم الشهير "تايتانيك" يسيران على متن "مشروع – مكروباص" وسط شوارع الإسكندرية العائمة. إلا أن أبرز اللقطات كانت "لباعة جائلين"، أحدهم غطى "حماره" بسترته الخاصة ليحميه من المطر الشديد، و هي الصورة التي انتشرت بسرعة البرق على "فيسبوك" بعنوان "الراحمون يرحمهم الله"، و البائع الآخر جلس ملتحفا بغطائه و أمامه كومة من "اليوستفندي" ينتظر حتى يبيعه و يكتسب رزقه، و الآخر لبائع يركب "عربية كارو" و يسير بها وسط المياه المتجمعة في الشوارع بعنوان "هنا الإسكندرية". صورة أخرى جاءت لفردين من قوات الداخلية واقفين و الماء يغطيهم حتى منتصف أجسادهم، و مكتوب عليها ان وجهوا التحية لمن يضحي براحته في سبيل توفير الراحة لنا. لكن الصورة التي سببت جدلا واسعا، كانت تلك التي نشرتها صفحة "لا لحكم العلمانيين و الليبراليين لمصر"، تهكمت فيها من غرق المحافظة في "شبر ميا"، و محاصرة الناس في بيوتهم و عدم استطاعتهم النزول في الشوارع، و هو ما رأته جزاءً على الصمت وقت حصار "الشيخ المحلاوي" و رفاقه داخل مسجد "القائد ابراهيم" بالإسكندرية منذ أسبوعين.