أعلنت قرية التحسين التابعة لمركز بنى عبيد في الدقهلية، الانفصال الإداري عن المحافظة، والعصيان المدني على الحكومة ونقل تبعيتها مباشرة إلى رئاسة الجمهورية، احتجاجاً على ما اعتبرته تجاهلاً من الحكومات المتعاقبة لتوفير احتياجاتها الأساسية من الخدمات. وبعد معاناة وصلنا للقرية التي استقبلنا المئات من أهلها غاضبين، مؤكدين عدم السماح لأى مسؤول حكومي بدخول القرية سوى الرئيس محمد مرسى أو الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء. وطرد أهالي القرية لجنة من الطرق والتربية والتعليم، شكلها المحافظ، الأحد ، ورفضوا التعامل معها، مؤكدين أنهم لا يتبعون محافظة الدقهلية حالياً، ولن يقبلوا التعامل مع أي مسؤول بها لأنهم وبإرادتهم نقلوا تبعيتهم إلى رئاسة الجمهورية مباشرة. وأكد الأهالي أنهم قرروا تصعيد احتجاجاتهم من مجرد الاعتصام والعصيان المدني ضد الحكومة إلى الانفصال كلياً عن الدقهلية والتوجه بشكل جماعي للاعتصام داخل مخيم أمام قصر الاتحادية الخميس المقبل، لحين الاستجابة لمطالبهم. تبعد القرية نحو 40 كيلومتراً عن مدينة المنصورة، والطريق الوحيد الذى يربط القرية بالطريق الرئيسى لا يتعدى طوله 4 كيلومترات، لكنه استغرق أكثر من نصف ساعة لعبوره بسبب سوء حالته فهو عبارة عن طريق ترابي غير ممهد، وممتلئ بالمنحنيات والحفر، لا يتعدى عرضه 4 أمتار ولا يصلح لسير السيارات ويسير معه بالتوازي ترعة عمقها 10 أمتار. وبرر مصطفى صلاح، محام، من أبناء القرية، إعلان القرية الاعتصام والعصيان المدني السلمى، بأنه احتجاج على ما عانوه منذ سنوات من تجاهل الحكومة لمطالبهم البسيطة، التي تتمثل في طريق ممهد ومدرسة جديدة ووحدة صحية وهى من الحقوق التي تنص عليها المواثيق والقوانين الدولية. وقال مصطفى: ''القرية يعيش فيها نحو 3 آلاف مواطن معزولين تماماً عن العالم الخارجي، ورغم أنها أنجبت مهندسين ومحامين وطلبة جامعات، إلا أن أهلها مازالوا يعيشون في عزلة، لأن الحكومة لا تذكرهم ولا تقدم لهم الخدمات الأساسية ومعظم الخدمات الموجودة في القرية تمت بالجهود الذاتية''. وأضاف: ''في الشتاء ومع أقل كمية من الأمطار يتحول الطريق إلى بركة كبيرة من الطين ويصبح زلقاً جداً مما يتسبب في سقوط الأهالي في الترعة، وشكونا أكثر من مرة للمحافظ ولرئيس مجلس الوزراء، واعتصمنا عشرات المرات قبل الثورة وبعدها وكل ما حصلنا عليه وعود لم تنفذ، فجاءت فكرة العصيان المدني لنجبر العالم أن يسمع صوتنا''. وقال أحمد إبراهيم معروف، من أهالي القرية، منفعلاً: «إحنا بنى آدمين مش حيوانات، علشان الحكومة تنسانا في الخدمات وتفتكرنا بس في تحصيل الفواتير والضرائب والديون على الأراضي، وإحنا معتصمين ومش ها ندفع ولا مليم للحكومة، يقطعوا الكهرباء أو الميه أو حتى العيش مش هانتراجع، إحنا اتبهدلنا كتير ومش ها نقبل إن أولادنا يتبهدلوا زينا، الناس بتموت على الطريق والبلطجية بيتعرضوا للبنات على الطريق لأنه مظلم ومقطوع». وأضاف: ''المدرسات رفضوا ييجوا المدرسة الوحيدة المتهالكة لأن البلطجية طلعوا على مدرستين وسرقوا ذهبهم وهم فى طريقهم للقرية وطاردوهم لحد أول البلد والحكومة ما عملتش لهم حاجة''. وقال محمد الشربينى عبدالهادى: ''مفيش مدارس بالقرية غيرالمدرسة الابتدائى الآيلة للسقوط، وبناتنا بيضطروا يسافروا كل يوم أكثر من 7 كيلومتر، منهم 4 كيلومتر سيراً على الأقدام، علشان يخرجوا من البلد وبيتعرضوا لسخافات كتير، وعلشان كده أمهات وآباء كتير بيخرجوا مع بناتهم يومياً خوفاً عليهم، ومع ذلك كانت الأولى على الثانوى التجارى السنة اللى فاتت من بلدنا''. وتساءل عبدالهادى: طهل يرضى رئيس الجمهورية أن تتعرض بنته للبهدلة دى، ربنا هايسألك يا ريس عننا يوم القيامة''. وشكت شادية عبدالحليم متولى مندور، من أهالي القرية، من عدم وجود وحدة صحية أو عيادة خاصة أو عامة. وقالت: ''إحنا بنموت فى البلد كل يوم ولا حد حاسس بينا، ولو حد تعب بنشيله على كتافنا علشان نوديه مستشفى في بنى عبيد أو المنصورة، ولو طلبنا إسعاف السواقين بيرفضوا يدخلوا القرية ويقفوا على الطريق العمومي بسبب طريق القرية اللى بنسميه طريق الموت، ويقولوا لنا أنتم عايشين هنا إزاى، والعيل يموت قبل ما يلاقى حد ينقذه''.