أصبح شهر رمضان هو الموسم الرابح لمنتجي الأعمال الدرامية والفنانين أيضا، لأنه يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة لدى الجمهور لدرجة أن رمضان 2012 كان مليئا بتنويعة مختلفة من المسلسلات وصل عددها لما يقرب من 65 مسلسلا تقريبا، مما أدى لاستياء الكثيرين من زخم الأعمال الدرامية المعروضة على الشاشة، بالإضافة إلى أنه تم تأجيل بعض الأعمال الدرامية لعدم قدرتها على اللحاق بماراثون العرض الرمضانى. يأتي ذلك بسبب عدم قدرة صناع الدراما على الانتهاء من تصوير جميع مشاهد العمل وإتمام عملية المونتاج أيضا، مما صعب على منتجي تلك الأعمال عرضها فى رمضان 2012 ،وأدى ذلك للجوءهم لخلق موسم درامى جديد لعرض مسلسلاتهم فيه رغم صعوبة الموقف بالنسبة لهم فى تسويق هذه الأعمال بالنسبة للعرض التلفزيونى، فتعرضوا لخسائر مادية فادحة وبالتالى سينعكس ذلك على مستوى الدراما المصرية .
لذلك نستعرض فى هذا التحقيق رأى بعض المنتجين وصناع الدراما المصرية حول مدى ضرورة إنهاء هذه الأزمة التى طالت الدراما المصرية لسنوات طويلة من خلال محاولة خلق موسم جديد للأعمال الدرامية بعيدا عن تكدس المسلسلات فى شهر رمضان فقط، فيؤدى ذلك لظلم كثير من الأعمال المميزة وعدم تحقيق النجاح المتوقع لها لعدم قدرة المشاهد على التركيز مع أكثر من عمل درامى فى وقت واحد وساهم ذلك فى تراجع مستوى الدراما المصرية مقارنة بالتركية واللبنانية أيضا
فى البداية يقول المنتج محمد فوزي، أن عرض المسلسلات طوال العام يصب في صالح الدراما المصرية دون شك، ويعود أيضا بالفائدة على المنتجين، بدلا من الخسائر الفادحة التي نخسرها بسبب الزخم الرمضاني، كما أن هذا الأمر يعطي مجالا أكبر للمشاهد في مشاهدة العمل الذي يرغب فيه طوال العام بتركيز .
وأكد فوزى، أن سبب حصر الموسم الدرامي في رمضان يرجع لأصحاب القنوات التي تعرض المسلسلات، فهم السبب في ذلك حيث يسهل تسويق هذه المسلسلات فى شهر ر مضان عن أى شهر آخر فى السنة بالإضافة إلى أنهم لا يبحثون عن الأعمال الدرامية الجديده لشرائها إلا قبل بداية الشهر مباشرة. .
أما المنتج عصام شعبان فيقول ، أن سباق العرض الرمضاني لم يعد مربحا بسبب كثرة الأعمال المعروضة التي تفوق قدرة استيعاب السوق مما يتسبب في خسائر فادحه للمنتجين، وينعكس ذلك بالسلب على مستوى وجودة الدراما المقدمة .
وأضاف شعبان أن المنتجين الآن باتت لديهم الثقة في ضرورة خلق موسم جديد للدراما، فالأعمال التركية أصبحت تحقق نسبة مشاهدة عالية جدا طوال العام، مما يؤكد أن المشاهد المصري يبحث طوال العام عن الدراما الجديدة والجيدة .
من ناحيته أشار المنتج عمرو الجابري ، أنهم يجب أن يبحثوا عن حلول لهذه الأزمة التي أصبحت السبب في خسارة فادحة للمنتجين مما يؤثر فى النهاية على مستوى الدراما عامة. . وأضاف الجابري أن القنوات طوال العام تعرض الأعمال التركية بسبب فقر المسلسلات المصرية التى تستحق عرضها ، مشيرا إلى أنه عند عرض فكرة خلق موسم جديد على أصحاب القنوات لا نجد ردا، فنحن كمنتجين قمنا بمناقشة هذه القضية مرارا وتكرارا، بل وعرضنا على أصحاب القنوات الذين يتهموننا بالمغالاة في تسويق المسلسلات أن يعطونا ميزانيتهم طوال العام، كي ننتج أعمالا تتناسب مع ميزانيتهم ونضمن مشاركة النجوم أو السوبر ستار فيها أيضا بنصف أجورهم التي يتقاضونها عن أعمال رمضان وبالفعل لقينا ترحيبا كبيرا من الفنانين أما أصحاب القنوات فلا حياة لمن تنادى .
وتابع الجابرى ، أن حصر الدراما في موسم واحد يتسبب في خسارة فادحة لكل العاملين بمجال الفن، فلا أحد يحب أن يعمل خمسة أشهر في العام فقط، وهذا ما يحدث أيضا في السينما فقد حصرها صناعها في مواسم بعينها، فتضطر بذلك دور العرض السينمائى للبحث عن الأفلام الأجنبية لعرضها بدلا من أفلامنا العربية .
من جانبهم ، أكد العديد من الفنانين ومنهم أمير كرارة ويوسف الشريف وشيري عادل وداليا البحيري وعمرو رمزي وميرفت أمين ودلال عبد العزيز، أنه لا مانع لديهم من تقديم أعمال درامية خارج سباق الموسم الرمضاني وأن ما يهمهم فقط هو السيناريو الجيد والإنتاج الذي يظهر العمل بشكل مميز للجمهور .