بعد خروج مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» من السباق الرمضاني الماضي ورغبة عادل إمام في عرضه فور انتهاء تصويره جعلنا أمام موسم تليفزيوني قادم بعيدًا عن حلبة سباق رمضان الفكرة قد تلاقي القبول خلال الأيام المقبلة من جانب عدد من النجوم والمنتجين بعد اعلان كل من هيفاء وهبي والمنتج مجدي الهواري رغبتهما في عرض مسلسل «مولد وصاحبه غايب» بعد رمضان كذلك منتج مسلسل «كاريوكا» الذي سوف يستكمل التصوير بعد عيد الفطر للانتهاء منه قبل بداية 2012 استعدادًا لموسم جديد. منتجو الدراما رحبوا بالفكرة لكن هل تستجيب الفضائيات والمعلنون؟ المنتج عصام شعبان يتمني أن يكون هناك أكثر من موسم بخلاف رمضان لأن المنتج يتعامل بمنطق المكسب والخسارة مع الأعمال التي ينتجها، بمعني أنه يجب أن يحقق المسلسل ربحا بخلاف تغطية التكلفة التي تم صرفها علي المسلسل وبهذا المنطق فإن الفضائيات لن تشتري المسلسلات بنفس سعر رمضان ولو أن الدقيقة الإعلانية في رمضان ب 10 آلاف جنيه فلن يستطيع المسلسل أن يحقق ربع سعرها في الوقت العادي، لأن كل ما يهم المعلن هو كثافة المشاهدة ونظر لأن الأعمال الرمضانية تتكلف مبالغ باهظة للغاية فالحل كما يري شعبان هو أن تقوم شركات الدراما بإنتاج أعمال متوسطة التكلفة لهذا الموسم كنوع من التجربة ولو نجح الموضوع تنتج أعمالاً بميزانيات كبيرة. وأضاف شعبان أن المسلسلات التركية تعرض طوال السنة لأن أسعارها أقل وبالتالي لن يضر القناة لو عرضت خارج رمضان ونفس الحال للفضائيات ومع هذا فإن كثافة المشاهدة لها تجلب إعلانات كثيرة. أما المنتج والمخرج مجدي الهواري فيرحب بالفكرة ويؤكد أن نجم السينما عندما يدخل التليفزيون لابد من تقديمه خارج رمضان حتي يخرج من المنافسة الشرسة التي نجد خلالها كمًا كبيرًا من المسلسلات التي تعرض في رمضان ومهما كانت جودة العمل فلن يستطيع أن يحصل علي نسبة مشاهدة عالية ولكن لو تم عرضه في موسم آخر فإنه سيحصل علي نسبة مشاهدة أكبر وبالتالي لو نمي إلي علم المعلنين أن نجوم سينما كبار امثال محمد سعد أو عادل إمام أو عمرو دياب سوف يعرض مسلسلهم مهما كان ميعاده سيتسابقون علي حجز الدقائق الإعلانية بضمان اسم وشعبية النجم وهذا ما اخترته لمسلسل «مولد وصاحبه غايب» الذي تعاقدت مع هيفاء علي بطولته وأعتقد أن الفكرة تستحق الدراسة وإذا تكاتف المنتجون لتحقيقها سننجح ونخرج من عنق الزجاجة والعرض الرمضاني وتكون هناك مسلسلات جديدة طول العام. فيما أكد المنتج خالد حلمي أن وجود موسم جديد للدراما بخلاف رمضان أمنية من الصعب تحقيقها هكذا وأضاف قائلاً لأن المعلنين هم الذين يحركون السوق الدرامية بمعني أن سعر الدقيقة الإعلانية في رمضان أغلي من أي وقت عادي لأن كثافة المشاهدة تتركز في رمضان وعلي هذا الأساس، الفضائيات تحدد ثمن المسلسل الذي تشتريه وبالتالي أنا كمنتج أعمل علي ردود أفعال المعلن والفضائيات. وأضاف حلمي أن 60% من تكلفة المسلسل يتم تعويضها من تسويق المسلسل في رمضان سواء كان العرض حصريا أو بالتزامن بين أكثر من فضائية والدليل علي ذلك أن المنتج محمد فوزي عندما خرج من السباق الرمضاني العام الماضي بمسلسلاته الأربعة رفض عرضها في الأيام العادية وانتظر وقام بتسويقها لرمضان القادم. وإذا كان بعض النجوم يطالبون بعرض مسلسلاتهم في موسم جديد بعد رمضان فإن هذا الأمر صعب تحقيقه لأن المعلن إذا كان يشتري مسلسلاً لشعبية بطله فإن الثمن الذي يشتري به في موسم عادي لن تصل لنفس سعر رمضان وبالتالي فإن اسم النجم مهما كانت شعبيته لن يجبر المعلنين علي دفع دقيقة إعلانية بسعر رمضان. أما المنتج أحمد الجابري فقد أيد الفكرة بشدة مؤكدا أنها لن تصلح إلا مع المسلسلات ذات التكلفة المتوسطة لأن مسلسلات النجوم لا تصلح سوي للعرض الرمضاني خاصة أن أسعار رمضان تختلف عن أسعار باقي شهور السنة والمنتج هدفه الأساسي هو الربح إلا أن هذا لا يمنع من إنتاج مسلسلات ذات تكلفة بسيطة وبوجوه جديدة يتم انتاجها وعرضها في مواسم أخري لخلق مواسم جديدة حتي لا يحدث التكدس الرمضاني الذي يحدث كل عام كما أنها فرصة جيدة لاكتشاف مواهب جديدة وإعطاء الفرصة لشباب النجوم لاظهار مواهبهم. أما بالنسبة للأعمال الضخمة فمكانها الوحيد رمضان لأن الفضائيات هي المتحكم الأول في هذا الأمر من خلال الوكالات الإعلانية المسيطر والمهيمن علي سوق الدراما. ومن جانبه رفض المنتج صفوت غطاس الفكرة جملة وتفصيلا لأنه يري أن مسلسلات كبار النجوم لا يمكن عرضها إلا في رمضان لأن الجمهور متعطش طول العام لرؤية نجمه المفضل الذي سيراه في رمضان أما إذا تم فتح أسواق جديدة للدراما وتم زج مسلسل فمسلسل كل شهر لن يكون هناك أي جديد ينتظره المشاهد كما أن المنتج سيخسر لأن نسبة المشاهدة تكون أقوي في رمضان وبالتالي كم الإعلانات سيؤثر بشكل كبير مما سيؤثر بالتبعية علي أسعار بيع العمل مقارنة بميزانية العمل الضخمة وهي خسارة كبيرة للمنتج.