بغداد (رويترز) - قال مسؤولون أمنيون ان مقتل أسامة بن لادن على أيدي قوات أمريكية خاصة في باكستان قد لا يكون له أي تأثير يذكر على تنظيم القاعدة في العراق الذي لا يزال بامكانه - رغم ما تعرض له من اضعاف - شن هجمات دموية خلال السنوات العشر القادمة. ويقول المسؤولون الامنيون ان تنظيم القاعدة في العراق وهو تنظيم محلي الى حد كبير ولا تربطه علاقات كبيرة بقيادة التنظيم ربما يسعى الان للانتقام لمقتل بن لادن الذي كان اكثر المطلوبين في العالم لكنه قد يصبح على المدى الطويل شوكة في جانب الحكومة العراقية اكثر منه قوة مزعزعة للاستقرار. وقال كمال علي حسين وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات لرويترز "لا يوجد شيء اسمه القضاء نهائيا على هذا التنظيم. هذا تنظيم عقائدي ولا يمكن القضاء نهائيا على فكر أو عقيدة." وأصبح العراق جبهة في الحرب الامريكية على الارهاب عندما استقر تنظيم القاعدة فيه بعد غزو عام 2003 الذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ومع اعتبار القوات الامريكية قوة احتلال في نظر الكثير من العراقيين وجدت القاعدة في ذلك اساسا خصبا لتجنيد اعضاء للتنظيم. وانجذب الالاف من العراقيين السنة الى القاعدة وبعد ذلك لدولة العراق الاسلامية التابعة للتنظيم والتي تولت دور القيادة في العمليات المسلحة وقادت صراعا طائفيا أودى بحياة عشرات الالاف من الاشخاص. وانقلب الكثير من المسلحين السنة في نهاية المطاف ضد القاعدة. وتشير تقديرات كمال الى ان التنظيم تضرر بنحو 50 في المئة لكنه حذر من أن العراق سيحتاج الى عشر سنوات على الاقل للحد بشكل كبير من انشطة هذا التنظيم. ويقول القادة العسكريون العراقيون والامريكيون انهم ألحقوا اضرارا جسيمية بتنظيم القاعدة في العراق وقطعوا خطوط اتصاله مع بن لادن وقيادة التنظيم. وفي العام الماضي قتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو ايوب المصري وقائد دولة العراق الاسلامية ابو عمر البغدادي في هجوم مسلح. لكن القاعدة سرعان ما اختارت زعيمين جديدين. وقال اللواء فاضل برواري قائد قوات مكافحة الارهاب وهي قوة عراقية خاصة " لا مستقبل للقاعدة في العراق. نحن مصصمون على تدمير هذا التنظيم والقضاء عليه وعلى كل خلاياه مهما حصل. سنقاتلهم ونقضي عليهم حتى اخر رجل فيهم." واضاف انه تم تدمير نحو 70 في المئة من قوة تنظيم القاعدة في العراق. وقال كمال ان القاعدة اثبتت نفسها رغم ذلك كقوة فتاكة. وأضاف ان تنظيم القاعدة في العراق الذي يتم تمويله محليا من خلال الابتزاز والخطف مقابل الفدي مسؤول عن نحو 70 في المئة من الهجمات في جميع انحاء البلاد. ووجهت السلطات اصابع الاتهام للقاعدة في اسوأ هجوم وقع في الاونة الاخيرة عندما هاجمت مجموعة من الانتحاريين والمسلحين مبنى مجلس المحافظة في مدينة تكريت مسقط راس صدام حسين في مارس اذار الماضي مما اسفر عن مقتل 58 شخصا على الاقل واصابة ما يقرب من 100 اخرين. واعلنت قوات الامن العراقية حالة التأهب القصوى هذا الاسبوع وقالت انها تتوقع حدوث هجمات انتقامية بعد مقتل بن لادن. وشهدت بغداد انتشارا كثيفا لقوات الامن في الشوارع خلال الايام القليلة الماضية. ولقي 20 شخصا على الاقل حتفهم واصيب 80 اخرون اليوم الخميس عندما صدم مهاجم انتحاري سيارة ملغومة بمبنى تابع للشرطة في مدينة الحلة التي تقطنها اغلبية شيعية. وأشار صادق المحنا نائب محافظ بابل بأصابع الاتهام الى تنظيم القاعدة. وقال "قلناها سابقا ونقولها الان القاعدة لن تنتهي بمقتل زعيمها." وفي حين رحب الكثير من العراقيين بمقتل بن لادن الا ان بعض السنة يقولون ان ارثه سيبقى داخل الجماعات المسلحة العراقية. وقال سالم الحديدي من الموصل وهو مسلح سني سابق في الموصل المعقل الاخير للقاعدة في العراق " اسامة ابن لادن هو الاب الروحي لتنظيم القاعدة ولا اعتقد ان مقتله سيؤثر على العمليات المسلحة في العراق." وتابع " القاعدة لديها روح المطاولة ومع مرور الوقت سيكون هناك عمليات نوعية لاثبات الوجود وفي اشارة الى ان ابن لادن لم يكن هو المخطط الوحيد والقائد الوحيد لتنظيم القاعدة."