القدس (رويترز) - يعتزم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال زيارته لبريطانيا وفرنسا في تصوير اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين على أنه ضربة لجهود السلام. ويجري نتنياهو محادثات في لندن مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاربعاء ومع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس يوم الخميس. وستكون هذه أول جولة خارجية لرئيس الوزراء الاسرائيلي منذ الاعلان الاسبوع الماضي عن الاتفاق الذي يدعو الى تشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات فلسطينية هذا العام. وقال مسؤول اسرائيلي يوم الثلاثاء "هذه مشكلة كبيرة وتثير جميع أنواع التساؤلات وستكون تلك المشكلة مطروحة بالتأكيد على الطاولة. "اذا كان (الفلسطينيون) سيشكلون حكومة وحدة مع حماس فلا شك في أن هذه خطوة في الاتجاه الخاطئ.. خطوة سلبية للغاية." واضاف موضحا موقف نتنياهو "نحن نريد أن تمضي العملية مع الفلسطينيين قدما بالتأكيد لكن رفضهم للحوار مشكلة حتى الان ثم جاء قرارهم اشراك حماس وهي نقيض السلام ليؤدي الى تفاقم وضع سلبي بالفعل." وانهارت المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية بعد قليل من إحيائها في سبتمبر أيلول بسبب رفض نتنياهو تمديد تجميد مؤقت للبناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. ويقول الزعماء الفلسطينيون ان المصالحة مع حماس تستجيب لرغبة شعبية عميقة في انهاء الخلافات الداخلية. كما قالوا ان الحكومة الجديدة ستتألف من مستقلين وان المحادثات مع اسرائيل ستظل مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية التي لا تنتمي اليها خماس. وعلقت اسرائيل يوم الاحد تحويل 105 ملايين دولار من أموال الضرائب والرسوم التي تحصلها لحساب السلطة الفلسطينية ردا على الاتفاق وهي خطوة من المرجح إثارتها أثناء محادثات نينياهو في بريطانيا وفرنسا. وقد تعزز الوحدة الفسلطينية كذلك مسعى عباس المتوقع للفوز باعتراف الاممالمتحدة بدولة فلسطينية في سبتمبر أيلول وهو الموعد الذي حددته الولاياتالمتحدة للتوصل الى اتفاق للسلام عندما استؤنفت محادثات السلام لفترة قصيرة قبل ثمانية أشهر. وتقوم اسرائيل بحملة ديلوماسية لعرقلة أي تصديق من جانب الاممالمتحدة على الدولة الفلسطينية. ويلقي نتنياهو كلمة أمام اجتماع مشترك للكونجرس الامريكي بعد ثلاثة أسابيع ويهدف للتركيز على الاضطرابات في المنطقة والبرنامج النووي الايراني والقضية الفلسطينية. ولم يذكر تفاصيل محددة عما سيتطرق اليه. وقال المسؤول الاسرائيلي ان هذه القضايا ستطرح على الطاولة في محادثات نتنياهو في بريطانيا وفرنسا لكن اتفاق الوحدة الفلسطينية سيكون "في الصدارة وفي الحور". وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الاثنين ان بريطانيا ترحب باتفاق المصالحة الفلسطينية. وقال هيج للصحفيين أثناء زيارة للقاهرة "بالطبع ينبغي الانتهاء من كثير من التفاصيل وسيتعين علينا الحكم على كل شخص بأفعاله ونواياه." وقال المسؤول الاسرائيلي ان اشادة حماس بأسامة بن لادن جديرة بأن تسترعي انتباه كل من لا يرى أن حماس ليست سوى منظمة اسلامية متطرفة.