واشنطن: دعت الخارجية الامريكية حركة حماس الى نبذ العنف والاعتراف باسرائيل ،مشيرة الى انها ستنظر في تشكيلة أي حكومة فلسطينية جديدة قبل ان تتخذ أي خطوات بشأن المساعدات في المستقبل. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي"عن المتحدث باسم البيت الأبيض جاري كارني قوله "إنه يجب ضمان تنفيذ الاتفاق بطريقة تضمن التقدم باتجاه تحقيق السلام مع إسرائيل ،مشيرا إلى أن بلاده تسعى للحصول على المزيد من التفاصيل حول الاتفاق". وطالب كارني بضرورة أن يضمن الفلسطينيون تنفيذ اتفاق المصالحة بشكل يعزز فرص السلام بدلا من أن يقوضها. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن بلاده ستنتظر لترى التطبيق الواقعي للاتفاق مضيفا "ما زلنا لا نعلم ما هي التغييرات التي ستحدث على المستوى الحكومي ان حدثت تغييرات". وجدد تونر دعوة واشنطن ل"حماس" بأن تعترف بحق اسرائيل في الوجود وتنبذ العنف وتلتزم باتفاقات السلام المؤقتة اذا كانت ترغب في القيام بدور جاد في العملية السياسية. وجدير بالذكر أن حركتا "حماس" و"فتح" الفلسطينيتان قد وقعتا أمس الأربعاء اتفاقا للمصالحة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة ينهي اربع سنوات من الإنقسام بينهما وينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتبادل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي حماس خالد مشعل الحديث وديا وتصافحا قبل دخولهما القاعة للمشاركة في احتفال التوقيع. وقال عباس في خطابه إن "صفحة الانقسام السوداء طويت الى الأبد". واضاف "اليوم نتجاوز كل المرارات وننطلق ابناء شعب موحد لانجاز حقوق شعبنا". اما مشعل فأكد ان حماس "مستعدة لدفع كل ثمن من اجل اتمام المصالحة وتحويل النصوص الى واقع على الارض". واعلن أن حماس مستعدة "للاحتكام للانتخابات في اقرب فرصة في ظل ظروف مواتية". وأوضح أن الحركة ستعمل على اقامة "دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على ارض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشريف". وكانت "فتح" و"حماس" اعلنتا على نحو مفاجئ يوم 27 أبريل/نيسان الماضي توصلهما الى اتفاق على تشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات مستقلة تمهيدا لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة خلال عام. وقال مراد موافي مدير الاستخبارات المصرية ان مصر ستواكب جميع خطوات المصالحة الفلسطينية بعد الآن. وفي المقابل، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس هو "ضربة قاسية للسلام". وصرح نتنياهو للصحفيين قبل محادثاته مساء الاربعاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "ما حدث في القاهرة هو ضربة قاسية للسلام ونصر عظيم للارهاب". وقال "قبل ثلاثة ايام مني الارهاب بهزيمة مدوية بالقضاء على بن لادن. وفي القاهرة حقق الارهاب انتصارا". من جهتها, اعتبرت بريطانيا ان اتفاق المصالحة بين الفلسطينيين يمكن ان يشكل "خطوة الى الامام". وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون " إنها لحظة مواصلة عملية السلام في الشرق الاوسط لا تجاهلها". وقال المتحدث ايضا "سنحكم بالتاكيد على اي حكومة فلسطينية وفقا لاعمالها. نريد ان تتخلى الحكومة الفلسطينية عن العنف وتلتزم عملية سلام بناءة". وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الاربعاء ان فرنسا تنوي تحويل مؤتمر للبلدان المانحة للدولة الفلسطينية المقبلة في أواخر يونيو/حزيران المقبل, الى "مؤتمر سياسي حقيقي" حول احياء عملية السلام. وسيحاول الرئيس نيكولا ساركوزي اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يستقبله الخميس في قصر الاليزيه بهذه الفكرة. وقال جوبيه امام لجنة الشئون الخارجية بالجمعية الوطنية " إذا لم تدرك الحكومة الاسرائيلية عواقب التعديلات الجيوستراتيجية التي تحصل حولها, فانها تتجه نحو صعوبات خطيرة،ان مصر اليوم لم تعد مصر مبارك".