بسماية (العراق) (رويترز) - يشعر بعض الجنود العراقيين بالقلق ازاء انسحاب القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية العام الحالي ويقولون ان قوات الامن العراقية تحتاج الى مزيد من التدريب لاستخدام الدبابات والطائرات الحديثة التي اشترتها. وتحول الجيش الامريكي الى مهمة اسداء النصح والمشورة لقوات شرطة وجيش العراق البالغ قوامها 660 الف فرد بعد ان انهى العمليات القتالية في اغسطس اب الماضي. لكن قدرة القوات العراقية على صد تمرد ما زال قويا يظل أمرا يبعث على القلق بين الكثيرين. ومن المقرر ان تغادر القوات الامريكية العراق بحلول 31 ديسمبر كانون الاول بموجب اتفاقية امنية بين البلدين وذلك بعد ثماني سنوات من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة والذي اطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقال جندي عراقي يدعى كريم صالح لرويترز يوم الاثنين خلال تدريب بالذخيرة الحية في معسكر تدريب بسماية على مسافة 90 كيلومترا جنوب شرقي بغداد "الجيش العراقي يحتاج الامريكيين من أجل التدريب لان معظم الاسلحة حديثة ونحن في حاجة للتدريب على استخدامها." وقال الضابط عباس فاضل قائد معسكر بسماية انه لا يخوض في السياسة لان هذا موكول للحكومة لكنه اوضح ان القوات العراقية في حاجة الى هذا التدريب. وقال انهم يريدون هذا التدريب من اجل الشعب واوضح ان من المهم بالنسبة لهم بقاء قوات أمريكية للتدريب بعد عام 2011. واشترى العراق مجموعة من العتاد العسكري الحديث لتعزيز قواته من بينها حاملات جند مدرعة وزوارق دورية ودبابات ام 1 ايه 1 ابرامز ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع والتي تجر على عجل. ومن المتوقع ان يتسلم 99 دبابة من طراز ام 1 ايه 1 ابرامز من بين 140 بحلول نهاية هذا الشهر على ان يتسلم الباقي بحول نهاية العام. لكن بعض الاسلحة الثقيلة لن تسلم الا بعد 2011 ويشعر بعض المسؤولين العراقيين بالقلق من ان التدريب المتلقى بحلول رحيل القوات الامريكية لن يكون كافيا لتشغيلها. ويتركز معظم تدريب القوات الامريكية على الجيش العراقي والشرطة العراقية. وبالمقارنة فان القوات البحرية والجوية أقل تطورا. وتعرضت القوات البحرية والجوية لانتكاسة كبيرة في وقت مبكر من هذا العام بعد ان حول العراق أموالا كانت مخصصة لشراء مقاتلات اف-16 الى مشروع قومي لنظام الحصص الغذائية. وما زالت عمليات القصف والقتل تحدث بشكل يومي. ورغم تراجع العنف الطائفي عن ذروته التي بلغها في عامي 2006 و2007 الا ان المسلحين من الشيعة والسنة ما زال بمقدورهم شن هجمات قاتلة. وأدى تفجير سيارتين ملغومتين يقودهما انتحاريان الى مقتل خمسة اشخاص واصابة 20 اخرين يوم الاثنين بالقرب من البوابة الغربية للمنطقة الخضراء المحصنة والتي من المقرر ان يستضيف فيها العراق قمة للجامعة العربية الشهر القادم. وخلال زيارة للعراق في الاونة الاخيرة طالب وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الحكومة العراقية بأن تقرر على وجه السرعة ما اذا كانت تريد بقاء القوات الامريكية لفترة اطول. ويقول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان قوات الشرطة والجيش بالعراق جاهزة وانه لن تكون هناك حاجة للقوات الامريكية بعد نهاية العام. وأظهرت القوات العراقية في بسماية يوم الاثنين قدرتها باداء استعراض على كيفية عمل القوات الجوية والجيش سويا. وقال الجندي العراقي كريم صالح الذي تدرب في بسماية على ايدي جنود أمريكيين ان القوات الامريكية كان لها أثر كبير في تطوير القدرات القتالية للجيش العراقي لكنه أكد على الحاجة لمزيد من التدريب بعد عام 2011 للمساعدة في تحديث قوات الامن. وقال "المدربون العراقيون اصبحوا يمتلكون الخبرة ولكن ليس على نفس مستوى المدربين الامريكيين." وتابع "دونهم سيظل الجيش العراقي دون تغيير ولن يتطور.. يجب على الحكومة العراقية ان تبقي على الامريكيين لتدريب جيشنا."