عمان (رويترز) - أعلن زعيم جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا دعمه للمحتجين المؤيدين للديمقراطية الذين خرجوا في مواجهة السلطات السورية قائلا ان حملة القمع العنيف ساهمت في اذكاء الاضطرابات. وفي مقابلة مع رويترز قال المراقب العام لحركة الاخوان المسلمين في سوريا المهندس محمد رياض شقفة من منفاه في السعودية ان الاخوان لا يقفون وراء الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع في سوريا ولكنهم يؤيدون مطالبة المحتجين بمزيد من الحريات. وقمعت حركة شقفة في سوريا بعدما تحدت نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس بشار الذي تمكن من اخماد انتفاضة مسلحة قام بها الاخوان في مدينة حماة عام 1982 مما أدى الى مقتل الالاف. وما زالت عقوبة العضوية في الاخوان المسلمين هي الاعدام بمقتضى قانون صدر في عام 1980. وقال شقفة الذي أنهت حركته في العام الماضي هدنة مع الاسد دامت 18 شهرا "نحن مع مطالب الشعب وبياناتنا موجهة للجميع وليس لدينا تنظيم في الداخل بسبب القانون 49 لعام 1980 الذي يحكم بالاعدام لمجرد الانتماء للاخوان مع أن لنا امتدادا شعبيا واسعا." وأضاف أن الوعود الغامضة الخاصة بالاصلاح من جانب الرئيس الاسد هي "بعض المسكنات وبعض الرشاوى لتفكيك اجماع الشعب". وطالب برفع حالة الطوارئ وانهاء احتكار حزب البعث للسلطة والافراج عن الاف المعتقلين السياسيين واجراء انتخابات حرة وحرية التعبير وحرية التجمع. وتعود جذور حركة الاخوان السورية الى الايديولوجيا الاسلامية التي نشأت في مصر. ولها صلات وثيقة بحركة حماس الفلسطينية التي تدعمها سوريا وايران. ولعبت الصلة بحماس دورا مهما في قرار الحركة وقف معارضة حزب البعث قبل عامين. وقال مسؤولون في الاخوان انذاك ان الاولوية صارت لمقاومة اسرائيل بدلا من الاطاحة بالقيادة السورية. وانتقدت شخصيات معارضة وحقوقية داخل سوريا تلك الخطوة بوصفها ارتماء في حضن الاسد بينما يسعى لابرام اتفاق للسلام مع اسرائيل. وقال شقفة ان الاخوان جددوا دورهم المعارض قبل عدة شهور. ونفى شقفة معلومات عن أن الاخوان اجتمعوا قبل أسبوعين في اسطنبول مع قائد الشرطة السرية السورية لابرام اتفاق تعود الحركة بموجبه للعمل في سوريا مع الغاء القانون الذي يحظر الحركة. وأضاف أن ذلك "كلام لاأصل له ويظهر أنه من ترويج جهات مشبوهة تريد المس من هيبة الجماعة ومصداقيتها.. السلطات السورية مصابة بالرعب من موجة الاحتجاجات وظنت أن القمع والقتل سيخيف الجماهير فكان المردود عكس ماظنوا فزادها القمع اشتعالا. وقتل أكثر من 90 شخصا على يد قوات الامن ومنهم عشرات من المحتجين العزل. وانتشرت الاحتجاجات في مختلف أنحاء سوريا على الرغم من محاولات الاسد نزع فتيل حالة السخط بتقديم مبادرات متعلقة بمطالب انهاء حالة الطوارئ واسترضاء الاقلية الكردية والسنة. واتهم شقفة الاسد باللعب على المخاوف الطائفية ليبقى في السلطة وأضاف أن الاخوان لا يريدون أن تصير سوريا دولة اسلامية. وقال "الواضح أن المستبدين كلهم ينسجون على منوال واحد فكلهم اتهموا شعوبهم بالخضوع لمؤامرة خارجية واستعملوا العنف وتدرجوا بالمراوغة حتى خرجوا صاغرين." وقال الاسد الذي ينتمي لاقلية علوية تشكل عشرة في المئة من سكان سوريا ان الاحتجاجات جزء من مؤامرة أجنبية لزرع بذور الصدام الطائفي. واستخدم والده الراحل حافظ الاسد اللغة ذاتها حينما أرسل قوات غالبيتها من العلويين الى مدينة حماة عام 1982 للاجهاز على جماعة الاخوان المسلمين وجناحها المسلح. وقال شقفة "تلويح بشار بالفتنة الطائفية لن يفيده لان الشعب واع لهذه المكيدة ويشارك في الاحتجاجات بكل فئاته وطوائفه." وسئل شقفة عن النظام الذي يريده الاخوان المسلمون اذا امتدت الثورات العربية لتشمل سوريا وأزالت هرم السلطة فقال "نحن نسعى الى بناء دولة مدنية يتمتع فيها المواطنون بالحرية وبحقوق المواطنة كاملة دون تمييز ونؤمن بالتعددية السياسية وبالتداول السلمي للسلطة والاحتكام لصناديق الاقتراع وبعد الوصول الى هذه المرحلة نقدم برنامجنا للشعب المبني عل حكم مدني بمرجعية اسلامية وللشعب أن يختار."