أكد الدكتور عصام حجي، عالم الفضاء المصري بوكالة ''ناسا'' أن هناك مشروع قومي من أجل التطوير والنهوض بالتعليم الجامعي وما قبل الجامعي بالتنسيق مع عدد من العلماء المصرين بالخارج وأبناء الجاليات المصرية من اجل النهوض بالتعليم لأنة سمة العصر، مشيرا إلى أنه والمصريين بالخارج يسعون إلى تطوير المنشات التعليمية الحالية. وقال حجي إن ''التعليم المصري آفة وإنني غير راض عنه لأن التعليم هو مشكلة الأسرة المصرية، ولا تجد إنسان يعيش حياة بائسة إلا ويسعى لتعليم أولاده ورغم ذلك التعليم هو مشكلة مصر بالكامل وأصبح مرض يهدد الكيان المصري بالكامل''. جاء ذلك خلال الندوة العلمية التي عقدت مساء الخميس بنادي طنطا الرياضي بدعوة من جمعية المسلماني الخيرية بحضور المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية وفائز عريبي رئيس نادى طنطا والعديد من القيادات التنفيذية والمواطنين. وأضاف أنه ''لا يجب أن نقارن بين مصر والدول الأخرى في مجال التعليم، فنحن لم نولد لتقليد الدول الغربية، ملفتا إلى ضرورة البحث عن مخرج للأزمة الاجتماعية والتعليمية التي يعيش فيها الشعب المصري ووضع خطط للإصلاح للنهوض بالمدرسة المصرية والتعليم''. وأشار إلى ضرورة القيام بحملة لجمع التبرعات من أجل التعليم المصري، تبدأ بتبرعات للجامعة والمدرسة لتحسين أوضاع المدرسين والأساتذة بالجامعات وان نعيد أنشاء المدارس والجامعات كما تم من خلال التبرعات في إنشاء جامعة القاهرة؛ على ألا يتم الاستعانة بأصحاب النفوذ أو رجال الأعمال الذين يفرضون سطوتهم''. وقال عالم الفضاء المصري ''علينا القيام بحملة أهلية من اجل التعليم خلال المرحلة الانتقالية الحالية حتى تستعيد الدولة مكانتها وتقف على أقدامها خلال الفترة القادمة من خلال انتخابات حرة وديمقراطية نزيهة''، مشيرا إلى أن هذه بداية حملة قومية لحين أن تكون لدينا حكومة منتخبة ويكون هناك برنامج قومي. وأوضح أن الثورة المصرية جاءت لتعيد آدمية المواطن المصري لم تأت فقط من أجل تغير النظام السياسي، وقال ''نحن نطالب بتغير المشهد الاجتماعي والمشهد العلمي والتعليمي والاقتصادي''. ولفت إلى أن الثورة المصرية ثورة شعبية بدأت بلا قيادة والقيادة الحالية (المجلس العسكري) يجب أن تتفهم مبادئ الثورة''، مزيدا ''الإعلام يقسوا على شباب الثورة وهذه استمرارية لما كان علية قبل 25 يناير''. وأشار إلى أن مصر عاشت في فساد طوال 30 عاما مضت ولم تكن هناك حرية، موضحا أن هناك اشياء كثيرة تغيرت بعد الثورة، وقال ''لا يجب أن يتعجل التغير والثورة جاءت لتغير مسار مصر ونسعى لبناء دولة مدنية وتحتاج لمجهود جميع فئات الشعب وأصعب تغيير على الشعب المصري هو التغير الاجتماعي''. وقال الدكتور عصام حجي عالم الفضاء المصري ومدير معهد الأقمار والكواكب بوكالة ناسا إن ''كل التجارب العلمية في ظل النظام السابق كانت تحتاج للحصول على تصاريح من 12 جهة أمنية وهو ما كان يعتبر نوعا من التضييق الأمني من قبل النظام السابق على كل شيء، وخنق الأبحاث العلمية مؤكدا أن النظام السابق كان يتعمد الحد من قدرتنا على تطوير أنفسنا،مضيفا أن بعد الثورة المصرية سنعود لمصر وسنكمل تجاربنا فى الصحراء المصرية. وأضاف حجي، ساخرا، أنه عندما جاء لمصر للبحث عن المياه الجوفية رفضت الجمارك المصرية ''دخول مركبة الفضاء على أنها آلة فضاء وتم دخولها ضمن المركبات لكونها تحتوى على 6 عجلات وتم استخراج أرقام لها على أنها مركبة''. وأوضح أن الهدف من مشروع اكتشاف المياه على سطح كوكب المريخ عام 2004 هو محاولة فهم ما إذا كان بين الأرض وكوكب المريخ ماض مشترك ونحاول أن نجد بينهما مستقبلا مشتركا. وأشار الإعلامي أحمد المسلماني أن مصر بها العديد من الكوادر العلمية المتميزة التي توجد في جميع أنحاء العالم منها الدكتور عصام حجي والدكتور فاروق الباز والدكتور مصطفى السيد والدكتور احمد زويل والدكتور مجدي يعقوب وغيرهم من العديد الذين شرفوا مصر في المحافل الدولية. وقال ''علينا الآن الاستفادة بخبراتهم في إعادة تأهيل مصر وعودتها إلى وجهتها الحضارية''. وأضاف أن ''الدكتور حجي صاحب انجازات كبيرة في مجال علوم الفضاء خاصة في اكتشاف كوكب المياه على كوكب المريخ وله العديد من الأبحاث العلمية وحصل على العديد من الجوائز العالمية في مجال تخصصه''. ولفت المسلماني إلى أن طنطا ستستضيف في شهر نوفمبر المقبل العالم المصري الدكتور فاروق الباز لإجراء حوار موسع معه إلى جانب استضافته للدكتور مصطفى السيد خلال الفترة القادمة.