لا تزال الصحف البريطانية مهتمة بتداعيات الأحداث في ليبيا، وخاصة خبر انشقاق وزير الخارجية السابق موسى كوسا وقدومه إلى المملكة المتحدة. وأفردت صحيفة الغارديان مقالها الافتتاحي لهذه القضية التي شغلت العديد من وسائل الإعلام البريطانية خلال الايام الماضية في محاولة لمعرفة المصير الذي يمكن أن يؤول إليه كوسا بعد قدومه إلى بريطانيا، وذلك عبر طرح عدد من التساؤلات. وترى الصحيفة في مقالها الافتتاحي بعنوان ليبيا: الانشقاقات والمعضلات ، أن تلك الانشقاقات كان لها دور مركزي دون شك منذ بداية التدخل الدولي في ليبيا. وتقول الغارديان إن العمليات العسكرية والعقوبات الاقتصادية والتهديد بالقانون الدولي لن تكون غايات في حد ذاتها . وتشير الصحيفة إلى أن تلك الاجراءات ستعني بدلا عن ذلك، كما أوضح وليام هيغ وهيلاري كلينتون ونيكولا ساركوزي وباراك أوباما، إرسال إشارات إلى الجنود الليبين والعاملين في الخدمة العامة وكبار الموظفين أن النظام لا مستقبل له . وتضيف الغارديان أن الإشارات التي رغب هؤلاء المسؤولون في إرسالها تتضمن دعوة إلى الجنود وكبار الموظفين الليبين بالانشقاق عن نظام القذافي. ويواصل المقال شرح هذه الفكرة بالقول إن الهدف الاساسي من ذلك هو عزل القذافي عن المؤيدين له. وتؤكد الغارديان على ما ذهبت إليه بأن انشقاق حامية بنغازي في الأيام الأولى للاحتجاجات أحدث انهيارا سريعا لسلطة القذافي في شرق البلاد . وتضيف الصحيفة أن استقالات وبيانات العديد من الدبلوماسيين الليبيين قوضت القليل الذي تبقى من شرعية النظام في الخارج . وتخلص الغارديان من ذلك إلى أن الانشقاقات كانت هي الطريق الذي يجب السير فيه . لكن، رغم هذه النتيجة التي خلص إليها المقال، تطرح الغارديان سؤالا بشأن إمكانية إصدار عفو عن بعض المنشقين الذين يتهمون بارتكاب تجاوزات إذا كان انشقاقهم ضروريا للنجاح . وتضيف الغارديان أن هذا السؤال هو المشكلة التي تسبب فيها انشقاق وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا إلى بريطانيا. ويشير المقال إلى أن كوسا أضر بريطانيا وساعدها في الماضي، مع التركيز خلال السنوات الأخيرة على النفع أكثر من الضرر . وتواصل الغارديان تحليل الدور المستقبلي الذي من الممكن أن يلعبه كوسا بالقول وبمعرفته بأساليب عمل الدائرة المقربة من القذافي، لا يزال (كوسا) قادرا على مساعدتنا الآن، وذلك بإيضاح نقاط ضعفه . لكن الصحيفة تشير إلى أن البعض يطالبون بمحاكمته (كوسا) إذا ظهر دليل على مسؤوليته عن شن هجمات على أهداف غربية . لكن الغارديان تقول إنه سيكون من المستغرب، بصرف النظر عما يقول ديفيد كاميرون في العلن، إذا لم يمنح كوسا ضمانات بشان مستقبله ، في إشارة إلى عدم ملاحقته قضائيا. كوسا رجل شرير من دون شك، لكنه يمكن أن يكون قوة للخير ، كان هذا هو العنوان الذي اختاره الكاتب شارلس مور لمقاله على صفحات الديلي تيليجراف. يقول مور إنه يجاهد لفهم ما هو الشىء السيء بشأن لجوء موسى كوسا وزير الخارجية الليبي إلى هذه البلاد . ويشير الكاتب إلى أن وسائل الإعلام الصادرة يوم أمس كان فيها الكثير من الأشخاص الذين أعربوا عن استيائهم من قدوم كوسا إلى بريطانيا. ويضيف مور إن الاعتراضات تتعلق بان كوسا رجل شرير، وفي الغالب مجرم . ويؤكد الكاتب على هذه الجزئية الأخيرة بالقول هو كذلك بالطبع . ويواصل مور قائلا لو ساعد كوسا على قتل (الشرطية) ايفون فلتشر أو تسبب في تفجير لوكربي، ومن المرجح بدرجة كبيرة أن تكون له يد في الاثنين، فمن الممكن أن يحاكم ، مضيفا لا يمكن لحكومتنا أن تمنحه حصانة . لكن مور يستدرك قائلا لا توجد تهم موجهة ضده في الوقت الحالي في بريطانيا، وليست هنالك اجراءات بدأت ضده في المحكمة الجنائية الدولية . ويخلص الكاتب مما تقدم إلى أن المهمة الحالية هي الاطاحة بالقذافي، والسيد كوسا –بصرف النظر عن دوافعه- يريد أن يساعدنا على فعل ذلك انشقاق المسؤولين الليبيين عن العقيد القذافي وتخليهم عنه كان مادة للكاريكاتير على صفحات صحيفة الاندبندنت. وتخيل رسام الصحيفة رأس العقيد القذافي وهو يسقط من تمثال حجري في وسط الصحراء، بينما أخذت الجمال تفر من هذا التمثال في كل اتجاه. أما المقال الافتتاحي للصحيفة فقد كان بعنوان المعايير المزدوجة من قبل الغرب ستغذي الشكوك . ترى الاندبندنت في مقالها الافتتاحي أن أوجه الشبه بين الأوضاع في ليبيا وساحل العاج لافتة للنظر . وتعدد الصحيفة أوجه الشبه في بلد مقسم، وقائد يرفض الاعتراف بالخطر المحدق، وحركة معارضة مدعومة من الرأي العالمي، وخطر وقوع مذبحة ضد المدنيين . وتضيف الاندبندنت وعلى الرغم من ذلك، فإن ليبيا قد استحوذت على اهتمام العالم وأدت إلى تدخل من أجل أهداف انسانية، بينما لم تنتزع ساحل العاج أكثر من استهجان دولي . لكن الصحيفة تقول إن هناك أوجه خلاف أيضا بين ليبيا وساحل العاج. وتوضح الاندبندنت احد أوجه الخلاف بالقول في ليبيا هو المستبد غير الشرعي، إنه القذافي الذي هدد الشهر الماضي بالقيام بمذبحة ، مشيرة إلى أن الخطر في ساحل العاج أتى نتيجة هجوم المعارضة المعترف بها من قبل الأممالمتحدة للسيطرة على ابيدجان. وتشير الصحيفة إلى فرق آخر وهو أن المتمردين والجامعة العربية طالبوا صراحة بمساعدة عسكرية خارجية ، بينما لم تكن هناك دعوة مماثلة للتدخل في ساحل العاج. لكن الاندبندنت تعود فتقول إن محاولات لتصنيف الازمتين في فئتين مختلفتين يظل غير مقنع . وتشرح الصحيفة فكرتها بالقول إن قرار مجلس الامن رقم 1973 الذي يسمح بمنطقة حظر جوي فوق الأراضي الليبية قد أجيز بسبب الخطر الوشيك المتمثل في وقوع مذبحة ضد المدنيين . وتضيف الانديبندنت أن نفس هذا الخطر يبدو ماثلا في ساحل العاج. صحيفة التايمز نشرت تقريرا اخباريا من مدينة حماة السورية حول الاحداث التي تعيشها البلاد. تقول الصحيفة إن من الصعب معرفة إذا ما كان تأييد العامة حقيقي أم أنه يمثل المحرم الأخير لاولئك الذي قضوا سنوات يكبحون آراءهم في واحد من أكثر الدول البوليسية قمعا في العالم . ويضيف التقرير، الذي استطلع آراء عدد من المواطنين السوريين، أن هناك خيبة أمل من الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء، حيث فشل (الأسد) في إعطاء تفاصيل تتعلق بالإصلاح . وتنقل مراسلة التايمز عن احدى المواطنات السوريات قولها كان الناس يتوقعون أن يمضي أكثر إلى الأمام، نحن نريد رفع حالة الطوارىء . ويرى التقرير أن السوريين الذين تحدهم لبنان والعراق مدركون أنهم محظوظون، كونهم تجنبوا الصراع الديني . لكن الصحيفة تشير كذلك إلى أنه بينما يلقي البعض باللوم فيما يتعلق بأحداث الأسبوعين الماضيين على قوى خارجية مسببة للمشكلات، إلا أن الغالبية الذين تحدثوا إلى التايمز قالوا إن التغيير ضروري .