لندن (رويترز) - أشادت بريطانيا يوم الخميس بانشقاق وزير الخارجية الليبي موسى كوسة ووصفته بأنه ضربة للزعيم الليبي معمر القذافي بينما طلب ممثلون للادعاء الاسكتلندي استجواب رئيس المخابرات الليبية السابق بشأن تفجير طائرة الركاب الامريكية في عام 1988 فوق لوكربي. وكوسة مستشار مقرب من القذافي منذ عدة عقود وطار الى مطار فارنبارا بجنوب انجلترا يوم الاربعاء وقال للمسؤولين البريطانيين انه استقال من الحكومة الليبية. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان قرار كوسة بالهرب أظهر "اليأس والخوف داخل نظام القذافي المنهار والفاسد" ووصف ذلك بأنه " ضربة خطيرة لسلطة القذافي". وشجع وزير الخارجية وليام هيج اخرين مقربين من القذافي على ان يحذوا حذو كوسة ويتخلوا عنه. وكان كوسة يتحدث الى مسؤولين بريطانيين في مكان سري لكن الضغوط تتنامى لاستجوابه بشأن تفجير طائرة الركاب الامريكية فوق لوكربي باسكتلندا في عام 1988 التي قتل فيها 270 شخصا. والليبي الذي ادين في الهجوم أفرج عنه من سجن اسكتلندي لاسباب انسانية في عام 2009 بعد محادثات شملت كوسة. وأثار الافراج عنه غضب واشنطن. وقالت السلطات الاسكتلندية انها تريد مقابلة كوسة بشأن التفجير وقالت أسر بعض الذين ماتوا في الهجوم انه يجب عدم ابرام أي اتفاق لمنحه الحصانة. وقال كاميرون ان كوسة لم يمنح حصانة وان الشرطة والادعاء الاسكتلندي يجب ان "يتعقبوا الادلة أينما تقودهم". ويمكن ان يقدم كوسة معلومات مخابرات مهمة بشأن الدائرة المقربة من القذافي وهو يواجه معارضة في شرق بلاده وضربات صاروخية من ائتلاف دولي يضم بريطانيا. وأكد متحدث باسم الحكومة الليبية ان كوسة استقال. وقال المتحدث موسى ابراهيم للصحفيين في مؤتمر صحفي ان استقالة كوسة كانت قرارا شخصيا. وشجع انشقاق كوسة المفاجيء المعارضين الليبيين الذين تعرضوا لنكسات عسكرية في الايام القليلة الماضية. وقال مسؤولون بالحكومة البريطانية ان كوسة سافر الى بريطانيا على متن طائرة خاصة ونفوا ان تكون بريطانيا هي التي وفرت الطائرة. ويعتقد انه جاء الى بريطانيا مع ابنه. وقال المتحدث باسم المعارضين مصطفى الغرياني الذي تحدث الى رويترز في مقر المعارضة بمدينة بنغازي بشرق ليبيا ان يدي كوسة ملطختان بالدماء واتهمه بالتورط في عمليات قتل وتعذيب في ليبيا واغتيال شخصيات معارضة في المنفى.