دبي (رويترز) - قالت منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان يوم الاربعاء ان السلطات البحرينية تضايق وتعزل نزلاء بالمستشفيات أصيبوا في احتجاجات مناهضة للحكومة عندما بدأت قوات الامن حملة في المملكة قبل نحو أسبوعين. وفرض حكام البحرين السنة الاحكام العرفية واستدعوا قوات دول خليجية مجاورة منها السعودية لاخماد احتجاجات مطالبة بالديمقراطية استمرت أسابيع قادتها الاغلبية الشيعية في البلاد. وقالت الحكومة يوم الثلاثاء ان 24 شخصا قتلوا في الاشتباكات التي أعقبت ذلك وتقول جمعية الوفاق الوطني المعارضة ان 250 شخصا اعتقلوا و44 شخصا اصبحوا في عداد المفقودين منذ بدء الحملة. وأدانت ايران القوة الشيعية الرئيسية في المنطقة الاجراءات الامنية التي اتخذت وقالت انها قد تقود الى صراع أوسع نطاقا. وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد ال خليفة ان ايران يجب أن توقف "هذه الهجمة" على البحرين وقال لصحيفة الحياة ان الحوار السياسي لانهاء الاضطرابات في البلاد لن يبدأ قبل تحقيق الاستقرار. وأكدت أحزاب المعارضة مجددا يوم الاربعاء نفيها تلقي أي دعم أجنبي. وقالت هيومان رايتس ووتش ومقرها الولاياتالمتحدة انها قلقة من أن القوات البحرينية تستهدف الجرحى في المستشفيات الذين كانوا يحتجون أو يراقبون مظاهرات متفرقة اندلعت يوم الجمعة الماضي في "يوم الغضب" والتي أخمدتها الشرطة سريعا. وقالت المنظمة في بيان "هيومان رايتس ووتش قامت بتوثيق عدة حالات نقل فيها جرحى بسبب المظاهرات الى مستشفى السلمانية او سعوا الى تلقي العلاج فيها تعرضوا بعد ذلك لمضايقات بالغة أو للضرب." وفي حملة يوم 16 مارس اذار سيطرت القوات البحرينية على مستشفى السلمانية أكبر مستشفى حكومي في البلاد. وقالت حكومة البحرين انها داهمت المستشفى لان الانشطة السياسية والطائفية هيمنت عليه. وجاء تقرير هيومان رايتس ووتش بعد أن أصدرت وزارة الداخلية بيانا يدعو البحرينيين الى عدم تجنب العلاج بالمستشفى اذ ان ذلك قد يزيد حالاتهم تدهورا. وقالت المنظمة ان الوزارة لم تتعامل مع مخاوف المرضى من المضايقات. وقال فراز صنيف موفد هيومان رايتس ووتش في البحرين لرويترز " هؤلاء الناس الذين يحتاجون للعلاج يواجهون هذا الاختيار الصعب والكثيرون يختارون عدم الذهاب للمستشفى." وأضاف "ستظل هذه مشكلة مستمرة مع تواصل الاضطرابات في القرى المحيطة بالمنامة." واشارت هيومان رايتش ووتش الى عدة حالات سارعت فيها الشرطة للقبض على مصابين بعد أن أعطوا بيانات هوياتهم للمستشفيات وقالوا ان أسباب اصابتهم كانت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وطلقات الرش التي استخدمت لتفريق المتظاهرين. وقالت قوات الامن لهيومان رايتس ووتش ان المصابين نقلوا الى مستشفى السلمانية أو مستشفى قوة دفاع البحرين لاجراء جراحات لهم. وقالت المنظمة ان أسر الجرحى لم تحصل على أي معلومات عن مكان تواجدهم أو حالاتهم الصحية. وأكثر من 60 بالمئة من البحرينيين من الشيعة وأغلبهم يطالبون بملكية دستورية. لكن مطالب المتشددين بالاطاحة بالملكية أقلقت السنة الذين يخشون أن تخدم الاضطرابات مصالح ايران. وقال الشيخ خالد وزير الداخلية للحياة ان البحرين لا تريد وساطة ايرانية وقال "ندعو الايرانيين الى أن يكفوا عنا هذه الهجمة التي نتعرض لها." ورفضت جمعية الوفاق أكبر جماعات المعارضة البحرينية وست جماعات معارضة أصغر مزاعم الحكومة بأن الاحتجاجات من تنظيم قوى خارجية وقالت ان البحرينيين يكافحون من أجل الديمقراطية والحرية. وقال الشيخ علي سلمان زعيم الوفاق في مؤتمر صحفي في المنامة انهم لا يريدون أن تكون البحرين مكانا لتسوية حسابات دول أخرى. وكانت المحادثات التي عرض ولي العهد اجراءها في أوائل مارس اذار قد تعثرت في باديء الامر بسبب مناقشة الشروط ثم سحبت الدعوة بعد شن الحملة. وقال الشيخ خالد للحياة "نحن الان في فترة اعادة النظام والامن والهدوء ولا شك في أن العملية السياسية ستبدأ وستتطور وستسير الى الامام .. انما بعد تثبيت الامن والاستقرار."