القدس (رويترز) - قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة ان اسرائيل والفلسطينيين يدرسون اجراء محادثات لتطوير حقل للغاز قبالة سواحل قطاع غزة ومبادرات أخرى لاقامة بنية تحتية فلسطينية مستقلة. واستبق الاعلان اجتماعا مقررا السبت للقوى العالمية التي تحاول احياء محادثات السلام التي شابتها نزاعات منذ فترة طويلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بشأن حدود الضفة الغربية الى جانب افتقار حركة حماس التي تحكم قطاع غزة للمرونة. وازدادت الدبلوماسية في الشرق الاوسط تعطيلا بسبب الاضطرابات السياسية في مصر ودول عربية أخرى. وقال نتنياهو الذي استضاف توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في السلام بالشرق الاوسط ان حقل غاز "غزة البحري" ينبغي تطويره مع حقل اسرائيلي مجاور. وأبلغ نتنياهو بلير خلال ظهور أمام وسائل الاعلام "هذا شيء عبرت السلطة الفلسطينية عن اهتمامها به. "أعتقد أننا سنبدأ المناقشات والمفاوضات لتسهيل (تطوير) كليهما.. حيث ستذهب عوائد الحقل الفلسطيني الى السلطة الفلسطينية وعوائد الحقل الاسرائيلي الى الحكومة الاسرائيلية وأعتقد أن هذا جيد للاستقرار والازدهار والسلام." وتحدث أيضا عن مشروعات للكهرباء والمياه والصرف الصحي "تهدف لجعل غزة مستقلة عن البنية التحتية الاسرائيلية". وانسحبت اسرائيل من قطاع غزة في 2005 لكنها ما زالت تزود القطاع الذي يسكنه نحو 1.5 مليون نسمة باحتياجاته الاساسية في الوقت الذي تحتفظ فيه بحصار يهدف لفرض قيود على حماس. وقال بلير ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الولاياتالمتحدة - والذي أوقف المحادثات مع نتنياهو في سبتمبر ايلول وهو في خصومة مع حماس - يسعى "للحصول على موافقة من حيث المبدأ على تزويد محطات الكهرباء في غزة بالغاز البحري الفلسطيني الى جانب موافقة خاصة على مشروع لانشاء محطة كهرباء جديدة هناك." وقال بلير "هناك بوضوح كثير من البنود التي ستتم دراستها لكن هذه انفراجة مهمة للسلطة الفلسطينية وشعب غزة والمنطقة الحدودية." ولم يكن لدى حكومة عباس أو حماس تعليق فوري. واكتشف حقل غزة البحري قبل نحو عشر سنوات لكن محادثات بشأن الانتاج تضم شركاء بريطانيين ولبنانيين باءت بالفشل. وتستورد اسرائيل نحو 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من مصر بموجب اتفاق يستند الى اتفاق سلام موقع في 1979 . لكن الاسرائيليين - الذين يخططون لزيادة الاعتماد على انتاجهم من الغاز البحري الاسرائيلي في السنوات القادمة - يشعرون بالقلق بسبب الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس المصري حسني مبارك واحتمال تراجع العلاقات الثنائية مع القاهرة. وجدد نتنياهو دعوته لعباس للدخول في محادثات مباشرة. وتجتمع اللجنة الرباعية - التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا - في ميونخ يوم السبت لبحث تحقيق تقدم في عملية السلام. ودافع نتنياهو عن مطلب اسرائيل بوجود دائم لقواتها في وادي الاردن بالضفة الغربية ونزع سلاح أي دولة فلسطينية في المستقبل بموجب اي اتفاق. وقال لبلير "أحد الامور التي أعتقد أن الشعب يمكن أن يقدرها اليوم هي الاهمية التي نربطها بالترتيبات الامنية على الارض لانه .. كما أظهرت الاحداث الاخيرة لنا .. فانه ينبغي لاتفاق السلام أن يضع في الحسبان ليس فقط الوضع القائم اليوم وانما أيضا الوضع الذي يمكن أن يحدث غدا." وكان عباس قد علق المحادثات بعدما رفضت اسرائيل تمديد أجل تجميد للبناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة. لكن اتصالات على مستوى منخفض بشأن المشروعات الاقتصادية والامنية الخاصة بالضفة الغربية لا تزال مستمرة.