الجزائر (رويترز) - اقترح نواب مؤيدون للحكومة في البرلمان الجزائري رفع حالة الطواريء السارية في البلاد منذ 19 عاما في اشارة على ان السلطات ربما تكون تمعن النظر في الغاء هذه القوانين التي يقول خصومها انها تستغل لتكميم الحريات السياسية. وجعلت جماعات للمعارضة - مستلهمة الاحتجاجات التي تشهدها تونس ومصر - من الغاء حالة الطواريء احد مطالبها الاساسية فيما يقول بعض المعلقين ان الحكومة ربما تقدم بعض التنازلات لخصومها لتجنب وقوع اضطرابات. وقالت الحكومة انها في حاجة الى الطواريء لمكافحة تيارات التشدد الاسلامي المرتبطة بتنظيم القاعدة. وتراجعت احداث العنف خلال السنوات القليلة الماضية مما أثار جدلا عاما بشأن ما اذا كان ثمة مايبرر الابقاء على سلطات الطواريء. وتعتزم نقابات العمال وأحزاب المعارضة وجماعات المجتمع المدني القيام بمسيرة في العاصمة الجزائرية في 12 شباط فبراير الجاري مطالبين يانهاء حالة الطواريء وبالمزيد من الديمقراطية. وتقول السلطات ان المسيرة غير مشروعة. وقالت وكالة الانباء الجزائرية ان 21 من أعضاء البرلمان اعدوا طلب احاطة للمطالبة بالغاء الطواريء واذا أيد 20 او اكثر من النواب هذا الطلب فيتعين طرحه للمناقشة وعلى الحكومة الرد عليه. وتقول وكالة الانباء الجزائرية ان مؤيدي الطلب يقولون ان تحسن الاحوال الامنية يلغي اي مبرر للابقاء على الطواريء. واضافت الوكالة ان بين النواب الذين تقدموا بطلب الاحاطة عدد لم يعلن عنه من حزب جبهة التحرير الوطني التي ظلت تهيمن على واقع الحياة السياسية في الجزائر لنصف قرن وحركة مجتمع السلم وهي احدى اعضاء الائتلاف الحاكم. وهذه هي المرة الاولى التي يقترح فيها البرلمان مناقشة حالة الطواريء. ويتمتع حزب جبهة التحرير الوطني ومؤيدو الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة باغلبية في البرلمان الجزائري. وأدت انتفاضة شعبية في تونس المجاورة الى الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي الشهر الماضي فيما ادت احتجاجات في مصر الى زعزعة دعائم حكم الرئيس المصري حسني مبارك. وترددت اصداء احداث تونس ومصر في ارجاء الدول العربية بما في ذلك الجزائر حيث تطالب شعوب بتداول السلطة في بلادهم. وقال محمد العقاب وهو محلل سياسي وأستاذ للعلوم السياسية بجامعة الجزائر ان الجزائر بحاجة الى مزيد من الحريات والتغيير واستعادة الامل مشيرا الى ان تونس قد ضربت المثل. الا ان الغاء الطواريء ليس من المسلمات اذ قال عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني لرويترز انه لا يدري شيئا عن خطة لاعضاء حزبه لالغاء الطواريء مشيرا الى انها لا تقف حائلا دون حرية الانشطة السياسية في الجزائر.