قال عبد العزيز بلخادم -الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري ذي الأغلبية في البرلمان والحكومة- إن رياح التغيير لا تأتي عبر الاستنجاد بالدول الأجنبية مؤكدا على احترام حزبه لقرارات شعوب كل من مصر وتونس وليبيا، وأن كل شعب حر في تسيير شؤونه بكل حرية وديمقراطية. وأضاف بلخادم -فى كلمه ألقاها خلال مؤتمر جماهيرى عقده اليوم بولاية ميلة الواقعة شرق الجزائر- إنه يطلب من الجميع أيضا أن يحترم سيادة الشعب الجزائري واختياراته. وعن التصريحات الأخيرة لرئيس الورزاء التركي رجب طيب أردوغان التي ندد فيها بما ارتكبه الاستعمار الفرنسي من جرائم ضد الشعب الجزائري، قال بلخادم "إن الجزائر عانت كثيرا من ويلات تلك الجرائم الاستعمارية البشعة والتي تم فيها التفنن في ترويع الجزائريين وإبادتهم في مغارات بسموم قاتلة ودفنهم داخل جدران إسمنتية" ، لافتا إلى أن "الجزائر المتسامحة لا يمكنها أن تنسى أبدا مثل هذه الجرائم الاستعمارية". وحول الأوضاع الداخلية، دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الأحزاب السياسية إلى قبول ممارسة الحكم من طرف أغلبية تحظى بدعم الشعب. واعتبر بلخادم أن وظيفة الأحزاب تكمن في كونها "خزان أفكار" ومقترحات لدفع البلاد نحو تعميق أكبر للتعددية والممارسة الديمقراطية وليس مجرد هياكل تسعى فقط للفوز بالمناصب ومقاليد الحكم أو"مجرد معارضة لطروحات ومواقف جبهة التحرير الوطني". وأعرب عن ترحيب حزبه بالأحزاب الجديدة في حال تم اعتمادها قبل الانتخابات المقبلة وفقا لقانون الأحزاب الجديد، مجددا دعم حزبه للإصلاحات الجارية ومشاريع مراجعة القوانين المكرسة للتعددية السياسية وتعميم الممارسة الديمقراطية مثل قوانين الأحزاب والإعلام و الانتخابات". وانتقد بلخادم الإشاعات "حول قيام البرلمان بإفراغ مشاريع هذه القوانين من محتوياتها، مشيرا من جهة أخرى إلى "رفض" حزبه فكرة استقالة الوزراء المرشحين للانتخابات من مناصبهم. وأضاف أن "ذلك غير معمول به في أي بلد آخر من العالم باستثناء تركيا التي يستقيل فيها وزير الداخلية في حالة ترشحه للانتخابات". كان بلخادم الذى يشغل فى نفس الوقت وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد أعرب عن توقعه فوز الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها في الربيع المقبل، بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40 في المائة.