قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء ان وجود حكومة يهيمن عليها حزب الله في لبنان سيؤثر على علاقات هذا البلد مع الولاياتالمتحدة التي تصنف الحزب على انه جماعة ارهابية. ومنذ انهيار الحكومة اللبنانية التي كان يرأسها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري المؤيد للغرب هذا الشهر ثارت تكهنات بان الولاياتالمتحدة قد تقطع المعونات عن القوات المسلحة اللبنانية خوفا من ان تقع اسلحة امريكية في ايدي حزب الله وان تستخدم في مهاجمة اسرائيل. وحزب الله مدرج على القائمة السوداء الامريكية الرسمية للجماعات الارهابية وهو اجراء يقتضي فرض قيود متنوعة على السفر والتعاملات المالية. وكان الجمهوريون الذين سيطروا على مجلس النواب الامريكي تعهدوا بفحص المعونات الامريكية للبنان على نحو أكثر تدقيقا وحث ديمقراطي رفيع يوم الثلاثاء الرئيس باراك اوباما على الكف عن ارسال اسلحة ومراجعة كل المساعدات. وقالت كلينتون للصحفيين في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الاسبانية الزائرة ترينيداد خيمينيز " سيكون لوجود حكومة يهيمن عليها حزب الله اثر واضح على علاقاتنا الثنائية مع لبنان." واضافت كلينتون "مواقفنا الاساسية ما زالت كما كانت دائما ... نعتقد بضرورة متابعة سير العدالة وانهاء الحصانة من العقاب. نؤمن بسيادة لبنان وانهاء التدخل الخارجي." واتهم البيت الابيض يوم الثلاثاء جماعة حزب الله باستخدام "القسر والترهيب والتهديد بالعنف" لتحقيق ماربه السياسية ودعا الحكومة القادمة للالتزام بالدستور اللبناني ونبذ العنف. وقالت كلينتون ان واشنطن تتابع التحركات لتشكيل حكومة جديدة في لبنان بعد تكليف نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله بتشكيلها في خطوة أدت الى تحويل ميزان القوى في البلاد مجددا نحو سوريا وايران. وقالت كلينتون "ونحن نراقب ما تفعله هذه الحكومة الجديدة فاننا سنحكم عليها تبعا لذلك." ويثير تعاظم القوة السياسية لحزب الله فيما يبدو قلق اسرائيل التي دارت حرب بينها وبينه في عام 2006 استمرت خمسة أسابيع في محاولة فاشلة لتدمير القدرة العسكرية للحزب الذي تدعمه ايران. وقال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق هذا الشهر ان الاضطراب السياسي في لبنان لن يؤدي الى قطع فوري للمساعدات الامريكية للجيش اللبناني لكنهم قالوا ان العلاقات ستخضع لمراجعة سريعة. واتهمت كلينتون حزب الله -الذي ادى قراره بالانسحاب من الائتلاف الحاكم الى الاطاحة بحكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري- بمحاولة تخريب العدالة قبل الاعلان المتوقع لاتهامات ضد الحزب بشأن اغتيال والده رفيق الحريري عام 2005 . واتهم مسؤولون أمريكيون أيضا حزب الله بالسعي لتعزيز مصالح ايران. وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الابيض في بيان " من الصعب تصور أن تتخلى أي حكومة تمثل كل اللبنانيين حقا عن جهود انهاء عهد الحصانة من العقاب على الاغتيالات بهذا البلد. في نفس الوقت ندعو جميع الاطراف للحفاظ على الهدوء." وزادت الولاياتالمتحدة مساعداتها بشدة للجيش اللبناني بعد حرب عام 2006 مع اسرائيل ومنحته 650 مليون دولار للانفاق على أمور مثل صيانة طائرات الهليكوبتر والاسلحة والذخيرة وأجهزة الرؤية الليلية والصواريخ المضادة للدبابات. وقال هوارد بيرمان النائب الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في بيان مكتوب "ان ظهور حزب الله الارهابي كصانع للملوك في الساحة السياسية بلبنان فضلا عن هيمنته العسكرية الراسخة لهو يوم حزين للبنان." واضاف قوله "اني ادعو الرئيس اوباما ان يعطل فورا كل عمليات ارسال اسلحة الى لبنان وان يجري مراجعة دقيقة لكل برامج المساعدات الاقتصادية لضمان الا تؤدي عن غير قصد الى تقوية حزب الله."