روما (رويترز) - في غرفة مهدمة بالسفارة الصومالية السابقة في العاصمة الايطالية روما قامت مجموعة من اللاجئين بطهي عشاء على نيران أوقدوها بأنفسهم ثم ارتفعت ألسنة لهبها عندما صب أحدهم مادة كيميائية سائلة حتى تستعر النار أسفل قدر الطهي المعدني. وهذا المبنى احد الفيلات الفخمة الموجودة في الحي الدبلوماسي بالعاصمة الايطالية لكن النوافذ الزجاجية المحطمة والسيارات المهجورة التي يعلوها الصدأ والتابعة للسفارة في الطريق الجانبي المؤدي الى السفارة تظهر بشكل واضح في ذلك الحي الراقي. ويتكدس نحو 200 لاجيء في المبنى المكون من أربعة طوابق والذي لا يزال من ممتلكات دولة الصومال لكن السفارة تركته بعد انهيار أخر حكومة مستقرة في مقديشو قي التسعينات . وقال أبوكار محمد الذي ترك مقديشو عام 2006 ليأتي الى ايطاليا "تركت الصومال لان هناك حرب أهلية مستمرة منذ 20 عاما." وتجذب الروابط التاريخية الناجمة عن الماضي الاستعماري لايطاليا في الصومال اللاجئين من تلك الدولة المضطربة الواقعة في القرن الافريقي منذ فترة طويلة. ويملك معظم الرجال في المبنى وثائق سليمة تسمح لهم بالاقامة في ايطاليا لكنهم لا يتمكنون من ايجاد عمل أو فرص للدراسة ويتوق كثيرون منهم للذهاب الى أماكن أخرى يكون الحصول على فرص عمل فيها أسهل. وحاول محمد عثمان علي الذي وصل الى ايطاليا عام 2008 دخول النمسا والنرويج والسويد لكن كان يرحل ويعود الى ايطاليا في كل مرة ويجد الان أنه لا يملك منزلا اخر غير السفارة المهدمة ومجموعة الرحل الذين يعيشون فيها. وينظم الرجال شؤون التنظيف والطهي فيما بينهم ويرتبون الاسرة في الصباح ويحافظون على النظام لكن الزحام والفقر يجعلان من الحياة صراعا كئيبا. وقال علي "نعيش كل ثمانية أو تسعة أشخاص في غرفة واحدة وبعضنا مصابون بأمراض مثل السل وتنتقل بيننا الامراض ونصاب بالامراض الجلدية والتنفسية." وداهمت الشرطة الايطالية المبنى قبل أكثر من شهر فقط بعد تلقيها شكاوى من جيران لكنها قامت بعد التحقق من أوراق من يعيشون فيه باعادة الجميع الى السفارة. وقتل عشرات الالاف من الاشخاص وتشرد أكثر من مليون في الصومال منذ أن أطاح امراء حرب متصارعون بالديكتاتور محمد سياد بري في 1991 ثم انقلبوا على بعضهم البعض مما أحدث فراغا فتح الباب أمام اراقة دماء بدأت قبل عامين. وأرسل الاتحاد الافريقي الالاف من قوات حفظ السلام لدعم سلسلة من الحكومات الضعيفة في مواجهة متمردين اسلاميين وتوفير بعض الامن وسط الفوضى التي سادت البلاد. وغادر أبوكار محمد مقديشو في يوليو تموز 2006 عن طريق ليبيا واستقر في صقلية عام 2007 . وقال انه حصل على اللجوء السياسي وأبلغ بأن من حقه الذهاب الى أي مكان لكنه لم يحصل على أي مساعدة أخرى. وقال "هدفي هو السفر للخارج وصنع مستقبل والدراسة وعيش حياة أفضل. "أنا شاب وأريد أن أدرس وأعمل وأكبر وهذا هو مشروعي. لكن ما اكتشفته هو أن مستقبلي وحياتي في أوروبا دمرا لانني لم أعش قط حياة بائسة مثل تلك التي عشتها هنا."