تجهد الدول ال56 الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوروبا المجتمعة في قمة بكازاخستان الخميس في التوصل الى تسوية بشان الاعلان الختامي وخطة عمل من شانها تعزيز واصلاح هذه المنظمة التي يعود تاسيسها الى الحرب الباردة. واعرب رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف الذي تستضيف بلاده اول قمة للمنظمة منذ 1999 عن "الامل في نتمكن خلال الوقت المتبقي من التوافق حول اعلان وان نتجاوز خلافاتنا". واضاف ان "شعوبنا تنظر الينا بامل كبير (...) ان التاريخ منحنا فرصة فريدة ولن يتغفر لنا اذا لم نغتنمها". وبعد ذلك اعلنت رئيسة ليتوانيا داليا غريباوسكايتي التي ستتولى بلادها رئاسة منظمة الامن والتعاون في اوروبا سنة 2011 "ما زال امامنا عمل يجب انجازه. يجب علينا ان نثبت اننا قادرون على التوصل الى اتفاق". من جانبه حذر رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاتشنكو من المصادقة على وثيقة "لا معنى لها". وتبحث الوفود عن حل وسط بشان نص الاعلان النهائي وخطة العمل لتعزيز منظمة الامن والتعاون التي تاسست سنة 1973 للدفع بالحوار وتفادي النزاعات بين الكتل لكنها فقدت من حينها من نفوذها. ولا تزال عدة نزاعات قائمة منها خصوصا الخلاف بين جورجيا وروسيا حول انعكاسات الحرب القصيرة بينهما في اب/اغسطس 2008. واعترفت موسكو بالمنطقتين الجورجيتين الانفصاليتين وترفض اي اشارة الى وحدة اراضي جارتها القوقازية. ومن الملفات الساخنة ايضا النزاعات القديمة منذ عشرين سنة في الاتحاد السوفياتي سابقا اي نزاع الانفصاليين في تراندنيستريا المنطقة الموالية لروسيا في مولدافيا والنزاع بين اذربيجان وارمينيا حول ناقورني قره باخ. كذلك يجري النقاش حثيثا بين العواصمالغربية من جهة وروسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا من جهة اخرى حول الاليات الضرورية لفرض احترام المبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان. ومما يدل على هذه الصعوبات قرار الرئيس الكازاخستاني ارجاء مؤتمر صحافي كان متوقعا في الساعة 07,30 تغ بنحو ساعتين. ويعتبر انعقاد هذه القمة مع نهاية الرئاسة الكازاخستانية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا، نجاحا شخصيا للرئيس نور سلطان نزارباييف حيث ان آسيا الوسطى لم تنظم ابدا حدثا سياسيا ودبلوماسيا بهذه الاهمية. وحضر افتتاح القمة الاربعاء الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وتعقد القمة في استانا، البلدة الصغيرة في الهضاب العليا الشديدة البرودة في آسيا الوسطى التي حولها نزارباييف اعتبارا من 1997، بفضل موارده النفطية الكبيرة الى عاصمة حديثة تعد 700 الف شخص. لكن قمة كازاخستان تعرضت الى انتقادات كثيرة لا سيما من المنظمات غير الحكومية للدفاع عن حقوق الانسان التي توجه اصابع الاتهام الى حصيلة الجمهورية السوفياتية سابقا في المجال الديمقراطي. وتقول منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان كازاخستان لم تنظم ابدا انتخابات حرة وان حزب الرئيس يهيمن على كافة مقاعدة البرلمان وان الرئيس يتمتع بصلاحيات وحصانة لا نهاية لهما.