افتتحت امس أول قمة تعقدها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ 1999 في الآستانا عاصمة كازاخستان وسط اجراءات امنية مشددة في وسط المدينة الذي تم عزله عن بقية الأحياء المجاورة. وتشكل القمة التي تعقد علي مدار يومين بمشاركة وفود 56 دولة، نجاحا دبلوماسيا للرئيس نور سلطان نزارباييف حيث لم تستقبل المنطقة من قبل حدثا بهذه الأهمية. ويشارك في القمة الرئيس الروسي دميتري مدفيديف وخصمه اللدود الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون. كما حضر الرئيس الافغاني حامد قرضاي. ومن المقرر ان يبحث القادة المجتمعون قضايا من أفغانستان الي الإرهاب وتجارة المخدرات والأزمة الإقتصادية. كما سيناقش الزعماء الازمات في الاتحاد السوفيتي السابق والنزاع بين ارمينيا واذربيجان. وقال سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون انه "حان الوقت للتحرك" من اجل العمل معا فعليا في نشر السلام وحقوق الانسان. وأشار سكرتير عام المنظمة الأوروبية "مارك بيران" في كلمته الي "نقص الثقة" و"ضعف الارادة المشتركة" لدي الدول الاعضاء. من جهته، قال الرئيس الكازاخستاني ان "هذه القمة تشكل مؤشرا علي نهضة المنظمة" التي تؤثر الخلافات بين روسيا والغرب علي عملها لان اي قرار فيها يتطلب توافقا بين الدول الاعضاء. وكانت المنظمة التي تأسست في السبعينيات بهدف التقريب بين الخصوم خلال الحرب الباردة، قد واجهت في الفترة الماضية أزمة البحث عن "هدف واضح" وهو ما عكسته الكلمات الإفتتاحية للقادة امس. ودعا نزارباييف الي إقامة "مجال أمني مشترك تحده أربعة محيطات الاطلنطي والهاديء والمتجمد الشمالي والهندي"، مشيرا الي ان التهديدات الرئيسية للأمن الاوروبي تقع خارج اوروبا، ولا سيما أفغانستان. ودعا الرئيس الروسي من جانبه لمبادئ موحدة لتسوية النزاعات علي ساحة المنظمة، مشددا علي ضرورة الاستناد اليها في "جميع الحالات الطارئة دون استثناء". وحث ميدفيديف علي ان يكون من بينها مبدأ عدم اللجوء لإستخدام القوة لحل النزاعات. من جانبها دعت وزيرة الخارجية الأمريكية الي دور أكبر للمنظمة في ايجاد الإستقرار في أفغانستان وكذلك دعم "أصوات منظمات" حقوق الانسان حول العالم. وحث رئيس تركمانستان من ناحية اخري علي عدم تسييس إمدادات الغاز الطبيعي من بلاده الواقعة في آسيا الوسطي والتي تمتلك رابع أكبر احتياطات الغاز في العالم وقد تصبح موردا رئيسيا لأوروبا والصين. وعلي هامش القمة أعلنت روسياالبيضاء امس انها ستزيل من الآن وحتي 2012 مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، وذلك بعد لقاء بين وزير خارجيتها سيرجي مارتينوف ونظيرته الامريكية. وكانت وكالة الانباء البيلاروسية بيلتا نيوز نقلت في وقت سابق عن الرئيس الكسندر لوكاشينكو ان بلاده لا تنوي التخلص من مئات الكيلوجرامات من اليورانيوم المخصب.