حذر رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي الثلاثاء من ان منطقة اليورو والاتحاد الاوروبي باسره "لن يبقيا" اذا لم تحل ازمة الديون الباهظة التي ترزح تحتها ميزانيات بعض الدول الاعضاء، في حين تتنامى المخاوف بشان الوحدة النقدية. وقال فان رومبوي في كلمة في "مركز السياسة الاوروبية" للدراسات في بروكسل "نواجه ازمة تتعلق ببقائنا". واضاف "علينا العمل جميعا بالتشاور لنؤمن بقاء منطقة اليورو، لانه اذا لم تبق منطقة اليورو فان الاتحاد الاوروبي لن يبقى ايضا". وتابع رئيس المجلس الاوروبي يقول ان "السنة الاولى من معاهدة لشبونة" التي دخلت حيز التنفيذ في كانون الاول/ديسمبر 2009 "تميزت بازمة منطقة اليورو، كانت فترة بقاء ولم تنته بعد". واضاف "لكنني واثق من اننا سنتجاوز ذلك". وتأتي تصريحات فان رومبوي بينما تشهد منطقة اليورو اضطرابات جديدة بسبب مخاوف تثيرها ايرلندا وكذلك البرتغال واليونان او حتى اسبانيا، وهي دول تعاني من عجز كبير في موازناتها. وسينكب وزراء مالية الدول الست عشرة في منطقة اليورو الذين يجتمعون بعد ظهر السبت في بروكسل على دراسة الوضع. وتواجه دبلن خصوصا ضغوطا من بعض شركائها ولا سيما من البنك المركزي الاوروبي لقبول مساعدة مالية اجنبية بهدف تعويم مصارفها وضمان اسواقها وتفادي ظاهرة انتقال العدوى الى الدول الاخرى في منطقة اليورو. لكن السلطات الايرلندية ترفض هذه المساعدة حتى الان. وصرح رئيس الوزراء الايرلندي براين كوين مساء الاثنين للاذاعة الايرلندية العامة "ايرلندا لن تطلب اي مساعدة مالية لاننا نتمتع بملاءة مالية تامة حتى منتصف العام المقبل". وذكر فان رومبوي بان منطقة اليورو سبق وان مرت في فترة صعبة جدا في الربيع مع الازمة اليونانية وعدوى انتقالها الى مجمل منطقة اليورو. واضطرت الدول الاوروبية في تلك الفترة الى المسارعة لانقاذ اثينا ثم لانشاء صندوق انقاذ للدول الاخرى في منطقة اليورو اذا دعت الحاجة. وقال "اثناء ازمة اليورو، اثبت الاتحاد الاوروبي تصميمه"، وقد يتعين عليه ان "يثبت" ذلك مرة اخرى. ويواجه رئيس الاتحاد الاوروبي وضعا حساسا لان ادارة الازمة الحالية تثير خلافات بين مسؤولين اوروبيين. ويدفع البنك المركزي الاوروبي باتجاه خطة عمل سريعة لانه يخشى حصول تداعيات خطيرة على سوق قروض الدولة. وتدعمه في ذلك دول مثل البرتغال واسبانيا تريد ان تتجنب بدورها الوقوع في العاصفة. لكن عواصم اخرى لا تنظر بعين الرضا كليا الى هذه الضغوط، بحسب دبلوماسيين. من جهة اخرى، تقوم بعض الدول الاوروبية بتسوية حساباتها علنا. وهكذا، اتهم رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو الاثنين برلين بانها وراء الزيادة الكبيرة في معدلات الفوائد الاسبوع الماضي والتي دفعتها ايرلندا والبرتغال، لانها ارادت حمل المستثمرين في القطاع الخاص على الدفع في حال تقصير اي دولة، وذلك في اطار صندوق الانقاذ الدائم لمنطقة اليورو الذي يجري البحث فيه حاليا والذي سيوضع موضع التطبيق اعتبارا من 2013.